تصاعدت الدعوات الدولية لاتخاذ اجراءات محددة بعد ثبوت وقوع الهجوم الكيماوي على غوطة دمشق، حيث قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أمس إن الولايات المتحدة تكاد تجزم الآن بأن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية ضد مدنيين الأسبوع الماضي.
وأضاف لرويترز «استنادا الى عدد الضحايا المذكور والأعراض الواردة على من قتلوا أو أصيبوا وروايات الشهود وحقائق أخرى جمعتها مصادر عامة وأجهزة المخابرات الأميركية وشركاؤها الدوليون، فما من شك يذكر في هذه المرحلة في أن النظام السوري استخدم سلاحا كيماويا ضد مدنيين في هذه الواقعة».
وتابع «نحن مستمرون في تقييم الحقائق حتى يتمكن الرئيس من اتخاذ قرار مدروس بشأن كيفية الرد على هذا الاستخدام دون تمييز لأسلحة كيماوية».
بدوره، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان هناك «مجموعة من الادلة» التي جمعت من سورية تشير الى ان الهجوم الذي وقع الاربعاء الماضي في غوطة دمشق كان «ذا طبيعة كيميائية» وان كل شيء يقود الى القول بأن النظام السوري «مسؤول» عنه. وأفاد قصر الإليزيه في بيان بان هولاند بحث الملف السوري مع رئيسي الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والاسترالي كيفن راد.
وجاء في البيان ان هولاند وكاميرون «نددا بدون تحفظ باستخدام اسلحة كيميائية في سورية» و«اتفقا على التشاور بأسرع وقت ممكن حول تدابير الرد الواجبة على هذا العمل الذي لا يمكن السماح به».
وجاءت تصريحات هولاند بعد أن اكدت منظمة اطباء بلا حدود امس الأول ان 3600 نقلوا الى مستشفيات في ريف دمشق بعدما ظهرت عليهم «اعراض تسمم عصبي» وأن 355 شخصا من هؤلاء ماتوا.. وتزامن ذلك مع اعلان وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل أمس ان القوات الاميركية مستعدة للقيام بتحرك ضد النظام السوري في حال تلقي الامر بذلك، موضحا ان «الرئيس باراك اوباما طلب من وزارة الدفاع اعداد خيارات لكل الحالات. وهذا ما فعلناه».
من جهته، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إنه لا يمكن قبول استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية.
لكن الزعيم اليميني تفادى توجيه دعوة مباشرة للولايات المتحدة للقيام بعمل عسكري ولم يتطرق الى هذا الخيار في تصريحات علنية أدلى بها امام حكومته.
وقال نتنياهو «نخلص من خلال هذا الى ثلاثة استنتاجات. أولا أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، وثانيا أن أخطر أنظمة في العالم يسمح لها بامتلاك اخطر الأسلحة في العالم، وثالثا بالطبع نتوقع أن يتوقف هذا لكننا نتذكر مبدأ حكمائنا القديم وهو أننا اذا لم نحم أنفسنا فمن سيحمينا.»
من ناحيته، دعا الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الى حشد جهود دولية «لنزع» الاسلحة الكيمائية من سورية.
وقال بيريز قبل لقائه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في القدس المحتلة «حان الوقت للقيام بمحاولة دولية لنزع جميع الاسلحة الكيميائية في سورية» بدون ان يوضح ان كان يقصد شن ضربات عسكرية او غير ذلك.
واضاف بيريز «انه امر معقد للغاية ومكلف للغاية ولكن الامر سيكون اكبر كلفة اكثر واكثر خطورة» في حال استمر الوضع الحالي.
وتابع «لا استطيع ان اصدق انه وقعت هناك اكبر جريمة حرب لا تصدق وهي استخدام اسلحة كيميائية لقتل مئات النساء والاطفال».
من جهته، كرر فابيوس الموقف الفرنسي قائلا «كل شيء يشير الى وقوع مجزرة كيميائية وتقع مسؤوليتها الفادحة جدا على الرئيس السوري بشار الاسد».
أما الأردن فدعا الى معاقبة من يثبت تورطه في استخدام اسلحة كيميائية في سورية وذلك قبيل استضافته اجتماعا دوليا لرؤساء اركان جيوش عدد من الدول بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لبحث تداعيات النزاع السوري اليوم.
وقال وزير خارجية الاردن ناصر جودة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي «اجدد ادانة الاردن واستنكاره للقتل المروع الذي شهدته منطقة الغوطة الشرقية والتأكيد على ضرورة ان يتحمل من يثبت انه استخدم اسلحة كيمياوية او غير تقليدية المسؤولية عن هذا العمل الاجرامي».
واضاف «لطالما حذرنا من موضوع استخدام الاسلحة غير التقليدية وخاصة الكيماوية لاننا دولة مجاورة لسورية وموقفنا من استخدام الاسلحة الكيمياوية معروف وواضح وتم التعبير عنه اكثر من مرة خلال السنتين الماضيتين».
واعلن مصدر عسكري اردني مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية ان اجتماعا سيعقد في الاردن لرؤساء هيئات الاركان في عدد من الدول بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لبحث أمن المنطقة وتداعيات النزاع السوري.