- الوزير باسيل: إما التوافق على عون وإما المجهول
- مخاوف من انتقال العونيين الأحد من طريق القصر إليه
بيروت ـ عمر حبنجر
في الوقت الذي كان فيه العماد ميشال عون ينتظر من حليفه الاقوى حزب الله الضغط على باقي الحلفاء المترددين، وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، اذا بالامين العام للحزب السيد حسن نصرالله يدعو العماد عون في خطاب عاشورائي مباشر من مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية مساء الثلاثاء الماضي الى التفاهم مع نبيه بري ومع النائب سليمان فرنجية وبقية الحلفاء، معبرا عن تشاؤمه من التطورات الاقليمية، ومعتبرا ان المنطقة مقبلة على مزيد من التوتر.
وكان بري استبق خطاب نصرالله المسائي بغداء عمل اقامه على شرف النائب سليمان فرنجية في منزله بمقر رئاسة مجلس النواب في عين التينة ببيروت، حيث يستقبل عادة الرؤساء، فيما استقبالاته للنواب والوزراء تقتصر على المكتب.
وانتهى لقاء بري ـ فرنجية بالاتفاق على السراء والضراء كما قال فرنجية، مؤكدا على استمرار ترشحه للرئاسة «ولو بقي معي نائب واحد ولن نتراجع عن هذا الموقف، ونحن ندعو العماد عون وأي انسان يود الترشح الى النزول للمجلس النيابي وصحتين على قلب من يربح».
الرئيس بري ابلغ زواره ان النقاش مع النائب فرنجية تركز على الشأن الرئاسي، مشيرا الى ان ضيفه اكد له الاستمرار في ترشيحه.
وردا على سؤال، قال بري: ماداموا لم يقبلوا بالسلة الوطنية التي اقترحتها فلم يعد لدي ما افعله سوى النزول الى مجلس النواب والمشاركة بالانتخاب كما افعل منذ سنتين، وخلص الى استعارة عنوان اغنية لماجدة الرومي: كلمات.. كلمات..
من جهته، الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رمى كرة الرئاسة في ملعب عون رغم تجديده التأكيد على التزام الحزب بترشيحه حين دعاه في المقابل الى التفاهم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ومع النائب سليمان فرنجية وبقية الحلفاء.
وردا على ما جاء في خطاب نصرالله، قال الرئيس سعد الحريري في سلسلة تغريدات على تويتر ان السيد نصرالله توقع ان نرد عليه في نهاية خطابه، الا انه رد على نفسه بنفسه، وكلامه ينطبق حرفيا على ما تقوم به ايران في سورية والمنطقة، واضاف: اننا امام خطاب سياسي متوتر لا وظيفة له سوى تأجيج الكراهية بين المسلمين وصب الزيت على نيران الحروب العربية، معتبرا ان ما سمعناه وما نسمعه منذ سنوات حلقة في مسلسل الاساءة الى لبنان ولعلاقاته مع اشقائه لكنه لن يكون وسيلة لجر لبنان الى ما تريده ايران وادواتها.
مصادر لبنانية متابعة كشفت لـ «الأنباء» ان جزءا من المشكلة التي تواجه العماد عون ان حزب الله لا يريد ان يرى سعد الحريري رئيسا للحكومة المقبلة بمعزل عن تعهدات عون له، وانه كي لا يصل الحريري الى رئاسة الحكومة ينبغي عرقلة وصول عون الى رئاسة الجمهورية.
المصادر واثقة من ان عون يلتزم بتعهداته، لكن المشكلة في قدرته على تنفيذ هذه التعهدات.
ولاحظت المصادر ان عون جاهر بالموافقة على ان يكون الحريري رئيس الحكومة المقبلة، لكن لم يصدر عن حزب الله اي اعلان واضح بهذا الشأن، ومن هنا حرص الحريري على المطالبة بضمانات قبل ان يقول كلمته الاخيرة.
وفي المقابل، اعلن التيار الوطني الحر استعداده للتحرك الشعبي الاحد المقبل في ذكرى اخراج العماد عون من القصر الجمهوري (13 اكتوبر 1990) على يد السوريين في موقف تصعيدي مفتوح على خيار من اثنين: اما التوافق واما المجهول.
لكن مصادر 14 آذار استبعدت ان يقبل عون تحدي فرنجية بالنزول الى مجلس النواب من دون ان تستبعد احتمال زحف انصار عون من طريق القصر الجمهوري حيث الاحتفال المرتقب يوم الاحد الى القصر بذاته في تصعيد للموقف بغية خلق امر واقع لا يمكن الغاؤه الا بانتخاب عون رئيسا.
من جانبه، قال النائب د.سليم سلهب عضو كتلة التغيير والاصلاح لاذاعة «صوت لبنان» امس: لدينا خارطة طريق للوصول بالعماد عون الى رئاسة الجمهورية، بالتفاهم مع الحلفاء، وبينهم الرئيس بري ومع جميع الفرقاء، وذلك بعد ان يعلن الرئيس الحريري موقفه الداعم لعون، علما اننا الآن في مرحلة مناورات سياسية، ويجب بت الامور قبل الوصول الى الجلسات التشريعية.
في موازاة ذلك، جال رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل على قيادات احزاب القومي والديموقراطي العربي والطاشناق في سعي لتعيين التفاهمات، مشيرا الى اننا امام مفترق طرق، فإما التوافق على العماد عون واما المجهول.
وابلغ باسيل من التقاهم توافق عون والحريري على رئاسة الجمهورية وعلى حكومة الوحدة الوطنية.