- الفرزلي: لو اجتمع الإنس والجن فلن يكون غير عون في بعبدا!
بيروت ـ عمر حبنجر
رهان جديد للتيار الوطني الحر، يأمل معه تبدل الاتجاهات الرئاسية لتيار المستقبل، فالتيار العوني يتوقع أن يقنع حزب الله تيار المستقبل بمصلحته في انتخاب عون، خلال الحوار الثنائي المقرر بينهما مساء اليوم الثلاثاء في مقر رئاسة مجلس النواب.
وفي ذات الوقت يواصل التيار الحر تحضيراته للتحرك في الشارع حال فشل الجلسة الخامسة والأربعين المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية، في تحقيق هذا الغرض. لكن في معلومات «الأنباء» أن كتلة المستقبل ستجتمع اليوم الثلاثاء أيضا لتقرر الاستمرار في ترشيح النائب سليمان فرنجية.
وفي المعلومات الخاصة أيضا أن ثمة من يترقب اجتماع الكتلة لرؤية ما اذا كان النائب أحمد فتفت سيكون حاضرا، وفي ضوء معلومات تفيد بأن نائب الضنية الذي ظهر في صورة احتفال بطرابلس الى جانب الوزير المستقيل أشرف ريفي، جمد علاقته بالكتلة متباينا مع معارضي انتخاب فرنجية.
الرئيس نبيه بري لايزال عند موقفه، وهو ان الحل يكون بالسلة المتكاملة. وانه لن يدعو إلى الحوار قبل أن يغير الجميع مواقفهم ويأتوا كي نعالج جدول الأعمال لحل الأزمة وليس للإدلاء بخطابات على طاولة الحوار، مستغربا الحملة المنظمة التي تستهدف تحميله المسؤولية عن عدم انتخاب العماد ميشال عون، وأشار الى أنه اذا قرر الحريري دعم عون يصبح الجنرال رئيسا يوم غد، بمعزل عن موقفي، فكيف أكون أنا من يعرقل وصوله الى قصر بعبدا؟ وقال بري في تصريح لصحيفة «السفير» اذا خُيرت بين عون وفرنجية، فأنا أنتخب فرنجية من دون تردد، ولدي أسبابي.
وردا على سؤال وهل ينتخب عون، اذا وافق الحريري على انتخاب عون، أجاب بري: ليس بالضرورة، وموقفي يمكن أن يتراوح بين الورقة البيضاء والانسحاب من الجلسة الانتخابية، لكنه استدرك بالقول: فقط اذا تم التوافق على انتخاب عون ضمن سلة تفاهم وطني، على مرحلة ما بعد الرئاسة يمكن أن ننتخب الجنرال، لأن الأولوية للمشروع السياسي لا للشخص، وبالنسبة لفرنجية، أقول صراحة، إنه اذا لم يحصل اتفاق مسبق على السلطة المتكاملة فإن انتخابه سيخرجنا من أزمة ويدخلنا في أخرى، وأنبه الى أن انتخاب رئيس من دون السلة المتكاملة سيعني نهاية الرئيس في بداية عهده.
وبحسب بري فإن معلوماته المستمدة من مصادر ثقة تفيد بأن بعض الدول العربية لم توافق، حتى هذه اللحظة على خيار عون ومادام موقفها على هذا النحو فإن أي كلام آخر هو كبيع السمك في البحر. وقال إنه يرفض معادلة انتخاب عون أو انهيار الدولة. مستغربا المعركة التي يخوضها التيار باسم الميثاقية، مذكرا بأن الحكومة العسكرية التي ترأسها عون عام 1988 ظلت تعمل رغم استقالة أعضائها المسلمين آنذاك.
لكن الرئيس فؤاد السنيورة كان حاسما في نفيه كل ما يتردد حول إمكان موافقة المستقبل والرئيس سعد الحريري على انتخاب عون رئيسا في 28 الجاري، كما نفى صحة ما تردد عن لقاء الحريري والوزير جبران باسيل في باريس، ومؤكدا أن احتمال حدوث تحول إيجابي في موقف الحريري حيال عون في المدة الفاصلة عن جلسة 28 سبتمبر كما يتوهم البعض هو احتمال غير واقعي ولا يستند الى أي أساس.
واستغرب السنيورة الربط بين الوضع المالي للحريري وفرضية موافقته على انتخاب عون، متسائلا ما الرابط بين الأمرين، انه ربط غريب عجيب وكأن الحريري سيستخدم المال العام عندما يصبح رئيسا للحكومة من أجل معالجة مسألة الشخصية.
ولفت الى أن حزب الله يساهم أيضا في تعميم أجواء ضاغطة في اتجاه انتخاب عون من باب تبرئة الذمة والايحاء له بأن الحزب فعل أكثر ما يستطيع من أجل إيصاله للرئاسة، كما أن التفاؤل الوهمي يهدف الى إعطاء عون حقنة تخديرية.
وعندما قيل للسنيورة إن جعجع يدعم عون، قال: الجمل بنية والجمّال بنية. وأكد استمرار المستقبل في دعم فرنجية، لكن اذا استمر الأفق مسدودا ولم يستطع عون وفرنجية اختراقه فربما يصبح من الضروري حينها التفتيش عن خيار آخر مقبولا، ونحن لا نلعب من وراء ظهر مرشحنا فرنجية.
في المقابل، يبدو التيار الوطني الحر، ماض من جهته في معركته الرئاسية، وهو يعتبر أن يوم 28 الجاري يوم مفصلي بالنسبة إليه ويعلق آمالا كبيرة عليه، ويؤكد أن العماد عون سينتخب رئيسا في هذه الجلسة!
وتوقفت مصادر التيار عند تباين الآراء داخل المستقبل، فالبعض يدعم ترشيح عون والبعض الآخر يعارض هذا الترشيح، لكن في النهاية هناك موقف واحد والجميع سيلتزم به، ونحن ننتظر عودة الحريري.
الوسائل الإعلامية التابعة للتيار الوطني الحر مستمرة وعلى جاري عادتها في التهويل بما بعد 28 سبتمبر. وتقول القناة البرتقالية، ان الايام الطالعة لن تكون كسابقاتها من الايام في دورة الروتين السياسي المحلي، وان الأسبوع الطالع ممكن أن يكون حاسما، خصوصا في الاستحقاق الرئاسي، وإذا كان الحسم في سبتمبر فلابد من أن ينطلق في اليومين المقبلين، وتحديدا مع عودة سعد الحريري الى لبنان.
عمليا ثمانية أيام تفصل اللبنانيين عن الجلسة الخامسة والأربعين لانتخاب الرئيس، وفي معطيات مصادر نيابية لـ «الأنباء» ان لا شيء سيتغير، كتلة المستقبل ستصدر اليوم بيانا تؤكد التزام سعد الحريري بترشيح سليمان فرنجية، واضعا بذلك الحد لترجيحات وتمنيات التيار الحر.
وردا على قول نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان مصلحة الحريري انتخاب عون، قال النائب المستقبلي جمال الجراح، إن رئاسة الحكومة تقررها المشاورات النيابية، وهي ليست منة من أحد، في الدوحة تعهدوا بدعم حكومة الحريري وما لبثوا أن انقلبوا عليها.
لكن النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي أبلغ قناة الجديد قوله: لو اجتمع الإنس والجن، فلن يكون غير عون في بعبدا.
ورد عليه منسق الأمانة العامة لـ 14 آذار بتغريدة على تويتر: رئاسة عون إيرانية الدعم. ونحن نريد رئيسا لبنانيا.