- باسيل: بلعنا جبلاً بالسياسة ولن نغص بحبة تراب
بيروت ـ عمر حبنجرالشغور بخطة استمرار المراوحة بدأ يراود الجميع ويحثهم على المبادرة لكن التفاصيل المرتبطة بالأحجام والموازين، تتطلب المزيد من الوقت، ويقول الوزير جبران باسيل بعد اجتماع تكتل الاصلاح والتغيير ان النقاش الدائر تخطى الحقائب الوزارية الى التأسيس لواقع سياسي جديد يرتكز على التوازن الوطني الحقيقي.
وثمة رهان واضح من جانب العهد على تدخل حزب الله لمعالجة الوضع بعد تعثر حركة الرئيس نبيه بري المفوض من جانب الحزب وسيكون هناك ما يقوله الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في إطلالته، التي كشفت عنها «الأنباء» منذ يومين، والمرتقبة مساء غد الجمعة، سواء كان على مستوى العلاقة بين الحلفاء او على مستوى التشكيلة الحكومية، لكن جوهر خطابه سيكون حول معركة حلب المشرفة على السقوط بيد النظام وحلفائه، وبينهم حزب الله.
بعض الأوساط توقعت صدور مراسيم الحكومة بعد خطاب نصر الله، باعتبار ان كل شيء جاهز محليا، وأما العقبات فمرتبطة بما يحدث في الخارج لكن اوساطا اخرى استبعدت ذلك توا، بسبب الترجمة المتوقعة لنتائج معركة حلب على محور الحكومة اللبنانية، من حيث الاستئثار بالحقائب الأساسية من جانب فريق 8 آذار، انما توقعت الاوساط عينها لـ «الأنباء» اعلان تشكيل الحكومة قبل عيد الميلاد استجابة لرغبة الرئيس ميشال عون.
مصادر «المستقبل» تجنبت الخوض في المواعيد لقناعتها بأن تشكيل الحكومة اللبنانية وغيرها من الاستحقاقات، باتت خاضعة للتوقيت الخارجي.
وتوقفت المصادر امام زيارة مفتي سورية الشيخ احمد بدر حسون الى بعبدا وبكركي امس.
دون المرور في دار الفتوى أو في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، ولم يطلب موعدا من المرجعيتين انما تردد انه التقى، بعيدا عن الاضواء، مع وفد من «تجمع علماء المسلمين» السني ـ الشيعي المدعوم من ايران.
وبعد اللقاء في بعبدا قال حسون: الرئيس عون انتخب من الشعب قبل ان ينتخبه النواب ونحن لم ولن نخاصم احدا ابدا.
وندعو كل من خاصمنا للمصالحة والمسامحة.
الرئيس ميشال عون امل ان تتشكل الحكومة قريبا، لكنه استبعد الخوف من التأخير، مركزا على الفساد الذي ينهش قدرات الدولة وحث خلال لقاءاته امس على وضع حد للفساد والهدر، خصوصا في قطاعات الماء والكهرباء والبيئة التي باتت تهدد هواءنا، وقال لوفد من عائلات بيروت، نخوض المعركة مع أولئك الذين يفتعلون الازمات السياسية من اجل حمل الرأي العام على رفض افكارنا واعمالنا.
وقال: نحن مع الحرية بالمطلق وليس مع الحرية التي تكبر الشائعات وتصغر الحقائق.
بدوره، رئيس مجلس النواب نبيه بري، اشار امس الى تحرك اتصالات التأليف، في الآونة الأخيرة، لكنه كرر المثل القائل: لا تقول فول حتى يصير بالمكيول، واصفا الحكومة بـ«الجبنة المعتقة» التي يحاول كل طرف ان ينال منها قطعة، معتبرا ان قانون الانتخابات هو اساس تكوين السلطة ويتقدم على اي عمل آخر.
وأشاد بري امام زواره بتصريحات وزير الخارجية باسيل، في اعقاب اجتماع كتلة التغيير والاصلاح، وقال امام زواره انا مع هذا الكلام مائة بالمئة.
وكان باسيل رد على معرقلي تشكيل الحكومة وقال ان مجلس النواب هو السبيل لقانون انتخاب بديل، ودعا الى فصل مسار قانون الانتخاب عن مسار تشكيل الحكومة وأضاف: نستطيع ان نعتبر الحكومة ممرا إلزاميا لقانون الانتخاب ونستطيع ان نقول ان مجلس النواب هو الذي يقرر القانون ولا هذه تؤخر تلك ولا العكس يحصل، والحكومة ستصدر والقانون ايضا وكل من يؤخر الحكومة يُضر نفسه، اذا تصور أنه يضر بالعهد، فالسقف الزمني معروف، بالسياسة بالعين جبال، ولن نغص بحبة تراب.
وغمز باسيل من قناة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية دون أن يسميه، متناولا علاقته بحزب الله، قال: المقاومة لا أحد يتلطى بها لمكسب سياسي أو لمقعد وزاري، وهذه خيانة للمقاومة.
وقال: حزب الله هو الأساس، ولا إمكانية للخلاف المسيحي - الشيعي، وقال: لا لقانون 1960 الانتخابي ولا للتمديد لمجلس النواب، ونعم لقانون الانتخاب النسبي.
وأضاف: اتفقنا مع «القوات» على عودة المسيحيين الى الدولة، ولم نتفق معهم على اعادة الدولة الى المسيحيين، وهذا التشاؤم مرفوض، ونحن لا نريد ثنائية طائفية، ولن نذهب الى صدام مع تيار المستقبل في أي وقت.
مصادر المردة رأت ان الأمور مازالت تراوح مكانها وهي عالقة عند أكثر من طرف، وليس بسبب المردة، وأبلغت المصادر جريدة السفير بأن الإيجابيات التي اتسم بها كلام باسيل تبقى نظرية، بانتظار ترجمة الأقوال الى أفعال. وقالت المصادر: ليس مقبولا كسر النائب فرنجية، فقط لأن هناك من يريد أن يعطي القوات حصة أكبر مما تستحق، وليس صحيحا أن المردة يستقوون بحزب الله أو بحركة أمل لينتزعوا حقهم الوزاري وبالتالي لا يجوز ان يطلب من الحزب الضغط على فرنجية ليعدل موقفه، لأن المسألة مسيحية - مسيحية.
على أي حال يجري التحضير الآن للقاء قريب بين الرئيس عون والبطريرك الماروني بشارة الراعي، للبحث في التعقيدات الحكومية على مستوى الفرقاء المسيحيين.
وفي الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة برئاسة الراعي أمس، دعا المجتمعون الى تسريع تشكيل الحكومة الجامعة لتحقيق الشراكة وتعزيز العدالة الاجتماعية. كما دعوا الى قانون انتخاب جديد، والابتعاد عن تمييع هذا المطلب، ونوه المطارنة بما يقوم به الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في مكافحة الإرهاب والتعامل الفعال معه.
في غضون ذلك، التقى الرئيس عون رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في القصر الجمهوري في بعبدا، وكانت التشكيلة الحكومية محور اللقاء.
وبعد اللقاء قال جعجع للصحافيين: هذا العهد هو أم الصبي وأبوه، أما في موضوع التضحيات من أجل الحكومة، فنحن أكثر من قدم تضحيات والكل يعلم أن الموضوع بالسياسة وليس بالحقائب، والتركيبة بعدها عند 24 وزيرا، وفخامة الرئيس متفائل بتذليل العقبات.
وعن قانون الانتخاب، قال: بعدنا بعاد.. ولم أسمع أن أحدا يريد الإبقاء على قانون 1960.