استأنف الطيران الروسي وطيران النظام قصفه المكثف على مناطق سيطرة المعارضة، بعد ان انكفأ المنخفض الجوي الذي تسبب في وقف الغارات. بينما تحولت المعارك في حلب الى كر وفر.. يتقدم النظام هنا وتستعيد المعارضة مواقع هناك، مع غلبة واضحة لقوات النظام والميليشيات الرديفة التي باتت تسيطر على حوالي 60% من الأحياء الشرقية.
فقد سيطرت قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات لبنانية وفلسطينية وباكستانية وافغانية وعراقية، على أجزاء من حي الجزماتي وحي السكن الشبابي بكامله، ومنطقة البحوث العلمية شرقي حلب. بينما تصدت المعارضة لقوات النظام في مناطق أخرى، وأعادت السيطرة على مناطق في جنوب المدينة بحسب ما اوردت قناة الجزيرة. وبالتالي فإن النظام انتقل إلى عمق المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في جنوب شرق حلب، وهو ما يهدد أماكن سيطرتها.
في غضون ذلك، سيطرت قوات النظام صباح أمس على حي طريق الباب شرق حلب بحيث بات تسيطر على نحو 60% من الاحياء الشرقية التي كانت في ايدي الفصائل المعارضة قبل بدء الهجوم الواسع على هذه الاحياء منتصف نوفمبر.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان أمس «بالسيطرة على حي طريق الباب، فان النظام سيطر على نحو 60% من شرق المدينة. وبهذه السيطرة تكون قوات النظام قد تمكنت من تأمين طريق مطار حلب الدولي». المتوقف عن العمل منذ نحو اربعة اعوام.
وجاءت السيطرة على حي طريق الباب بعد اشتباكات عنيفة ادت الى فرار المدنيين الى حي الشعار القريب.
ونقلت «رويترز» عن مسؤول يقيم من المعارضة المسلحة في تركيا تأكيده أن القوات الحكومية تقدمت في المنطقة لكن المعارضة تردهم.
ورصد تقرير لوكالة فرانس برس عددا قليلا من مسلحي المعارضة في منطقة الشعار أمس الأول مع تقدم القوات الحكومية، بينما اغلقت المحلات التجارية والمخابز بسبب القصف العنيف.
في المقابل، خاضت فصائل المعارضة معارك ضارية ضد قوات النظام. وقال ناشطون إنها تصدت لمحاولة هذه القوات والميليشيات المساندة لها واقتحام أحياء بستان القصر وكرم الطراب والشيخ سعيد وصلاح الدين شرقي حلب، وقتلت نحو 22 من أفرادها.
وقال المرصد ان اشتباكات عنيفة وقعت في حي الجزماتي بالقسم الأوسط من أحياء حلب الشرقية، وسط قصف متبادل بين الطرفين، بالتزامن مع اشتباكات بينهما في منطقة كرم الطراب.
وقالت وكالة مسار إن المعارضة تقدمت بحي الشيخ سعيد الذي كانت فقدت السيطرة عليه قبل أيام، ودمرت دبابة للنظام فيه واستحوذت على أخرى.
وقد اكد المرصد ان مسلحي المعارضة تمكنوا، بدعم من تنظيم «فتح الشام»، من قلب الوضــع في حي الشيــخ سعيــد، وتمكنــوا من استعــادة الـ 70% من الحي التي سيطرت عليها قوات النظام.
وعادت الضربات الجوية والغارات المكثفة الى سماء حلب أمس، بعد ان تراجعت بسبب الأحوال الجوية. وقال شاهد لـ «رويترز» في غرب حلب الخاضع للحكومة إنه شاهد سبع أعمدة من الدخان على الأقل تتصاعد من المناطق الخاضعة للمعارضة فضلا عن تحليق طائرات بالمنطقة.
واستهدفت الطائرات الحربية أماكن في أحياء كرم الطراب والفردوس والمغاير والسكري وبستان القصر في القسم الشرقي من مدينة حلب.
كما شهدت الأطراف الغربية التي يسيطر عليها النظام عند أطراف حي جمعية الزهراء والمنطقة الممتدة إلى ضهرة عبد ربه في شمال غرب مدينة حلب، اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل المعارضة من طرف آخر.