سيطرت القوات التركية ومقاتلو الجيش السوري الحر على مدينة عفرين بالكامل أمس ورفعت الأعلام في مركز المدينة بعد شهرين من إطلاق عملية «غصن الزيتون» ضد مسلحي الوحدات الكردية التي تشكل عماد قوات سوريا الديموقراطية «قسد».
وقال متحدث باسم الجيش السوري الحر إن مقاتلي المعارضة دخلوا عفرين قبل قليل من بزوغ فجر أمس من ثلاث جبهات ولم يواجهوا أي مقاومة.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمام حشد في الذكرى الثالثة بعد المائة لحملة جاليبولي في الحرب العالمية الأولى «الأعلام التركية ورايات الجيش السوري الحر رفعت في المدينة».
وأضاف «أغلب الإرهابيين فروا. قواتنا الخاصة وأفراد من الجيش السوري الحر يطهرون بقايا الفخاخ التي تركوها وراءهم... في وسط عفرين ترفرف رموز الثقة والاستقرار بدلا من أسمال الإرهابيين» في إشارة الى المسلحين الأكراد الذين تعتبرهم انقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
واتهمت «قسد» القوات المهاجمة بتدمير «تمثال كاوا الحداد وسط عفرين». وهو شخصية محورية في الأساطير الكردية حول احتفالات عيد النوروز أو السنة الكردية الجديدة. وقال البيان إن هذا «أول انتهاك سافر لثقافة وتاريخ الشعب الكردي عقب سيطرتهم على عفرين».
بدورها، أعلنت القوات المسلحة التركية في بيان انه جرى تمشيط الشوارع لتطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة بدائية الصنع. ونشر الجيش مقطع فيديو قال إنه صور في وسط عفرين ويظهر دبابة متمركزة تحت شرفة رفع فوقها العلم التركي وخلفه راية الجيش السوري الحر، فيما تم انزال اعلام الميليشيات الكردية.
وقال محمد الحمادين المتحدث باسم الجيش السوري الحر إن مقاتليهم دخلوا المدينة من الشمال والشرق والغرب، مشيرا إلى أن مقاتلي وحدات حماية الشعب انسحبوا منها.
وأعلن بكر بوزداغ المتحدث باسم الحكومة التركية ان الحملة العسكرية ستستمر لتأمين مناطق تحيط بعفرين وضمان توافر الغذاء والدواء.
وأضاف «أمامنا المزيد مما يتعين علينا القيام به. لكن مشروع إقامة ممر للإرهاب وإقامة دولة إرهابية قد انتهى».
من جهتها، قالت وكالة فرانس برس إنها لم ترصد أي من المسلحين الأكراد في عفرين، وتحدث أحد السكان عن «انسحابهم» منها.
لكن الإدارة الذاتية الكردية لعفرين التي تسيطر عليها «قسد» أعلنت عن عزمها القتال و«ضرب» القوات التركية حتى استعادة كل المنطقة. وقالت الإدارة الذاتية في بيان إن «حربنا ضد الاحتلال التركي دخلت مرحلة جديدة. وهو الانتقال من حرب المواجهة المباشرة إلى تكتيك الكر والفر».
وأضافت أن «قواتنا تتواجد في كل مكان من جغرافيا عفرين، وستقوم هذه القوات بضرب مواقع العدوان التركي ومرتزقته في كل فرصة» على حد وصفها. وأوضحت «ستتحول قواتنا في كل منطقة من عفرين إلى كابوس مستمر بالنسبة لهم».
وأكدت أن «المقاومة في عفرين ستستمر إلى أن يتم تحرير كل شبر من عفرين».
وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 1500 مقاتل كردي، وفق المرصد الذي أوضح أن «غالبيتهم قتلوا في غارات وقصف مدفعي للقوات التركية».
ووثق المرصد مقتل أكثر من 400 مقاتل من الفصائل السورية الموالية لأنقرة. كما أعلن الجيش التركي عن مقتل 46 من جنوده.
ونتج عن الهجوم التركي أيضا، مقتل 289 مدنيا بينهم 43 طفلا. وهو ما نفته أنقرة مؤكدة أن التقدم في المدينة استغرق كل هذا الوقت لأنها تتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، وأنها تستهدف فقط مواقع المسلحين.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان دفع اقتراب المعركة من مدينة عفرين بـ 250 ألف شخص للفرار منها منذ الأربعاء. وتوجه معظمهم إلى مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري في شمال حلب. وقال المرصد إن عفرين «عبارة عن مدينة شبه خالية من السكان».