- روسيا تأسف لعدم إشراكها في التحقيقات الكيماوية في هجوم خان شيخون
يبدو أن حماوة الأحوال الجوية التي ترتفع مع اقتراب الصيف، تمدد تأثيرها الى الملفات السياسية والتطورات الميدانية السورية، مع استمرار التصعيد بين روسيا وأميركا. اذ وبعد رفض واشنطن إشراك روسيا وإيران في التحقيق الذي تجريه منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في هجوم خان شيخون، أعلنت موسكو أنها ستزود النظام السوري بـ «الكميات اللازمة» من الأنظمة الصاروخية، تحسبا على ما يبدو لضربات جديدة قد توجهها واشنطن الى النظام.
وأكد رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون الدفاع والأمن (المجلس الأعلى للبرلمان) فيكتور أوزيروف، أن بلاده قد تصدر الكميات اللازمة من منظومات الدفاع الجوي إلى سورية حال التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد.
وقال اوزيروف لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية: «يمكن تصدير الكميات اللازمة من منظومات الدفاع الجوي لسورية، وهذا لن يشكل عبئا إضافيا على قطاع الصناعات العسكرية الروسية».
وأكد أوزيروف أنه في حال قامت روسيا بتصدير هذه الأسلحة إلى سورية، فإن هذا لن ينتهك مبادئ القانون الدولي ومجلس الأمن الدولي لأن منظومات الدفاع الجوي سلاح دفاعي وليس هجوميا.
في المقابل، صعدت واشنطن انخراطها الميداني بعد عودة الملف السوري إلى صدارة اهتمامات ادارة الرئيس دونالد ترامب، اذ كشف ضابط رفيع في الجيش العراقي، أن قوة أميركية قامت بعملية إنزال جوي في ريف مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور شرقي سورية واعتقلت ما يسمى «والي الفرات» التابع لتنظيم «داعش».
وقال الضابط وهو برتبة عقيد مفضلا عدم الكشف عن اسمه للأناضول، إن «قوة من القوات الخاصة الأميركية قامت بعملية إنزال جوي في قرية الباغوز التابعة لمدينة البوكمال» الواقعة على بعد 460 كم غرب الرمادي العراقية.
وأضاف المصدر أن «العملية أسفرت عن اعتقال ما يسمى (والي الفرات) الذي كان قادما من العراق مستقلا عربة عسكرية»، دون مزيد من التفاصيل عن هوية القيادي في التنظيم.
وبين المصدر أن «عملية الانزال انطلقت من قاعدة الأسد بناحية البغدادي 90 كم غرب الرمادي، التي تتواجد فيها قوات التحالف الدولي».
وتزامنا مع ذلك، أفادت مصادر عسكرية أميركية، بأن تنظيم داعش قام بنقل معقله الرئيسي من مدينة الرقة إلى محافظة دير الزور القريبة من الحدود العراقية.
ونقلت قناة «سكاي نيوز» الإخبارية عن المصادر قولها «إن التنظيم أصبح متمركزا في دير الزور الواقعة على بعد 90 كيلومترا جنوب الرقة»، مضيفة أن طائرات الدرون الأميركية لاحظت مغادرة مئات من القادة في داعش للرقة خلال الشهرين الأخيرين.
وكانت القيادة المركزية الأميركية، أعلنت مقتل المسؤول الحركي في التنظيم عبدالرحمن الأوزبكي، وهو من القيادات المتوسطة، في عملية نفذتها في مدينة الميادين في ريف دير الزور.
ويأتي ذلك بينما تقترب معركة حاسمة لاستعادة الرقة «عاصمة التنظيم في سورية»، لكن بحسب المسؤولين العسكريين، فإنه لا يوجد أي من قادة داعش هناك.
سياسيا، قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو عبرت لواشنطن عن أسفها بسبب معارضتها السماح لمفتشين روس بالمشاركة في التحقيق في الهجوم الكيماوي الذي تعرضت له بلدة خان شيخون في ريف إدلب مطلع الشهر.
وقالت الوزارة إن وزير الخارجية سيرغي لافروف تحدث هاتفيا مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون وإن الجانبين اتفقا على النظر مرة أخرى في فتح «تحقيق موضوعي في الحادث» تحت رعاية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن تيلرسون أكد للافروف دعمه للآلية التي اعتمدتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتحقيق في الهجوم الكيماوي.
وقال المتحدث المؤقت باسم الوزارة مارك تونر، في بيان صادر عنه، إن مكالمة هاتفية جرت بين تيلرسون ولافروف أمس الأول.
وأوضح تونر أن الوزيرين تناولا عدة قضايا على رأسها استخدام الأسلحة الكيميائية في محافظة إدلب السورية يوم 4 أبريل الجاري.
ووفقا للمتحدث الأميركي، فإن تيلرسون أكد لنظيره الروسي خلال المكالمة الهاتفية، دعم الولايات المتحدة للتحقيقات المذكورة.