نقل لبنان شكواه ضد التدابير الاميركية حيال المسافرين القادمين من لبنان، ودول اخرى، وضد اعتبار لبنان دولة داعمة للارهاب، الى منظمة الطيران المدني الدولي في كندا، وطالب بالمساعدة على تعديل هذه الاجراءات.
وتوجه مندوب لبنان لدى هذه المنظمة الدولية سليمان عيد بمذكرة الى رئيس واعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة الطيران المدني الدولي، حملت ادانة لبنان الشديدة للعمل الارهابي الذي استهدف محاولة تفجير طائرة الركاب الاميركية في 25/12/2009 في رحلتها من امستردام الى ديترويت في الولايات المتحدة، معبرا عن ارتياح لبنان لفشل هذه العملية.
استغراب تصنيف لبنان إرهابيا
وأضافت المذكرة بحسب معلومات «الأنباء»: ان لبنان يتفهم اجراءات التشدد في تفتيش الركاب والحقائب التي لجأت اليها السلطات المختصة في الولايات المتحدة الاميركية على اثر حصول المحاولة الاجرامية، ويفهم ان هذه الاجراءات تأتي في اطار تفادي واستدراك محاولات مماثلة في المستقبل. لكننا نستغرب ما قامت به تلك السلطات من تصنيف لدول العالم واعتبارها عشرا من هذه الدول (ومنها لبنان) بأنها تستدعي اهتمام خاصا في مجال الارهاب، وذلك اضافة الى أربع دول اعتبرت داعمة للارهاب. الامر الذي يؤدي الى اخضاع مواطني هذه الدول أو القادمين منها لإجراءات امنية مشددة ومذلة في بعض الاحيان. ان ما يقلقنا هو اخضاع المسافرين موضوع التصنيف ـ ومنهم المسافرون من وإلى لبنان ـ الى تفتيش الكتروني أو يدوي مذل أو مهين، على نحو يمس بحقوق الفرد الاساسية وكرامته الانسانية، الامر الذي ينعكس سلبا على نفسية المسافر.
وردت المذكرة استغراب لبنان ايراد اسمه ضمن لائحة الدول المشمولة بالاجراءات الامنية الاميركية الاستثنائية، الى سلسلة معطيات ابرزها:
ان الاجراءات المتبعة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت مطابقة للمعايير والقواعد القياسية الدوليــــــة، سواء لجهة كفاءة الجهاز البشري الذي يتولى التفتيش أو الاجهزة الحديثة المستعــــملة، بشهادة تقارير بعثات التدقيق العالميـــــة التي لم تسجـــــل أي ثغرات امنية في هذا المجال.
وان تعاون اجهزة الامن اللبنانية المختصة مع أجهزة الامن التابعة للدول الاجنبية في مجال تعقب أي نشاط إرهابي مشبوه قائم ومستمر.
كما ان حالة الامن المستتب التي ينعم بها لبنان في السنوات الاخيرة انعكست ايجابا على حركة السفر من وإلى لبنان عبر مطاره الدولي. وقد سجلت رقما قياسيا بلغ خمسة ملايين مسافر خلال العام المنصرم أي ما يفوق عدد سكان لبنان المقيمين.
علما ان نسبة كبيرة من هؤلاء قدمت من الولايات المتحدة الاميركية ثم عادت اليها دون تسجيل أي عملية أمنية مشبوهة من قبل هؤلاء المسافرين.