تصاعدت موجة نزوح المسيحيين الآشورين من محافظة الحسكة السورية، بالتزامن مع الاعلان عن ارتفاع عدد الذين اعلن تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) خطفهم من ابناء هذه الطائفة الى نحو 150. وفاقم من الازمة تجدد الاشتباكات بين المقاتلين الأكراد ومسلحي تنظيم الدولة الذي يحاول الاستحواذ على مزيد من المناطق في هذه المحافظة بعد خسارته مدينة عين العرب (كوباني) في الشمال.
وقالت تقارير اعلامية أمس إن مسلحي «داعش» يحاولون التقدم باتجاه الحسكة من الشرق والغرب والجنوب، حيث تصلهم تعزيزات من الرقة، بينما يجري تعزيز المقاتلين الأكراد والسريان من منطقتي الحسكة والقامشلي.
في هذه الاثناء، غادرت نحو ألف عائلة مسيحية آشورية مناطق سكنها في الحسكة خوفا من المزيد من عمليات الخطف على يد «داعش».
وقال اسامة ادوارد مدير «شبكة حقوق الانسان الآشورية» ومركزها السويد لوكالة «فرانس برس»: ان «نحو 800 عائلة غادرت الحسكة منذ يوم الاثنين الماضي، فيما غادرت ايضا نحو 150 عائلة القامشلي، في عملية نزوح تشمل نحو خمسة آلاف شخص».
واحتجز «داعش» هؤلاء الآشوريين، اثر هجوم شنه على قريتي تل شاميرام وتل هرمز الواقعتين في محيط بلدة تل تمر، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وذكر ادوارد ان مسلحي التنظيم اقتحموا المنازل عند نحو الساعة الرابعة من فجر يوم الاثنين الماضي ثم تقدموا نحو العشرات من القرى المجاورة لهاتين القريتين الآشوريتين.
ودعا اداورد المجتمع الدولي الى التدخل لحماية واغاثة المدنيين، مرجحا ان يكون داعش قد قام بنقل المختطفين الى منطقة الشدادي الى الجنوب من مدينة الحسكة والتي تعتبر معقلا لهذا التنظيم المتطرف هناك.
وقال: ان سكان القريتين تعرضوا في السابق للتهديد من قبل التنظيم الذي طالبهم بازالة الصلبان عن الكنائس، لكن «الناس الذين كانوا يترقبون هجوما، اعتقدوا ان وجود الجيش السوري على بعد نحو 30 كلم منهم ووجود المقاتلين الاكراد وضربات التحالف الجوية ستحميهم».
يذكر أن المرصد السوري اعلن أمس في بيان ان ما لا يقل عن 132 عنصرا من مقاتلي داعش قتلوا منذ 21 الجاري وحتى صباح أمس اثر قصف طائرات التحالف الدولي واشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلين آخرين في ريفي تل حميس وجزعة في الحسكة. ونقل المرصد عن مصادر وصفها بأنها «موثوقة» القول ان جثث قتلى تنظيم داعش موجودة لدى وحدات حماية الشعب الكردي، حيث تمكنت الاخيرة من قطع الطريق الرئيسية بين بلدتي تل حميس والهول والسيطرة على 70 قرية ومزرعة وتجمع سكاني على الأقل.
واشارت المصادر الى ان بعض القرى لم يكن يعثر فيها إلا على جثث لعناصر التنظيم ممن قتلوا في ضربات التحالف «نتيجة للتنسيق العالي بين الوحدات الكردية والتحالف الدولي».