- نصرالله: عون جبل ولديه خبرة ولا مشكلة أين يسافر ومن يلتقي
- 14 آذار: كيف يفصل مسار الحكومة عن مسار قانون الانتخابات؟!
بيروت ـ عمر حبنجر
خرج الرئيس سعد الحريري من لقائه المسائي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري مقتنعا بأن «أمور تشكيل الحكومة في نهايتها»، في حين وصف بري الاجواء بـ «الإيجابية» وقد لاقاهما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالة تلفزيونية بالجزم بعدم وجود اي طرف سياسي لا يريد تشكيل الحكومة في اقرب وقت ممكن.
اللقاء بين بري والحريري، حضره هذه المرة المعاونان السياسيان لهما: الوزير علي حسن خليل بالنسبة لبري، ونادر الحريري بالنسبة للحريري، وكانت عقدة الحقيبة الوزارية للمردة، الطبق الرئيسي على طاولة اللقاء، الذي خلص الحريري في نهايته الى التأكيد على حرص رئيس المجلس على تشكيل الحكومة، كما هو رئيس الجمهورية، الذي سبق للحريري ان التقاه مؤخرا، و«أنا أرى ان الامور على نهايتها».
واشاد الرئيس بري بكلام الحريري وقال انه كان معبرا عن مضمون اللقاء، لكن اوساط بري، لاحظت اننا «مازلنا في مرحلة التشاور والتداول لإيجاد المخارج».
واكتملت حلقة التطمينات الحكومية بكلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته التلفزيونية المسائية رافضا الاتهامات للحزب وللمردة بتعطيل تشكيل الحكومة، وجازما بأنه لا يوجد اي طرف سياسي لا يريد تشكيل الحكومة في اقرب وقت، ومشيرا الى حل العديد من الامور كالاتفاق على حكومة وحدة وطنية وعلى عدد الوزراء، ودعا الى حل المشكلتين المتبقيتين، كاستكمال التوافق على الحقائب بالحوار القريب وعدم اليأس من بعضنا البعض، متطرقا الى قانون الانتخابات المطلوب، على اساس لبنان دائرة واحدة او دوائر كبرى، مع اعتماد النظام النسبي الكامل وليس المختلط. وأيد فصل مسار الحكومة عن مسار قانون الانتخاب.
وشدد نصرالله على العلاقة مع الرئيس عون واصفا إياه بالضمانة، وقال: لقد كنا ومازلنا في علاقة ممتازة مع الرئيس عون والتيار الحر، ولا تشوبها اي شائبة، وليس هناك اي اشكالية او ازمة ثقة او خلاف، ونحن في تواصل شبه يومي مع الرئيس او مع رئيس التيار جبران باسيل او بقية اصدقائنا وحلفائنا في التيار الحر، مستدركا بالقول: «انا لست محامي الدفاع عن العهد».
وبالنسبة لعلاقات الرئيس الخارجية، قال نصرالله: نحن غير قلقين، وانا قلت ان العماد عون جبل ولديه خبرة سياسية طويلة، ولا مشكلة الى اين يسافر او مع من يلتقي او يتفق، نحن لا مشكلة لدينا، واذا لأحد مشكلة فليعبر عنها باسمه هو.
وقال نصرالله ان هذه الحكومة ليست حكومة العهد الاولى لانها انتقالية ومهمتها المشاركة في وضع قانون الانتخابات واجراء الانتخابات في موعدها، ونفى ان يكون حزب الله طلب من العماد عون والوزير باسيل قطع العلاقة مع حزب القوات اللبنانية، وقد قلنا للتيار اذا كان تفاهمكم مع القوات يدفع لانتخاب الرئيس فلا مشكلة لدينا.
وفي السياق الانتخابي، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد استقباله سفيرة الولايات المتحدة اليزابيث ريتشارد: «لقد توافقنا على ضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة، مؤكدا جاهزية الوزارة لإجراء الانتخابات النيابية مع ضمان احترام المهل القانونية.
وردا، غرد منسق الأمانة العامة لـ 14 آذار فارس سعيد على تويتر قائلا: رفاقي في 14 آذار: انتم مرتاحون لخيارات العماد عون الضامنة لتوجهاتكم، حزب الله يقول عون هو الضامن، حيرتونا اين عون؟
مصادر في 14 آذار لاحظت لـ «الأنباء» ان الرئيس بري طمأن الحريري الى ايجابية الوضع، وسبق لرئيس المردة سليمان فرنجية ان زاره مؤكدا ان المشكلة ليست عنده، وها هو الامين العام لحزب الله يؤكد ألا مشكلة في موضوع الحكومة.
وأعربت المصادر عن خشيتها من ان يكون في الأمر توزيع ادوار مقرون بالمزيد من اللعب في الوقت الضائع، بانتظار مستجدات سورية او اميركية او الاثنين معا، واعتبرت انه اذا لم تعلن الحكومة قبل الميلاد، اي قبل السبت المقبل، فإن عمر تشكيلها سيطول.
المصادر استغربت المطالبة بفصل مسار تشكيل الحكومة، عن مسار قانون الانتخابات، الذي طرحه رئيس التيار الحر جبران باسيل وأيده الرئيس نبيه بري، ثم أمس السيد نصرالله، وقالت المصادر: اي مشروع قانون انتخابات لا يمكن ان يصل الى مجلس النواب ما لم يمر في مجلس الوزراء، وتاليا دون وجود حكومة لا يمكن ايصال القانون الى مجلس النواب ومن ثم الى اعطائه الصيغة التنفيذية، واعتبرت هذا التوجه، ملهاة جديدة.
اما عقدة العقد الحكومية الآن، فتقول المصادر انها حجم الحكومة، فحزب الله والرئيس بري مع حكومة موسعة تضم 30 وزيرا، فيما الرئيسان عون والحريري مع الحكومة الرشيقة، اي حكومة الـ 24 وزيرا، ويتمسك الحريري خصوصا بحكومة الـ 24، لانه يدرك الغاية من الـ 30، وهي تحول مقاعد وزارات الدولة الى جوائز ترضية لأحزاب الثامن من آذار، ومحاصرة رئيس الحكومة، بالأعداد والأدوار غير الوزارية.
بيد ان كل هذه المخاوف والتوجسات يمكن ان تتبدد غدا او بعده، في ضوء معلومات لـ «الأنباء» عن زيارة تقرر ان يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري الى الرئيس عون، حاملا معه آخر صيغة لتشكيل الحكومة، يبدو لمصادر «الأنباء» انها ستكون برسم الإعلان رسميا هذه المرة، الا اذا استجد مانع طارئ في اي لحظة.