واشنطن ـ أحمد عبدالله
على الرغم من سقوط تدمر والرمادي خلال ايام قليلة في ايدي مقاتلي «داعش»، فإن المسؤولين الاميركيين لا يزالون متمسكين بأن «داعش» يفقد زخمه بمرور الوقت، الا ان هذا الزعم لا يلقى تجاوبا كبيرا بين المتخصصين وبعض المسؤولين السابقين ممن يملكون حرية التعبير عن رأي مخالف لرأي الادارة بعد تركهم عملهم الرسمي.
وقال الجنرال مايك كيميت الذي عمل مساعدا لوزير الدفاع وشارك في حرب العراق ان تحركات «داعش» الاخيرة في سورية تستهدف قطع خطوط امدادات النظام الى منطقتي شاعر وجزل الغنيتين بالنفط والغاز بهدف الحصول على موارد مالية من بيع النفط المكرر بدائيا.
وقال كيميت لـ «الأنباء» ان استيلاء «داعش» على تدمر «مهم للتنظيم الارهابي من حيث انه يمكنه من تهديد عدد من المحاور الاستراتيجية التي تصل الى جنوب وشرق دمشق والقلمون وحمص. ان هذه تعد نقطة مهمة استراتيجيا لاسيما انها كانت تشكل نقطة ارتكاز استراتيجية للجيش السوري».
وقال الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية آنتوني كوردسمان: ان استيلاء «داعش» على الرمادي وتدمر سيؤدي الى امداده بالمزيد من المقاتلين. واضاف كوردسمان في تصريحات لـ «الأنباء» ان قدرة التنظيم على تجنيد الاتباع تعتمد على الاثر النفسي لتحركاته على الارض. وتابع «الاستيلاء على مدينتين مهمتين مثل الرمادي وتدمر سيؤدي الى تمكن التنظيم من تجنيد المئات في الانبار وفي المناطق المحيطة ببغداد من الشمال والغرب، واعتقد ان الاثر النفسي هو الاهم في هذه الصورة».
غير ان ما يقال في وزارة الدفاع الاميركية هو ان تحركات «داعش» الاخيرة لا تغير من واقع ان التنظيم فقد نحو ربع المناطق المأهولة التي كان يسيطر عليها خلال العام الاخير، وذهبت بعض التحليلات الاميركية الى الاشارة الى ان الپنتاغون وافقت على مضض على اشراك الحشد الشعبي في تحرير الانبار من قبضة «داعش» بعد نداء مجلس المحافظة ووجهاء العشائر الذي طالب بالسماح بقوات الحشد بدخول المحافظة مع ضم مقاتلي العشائر اليها وتسليحهم.
فضلا عن ذلك، قالت الناطقة بلسان الخارجية الاميركية ماري هارف ان المواجهة مع «داعش» في اتجاهها العام تنم عن ان التنظيم يفقد زخمه وليس العكس وان اي تقلبات في منحنى المواجهة ستكون مؤقتة. واضافت هارف ان واشنطن تختلف مع التقديرات الشائعة التي تقول ان «داعش» بات يسيطر على نصف الاراضي السورية. وتابعت «نحن لا نختلف مع القول ان «داعش» يسيطر على مساحة كبيرة من سورية ولكننا لا نتفق مع من يقولون ان تلك المساحة هي نصف اراضي ذلك البلد».