بيروت ـ زينة طبّارة
رأى النائب والوزير السابق د.محمد عبدالحميد بيضون أن ما يقال عن قرع طبول الحرب بين إيران وإسرائيل انطلاقا من جنوب لبنان مبالغ به إعلاميا، وذلك لاعتباره أن تهديدات السيد نصرالله مجرد مناورة كلفته بها قياداته الايرانية في محاولة لحماية ما تعتبره طهران مكتسبات في سورية، خصوصا أنها تعلم علم اليقين أن رد إسرائيل على أي مغامرة من قبل حزب الله في جنوب لبنان سيكون استهداف النظام السوري لإسقاطه وبالتالي إسقاط الانجاز الروسي الذي تنسبه ايران لنفسها ألا وهو بقاء الاسد في السلطة.
ولفت بيضون في تصريح لـ «الأنباء» الى أن السيناريو أعلاه كوّن حالة كبيرة من الرعب لدى طهران التي تواجه في الوقت عينه احتمال إدراج الحرس الثوري الايراني على قائمة الإرهاب الدولية وهو ما سيُخضعها مجددا لعقوبات دولية لن تكون لها القدرة على تحمل أوزارها وتبعاتها، وأهمها انسحاب الشركات الدولية لاسيما القابضة منها من التعامل مع إيران، بمعنى آخر يؤكد بيضون أنه لا حرب ولا مواجهات بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان.
وردا على سؤال لفت بيضون الى أن تهديد السيد نصرالله بقصف مفاعل ديمونا في حال لم تقدم الحكومة الإسرائيلية على إقفاله لا قيمة عملية له باللغة العسكرية، وهو بالتالي مجرد تهديد تقليدي ممجوج لاستقطاب حماسة البيئة الحاضنة للسلاح بالدرجة الاولى، وللتأكيد للدولة اللبنانية على امتلاكه قرار الحرب والسلم بالدرجة الثانية، وللرد على مواقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب تجاه إيران بالدرجة الثالثة.
واستيضاحا منه لقضية مفاعل ديمونا، لفت بيضون الى أن المتابع للصحف الإسرائيلية يعلم أن مفاعل ديمونا عمره خمس وستون سنة وكان يجب إقفاله منذ عشر سنوات نتيجة إلحاح المجتمع الإسرائيلي على إقفاله لأسباب تتعلق بالنشاط الاشعاعي.
ولم يعد بالتالي أمام الحكومة الإسرائيلية سوى تنفيذه، ما يعني من وجهة نظر بيضون أن السيد نصرالله الذي تبلغ من الهيئة الاعلامية في حزب الله - المتابعة بامتياز للصحف الإسرائيلية - مصير المفاعل والخزانات، فسارع الى إطلاق تهديده للقول لاحقا أمام الرأي العام المحلي والعربي وعلى قاعدة «العنتريات العربية الكلاسيكية»، ان «الجيش الذي كان في الماضي لا يُقهر أصبح اليوم يتهيب تهديدات المقاومة في جنوب لبنان».