بيروت ـ زينة طبارة
رأى وزير الخارجية السابق فارس بويز ان ابتكار الاساليب الجديدة للحوار من خارج الاطر الدستورية لمعالجة الازمات السياسية هو دليل دامغ على وجود خلل كبير في عمل مؤسسات الدولة، وان استبدال الحكومة التوافقية باللقاءات بين رؤساء الاحزاب المشاركة بها بحجة تفعيلها يؤكد بما لا لبس فيه عجزها عن اتخاذ القرارات في الملفات الاستراتيجية والعامة، معتبرا بالتالي ان الحوار بين اللبنانيين مطلوب في كل حين لترسيخ الاستقرار السياسي في البلاد شرط ان يكون جامعا لكل القوى السياسية على اختلاف مواقعها، لا ان يكون حكرا على مجموعات سياسية دون مجموعات اخرى هي من اساس التركيبة السياسية والطائفية في لبنان.
ولفت بويز في تصريح لـ «الأنباء» الى ان الجو العام في البلاد ـ لاسيما الجو المسيحي منه ـ كشف عن وجود فريقين مسيحيين يسعيان بعد حرب مدمرة بينهما، وتحت مظلة التفاهم، ليس فقط الى الهيمنة على القرار المسيحي انما ايضا الى الغاء القوى المسيحية الاخرى من احزاب ومستقلين، وذلك لأنهما لا يتحملان وجود قوى مسيحية اخرى من خارج صفوف المدرسة السياسية الخاصة بهما، بدليل تركيبة قانون الانتخاب التي اعطتهما سلفا حصة الاسد في المعادلة النيابية وتركت الفتات لغيرهما، مستغربا ان تلجأ القوى المسيحية نفسها التي انتقدت سابقا من ظنت انه يهمشها ويلغيها الى تهميش والغاء غيرها عندما سمحت لها الظروف بتولي السلطة.
وردا على سؤال، اكد ان المرحلة المقبلة لن تكون سهلة على المستوى السياسي نتيجة الادارة الخاطئة للامور، فبدلا من طمأنة كل الشرائح والمكونات اللبنانية على قاعدة المساواة بينها تشهد البلاد حرب الغاء سياسية للمستقلين ولبعض القوى الحزبية، فرأينا وجود قلق كبير داخل المذاهب اللبنانية من استشراء التوتاليتارية السياسية فيها، مشيرا الى ان التنوع داخل المذهب الواحد هو اوكسجين النظام اللبناني، فكلما الغينا التنوع وكلما ذهبنا الى سياسة الخيار الواحد خطت البلاد خطوات نحو الجحيم.
وختم بويز قائلا ـ على المستوى الماروني حصرا ـ «منذ زمن يوسف بك كرم الى الزمن الشمعوني الى زمن الحكومة العسكرية ومأساة حربي التحرير والالغاء، كلها محطات طغت عليها سياسة الخيار الواحد، فأوصلت لبنان عموما والموارنة خصوصا الى الدمار والشرذمة والتفكك».