تسابق الحشود العسكرية التي غطت مياه البحر المتوسط الجهود الديبلوماسية التي تقودها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لحشد التأييد الشعبي وداخل الكونغرس للضربة العسكرية المزمعة ضد النظام السوري عقابا على استخدامه السلاح الكيماوي في الغوطة الشهر الماضي.
وفيما تحدثت وسائل إعلام بريطانية عن أن مقاتلات من طراز «تايفون» تابعة لسلاح الجو البريطاني، اعترضت مقاتلتين سوريتين بالقرب من القاعدة الرئيسية لها في قبرص، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس وزراء الخارجية العرب في باريس لحشد الدعم لعمل عسكري بقيادة بلاده ضد سورية، غير أنه أكد أن الولايات المتحدة لم تستبعد امكانية العودة لمجلس الأمن للحصول على قرار بشأن سورية بمجرد أن ينتهي مفتشو الأسلحة التابعون للأمم المتحدة من تقريرهم.
وأضاف متحدثا في مؤتمر صحافي في باريس مع نظيره القطري خالد العطية ان الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يتخذ قرارا بعد بخصوص هذا الأمر.
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «صندي بيبول» أمس، أن مقاتلات من طراز «تايفون» تابعة لسلاح الجو البريطاني، اعترضت مقاتلتين سوريتين بالقرب من القاعدة الرئيسية للمملكة المتحدة في قبرص.
وأضافت أن المواجهة المثيرة وقعت بعد أن أرسل قادة القوات الجوية السورية مقاتلتين من طراز «سوخوي 24» الروسية الصنع لاستكشاف الدفاعات الجوية البريطانية في قبرص رفضتا الرد على المحاولات المتكررة من قبل برج المراقبة في القاعدة الجوية البريطانية «أكروتيري» للاتصال بهما.
وبموازاة ذلك، استنفرت قيادة اركان الجيش السوري الحر طاقاتها لاعداد خطط من اجل «استغلال الى اقصى حد» لأي ضربة عسكرية غربية محتملة على النظام، بحسب ما صرح المستشار السياسي والاعلامي للجيش الحر لؤي مقداد لوكالة «فرانس برس» أمس.
وقال مقداد في اتصال هاتفي «نحن في حال استنفار كامل ورئيس قيادة هيئة الاركان اللواء سليم ادريس يقوم بزيارات على الجبهات، وتم توحيد غرف العمليات في مناطق عدة، ووضعت خطة للتعامل مع الضربة واستغلالها الى اقصى حد».
واضاف ان الرئيس السوري «بشار الاسد هو من اتى بهذه الضربة من خلال المجزرة الانسانية التي يقوم بها منذ اكثر من سنتين ضد الشعب السوري والتي كان آخر فصولها مجزرة الكيميائي في الغوطة» في ريف دمشق.
واشار الى ان «الخطط الموضوعة لهذا الاستغلال قد تلحظ اقتحامات وفتح جبهات جديدة وغنم اسلحة وتحرير مناطق».
وقال مقداد «نعتقد ان الضربات ستشجع تشكيلات عسكرية كبيرة على الانشقاق وستضعضع قوات النظام»، معربا عن امله في ان تكون «البوابة التي تقود الى اسقاطه».
وعن الاهداف المحتملة للضربة العسكرية، قال مقداد ان «تحالف القوى الغربية الذي سينفذ الضربة لا يحتاج الى معلومات من الجيش الحر لتحديد بنك اهدافه، لان النظام مكشوف تماما لكل الدول».
الا انه اشار الى «اتفاق بين هيئة الاركان وبعض الجهات الدولية على ان يتم ابلاغنا قبل وقت قصير من بدء الضربة العسكرية بأهدافها، لنوزع هذه المعلومات على مسؤولي المجالس العسكرية في المناطق فتساعدهم على استغلال هذه الضربات الى أقصى حد».
وتابع «نحن، من موقعنا في المعركة ضد النظام، لدينا مشكلتان اساسيتان: مسألة السلاح الكيميائي ومسألة الصواريخ البالستية والطيران»، متخوفا من ان يلجأ النظام «في مرحلة مقبلة الى استخدام صواريخ بالستية محملة برؤوس غير تقليدية تطلق بواسطة الطائرات، ما يعني قتل مئات الالوف من السوريين».
واوضح «بحسب المعطيات المتوافرة عن الضربة، فانها تهدف على الارجح الى تدمير قدرة بشار الاسد الكيميائية وتقليص قدرته على استخدام الصواريخ البالستية والطيران الحربي».
ميدانيا، لاتزال مدينة معلولا تحتل الصدارة في العمليات العسكرية وبعد أن دخلها الجيش السوري أمس الأول أعاد مقاتلو الجيش الحر والكتائب المعارضة السيطرة على البلدة التي تقطنها أغلبية المسيحية في القلمون، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وسكان وكالة فرانس.
وقال المرصد ان المعارك أدت الى سقوط 17 قتيلا واكثر من 100 جريح من مقاتلي المعارضة وعشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية واللجان الشعبية الموالية لها المعروفة بالشبيحة.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «ليلا دخلت قوات النظام الى المدينة لكنها عاودت الانسحاب»، مشيرا الى ان أعدادا كبيرة من المقاتلين المعارضين دخلوا البلدة و«سيطروا عليها بشكل كامل بعد معارك عنيفة».
وأشار الى ان القوات النظامية انسحبت الى مشارف البلدة، وأوضح الملازم اول المنشق عرابة ادريس الذي يقود مجموعة مقاتلة في المنطقة من ضمن «كتائب بابا عمرو» في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان «القوات النظامية موجودة عند الحاجز الذي تم نسفه وأعادت تعزيزه عند مدخل معلولا».
وذكر ان «الشباب المعارضون تمكنوا من التقدم ودخول معلولا بعد هجوم واسع قام به الجيش النظامي امس على ثلاثة محاور في محيط معلولا واستخدم فيه الدبابات والمدافع والطيران، ما اجبر الشباب على الانسحاب في مرحلة اولى بعد ان استشهد عدد منهم».
وتلت ذلك «معارك عنيفة» تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من استعادة السيطرة على المدينة.
ولمعلولا موقع استراتيجي في القلمون الذي يمكن ان يشكل بوابة لقطع طريق دمشق ـ حمص على قوات النظام وبالتالي إعاقة الإمدادات الى حمص الواقعة بمعظمها تحت سيطرة قوات النظام.
وفي باقي القلمون، قصف الطيران الحربي مدينة يبرود وأطراف مدينة جيرود وقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات بيت سحم وداريا ومعضمية الشام والزبداني والسبينة وحرستا وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية.
استهدف النظام منطقة المادنية جنوب دمشق وقصف بالمدفعية الثقيلة على أحياء القابون وجوبر وبرزة ومخيم اليرموك كما سقطت عدة صواريخ على مخيم اليرموك من أبراج منطقة القاعة وتجدد القصف عنيفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء حمص المحاصرة. وقصف النظام بقذائف الهاون على حي الوعر الذي يكتظ بالنازحين.
أما في ريف درعا فقد قصفت المدفعية الثقيلة مدن وبلدات عتمان والشجرة وإنخل والكرك الشرقي وحيط ونافعة واشتباكات في محيط كتيبة الفدائية المهجورة الواقعة شمال بلدة النعيمة وأعلن الجيش الحر تحرير المخفر الحدودي رقم 64 على الحدود السورية ـ الأردنية بحسب شبكة شام الإخبارية.