بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب تمام سلام، أن ما صدر ويصدر من انتقادات لطاولة الحوار الوطني، على أثر تشكيل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان هيئتها الحوارية قد لا يخدم المصلحة اللبنانية العامة، في وقت أكثر ما هو مطلوب فيه مباشرة الحوار لمعالجة الملفات الأساسية في مسيرة اعادة بناء الدولة، خصوصا في ظل ما تشهده الساحة الاقليمية من سخونة سياسية وقرع لطبول الحرب، الأمر الذي يوجب عدم التوقف عند التسميات والاسراع في بت العناوين الرئيسية للحوار وفي مقدمتها عنوان الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان من أي اعتداء محتمل قد يطال شعبه وأراضيه.
وردا على سؤال قال النائب سلام إنه وبالرغم من عدم تحفظه على الوجوه الجديدة التي شملتها لائحة الرئيس سليمان الحوارية، الا أنه لا يمكن لأحد تجاهل غياب النائب بطرس حرب عن لجنة الحوار الوطني، وذلك لكونه شخصية قيادية ووجها بارزا من وجوه هيئة الحوار السابقة، معتبرا أن غيابه عن الطاولة أمر غير مستحب، مسلما بالرغم مما سبق بحكمة الرئيس سليمان وبوجهة نظره في اعتماد الشخصيات الحوارية. وعن التناقض بين الفرقاء حول عناوين طاولة الحوار، اشار النائب سلام في تصريح لـ «الأنباء» الى أنه وبالرغم من أن عنوان الاستراتيجية الدفاعية هي من أبرز وأهم العناوين المطروحة على طاولة الحوار، الا أن البحث يجوز أيضا في عناوين أخرى تستأهل اعطاءها حقها من العناية فيما لو تم الاتفاق على تعدد العناوين بين القيادات المتحاورة، خصوصا أنه ليست هناك أية املاءات على أي من أعضاء الهيئة الحوارية، تاركا الأمر في تحديد بنود الحوار الى الرئيس سليمان والى توافق الفرقاء على الطاولة الحوارية. ولفت النائب سلام الى أن الرئيس سليمان ليس رئيسا لكتلة نيابية أو لفريق سياسي معين، انما هو رئيس حيادي لكل البلاد يحاول بما لديه من موقع ومسؤولية التحرك في ظل ظروف صعبة باتجاهات مختلفة لتحقيق ما يعود بالفائدة على لبنان واللبنانيين، معتبرا أن ما يواجهه من تصاعد للأصوات المنتقدة لهيئة الحوار، ليس سوى أمر عادي ضمن اللعبة السياسية الديموقراطية، وهو دليل على أن الحريات في لبنان متاحة أمام الجميع في أبداء الرأي واتخاذ الموقف الذي يرونه مناسبا، معتبرا ردا على سؤال أن أحد الأسباب التي دفعت بالرئيس سليمان الى تشكيل الهيئة الحوارية بشكل مفاجئ فضلا عن أنها كانت منتظرة، قد تكون التطورات الاقليمية المتسارعة.
على صعيد آخر وعن كلام الرئيس الحريري «بأنها ستكون آخر حكومات الوحدة الوطنية فيما لو استمرت الضغوطات السياسية عليه»، لفت النائب سلام الى أن موقف الرئيس الحريري المذكور موقف لافت في أبعاده ومضمونه، ونابع من مرارة كبيرة لديه جراء ما يتعرض له من ضغوطات، معتبرا أن الرئيس الحريري قال كلاما صريحا وواضحا لا يخفي أية حقائق في طياته وليس في أبعاده أية مناورات سياسية، اذ عليه مصارحة المواطنين بما يجري وذلك انطلاقا من موقعه المسؤول تجاههم وتجاه مسار بناء الدولة على أسس سليمة ودستورية.
وقال النائب سلام في معرض رده على الأسئلة، الى أن الضغوطات على الرئيس الحريري من قبل بعض القوى السياسية لم تتوقف منذ اللحظة الأولى لتشكيله حكومة الوفاق الوطني، وحتى منذ فوز الأكثرية بقيادته في الانتخابات النيابية الأخيرة، مشيرا الى تمادي البعض من داخل وخارج الحكومة في ممارسة الضغط عليه بهدف تحقيق بعض المكاسب السياسية الخاصة به، معتبرا أن هذا التمادي يوحي وكأن هناك من يعمد الى افشال مساعي الرئيس الحريري من خلال اعاقة تحركاته على المستوى الوطني وعلى مستوى اعادة بناء الثقة بين جميع الفرقاء اللبنانيين. وأيضا ردا على سؤال رأى النائب سلام أن الممارسة السياسية داخل مجلس الوزراء من قبل بعض أعضائه، أبعد ما تكون عن مفهوم حكومة الوحدة الوطنية أو الائتلاف الوطني، معتبرا أن البعض لديهم أجندات سياسية تختلف في مضمونها وتوجهاتها عن المضمون الذي على أساسه شكل الرئيس الحريري حكومة الوحدة الوطنية، لافتا الى أن هؤلاء يحاولون تحقيق بعض ما تتضمنه أجنداتهم المشار اليها من عناوين، وذلك من خلال ممارستهم الضغط على الرئيس الحريري، الا أن هذا الأخير متمسك بما هو لمصلحة الوحدة والتفاهم بين اللبنانيين وبما يحقق مصلحة البلاد خصوصا في ظل الأوضاع الاقليمية الراهنة. وأشار النائب سلام الى أن الرئيس الحريري يحاول تحقيق الفرصة المتاحة أمامه واستثمارها لمصلحة لبنان واللبنانيين، معربا عن أسفه لاصرار بعض الأصوات على عرقلة مساره، في الوقت الذي أثبت فيه الرئيس الحريري للقاصي والداني صدق وطيبة نواياه تجاه الجميع دون استثناء، مذكرا بأن الحريري لم يتلكأ للحظة واحدة في اعتماد الوسائل والمساعدة على النهوض بالبلاد وهو ما أثبته قولا وفعلا في محطات عديدة، معربا عن أسفه لمقابلة البعض له بما لا يتماشى مع النهج التوافقي الذي تبناه الرئيس الحريري لأجل قيام الدولة اللبنانية. وعما أشيع عن احتمال انجاز الرئيس الحريري زيارة ثانية لدمشق، ختم النائب سلام مؤكدا أن الرئيس الحريري لن يتأخر في انجاز أية زيارة لسورية، من شأنها أن تخدم المصلحة اللبنانية وتدفع بالعلاقات اللبنانية السورية الى الأمام، لافتا الى أن الرئيس الحريري يدرك انطلاقا من وطنيته مكمن المصلحة اللبنانية ومصلحة الشعب اللبناني الذي أعاره ثقته العالية ودعم خطواته على كل المستويات وتحديدا على المستوى السياسي.