- أفضل نفسي كممثل أمام الكاميرا... ومخرج على الخشبة
- «قصة ملاكم» فيلمي الروائي الأول.. ومستمرين بتصويره
سماح جمال
اكد المخرج والفنان عبدالعزيز صفر سعادته بالتعاون مع الفنان طارق العلي، وقال في تصريحه لـ «الأنباء»: «مرتاح بالتعاون مع مسرح طارق العلي، فهو فنان مسرحي كبير وذو قيمة، وكانت معي هذه السنة مساعدة مخرج تعمل للمرة الأولى انصدمت من شدة الانضباط ودقة العمل في كواليس مسرحية «ولد بطنها»، فالبعض يعتقد أن كواليس المسرحية الكوميدية او العمل فيها سيكون اكثر سهولة، وما لا يعرفه البعض وقد يفاجئون منه انه بانتهاء عروض عيد الفطر السعيد، قمنا بعمل بروفات جديدة بناء على رغبة الفنان طارق العلي، لأنه يسعى الى جعل العرض اكثر تماسكا وقوة مع الجمهور «المسرحية مو سايبه» وهناك حرصنا من كل فريق العمل على ان تخرج بصورة جيدة ومناسبة، ومن يحضر اكثر من عرض يجد ان هناك التزاما في الحركة والقصة».
وتابع صفر، قائلا: ولا ننسى هنا المجهود الكبير الذي قدمته شركة «فروغي» والمنتج عيسى العلوي، الذي ذلل كل المصاعب امامنا، وعندما طلبت منه انني اريد ان يكون هناك شلال على المسرح، وذلك بحكم دواعي القصة بالطبع رحب بالفكرة وقام بتوفير التمديدات اللازمة، والممثلين الذين عملت معهم كانوا اضافة حقيقية للعمل من الفنان القدير عبدالرحمن العقل، والفنانة ميس كمر التي تعاونت معها للمرة الأولى. وكذلك الكاتب بدر محارب الذي تعاونت معه مجددا بعد فترة طويلة من عدم تعاملنا معا.
وأشار صفر الى ان نجاح الكبير الذي حققته مسرحية «ولد بطنها» في سلطنة عمان عندما عُرضت هناك اسعدهم واثلج صدورهم، ولفت الى انه ستكون هناك مجموعة عروض في دولة مختلفة في الفترة القادمة، واضاف قائلا: واثناء عرض المسرحية في الكويت شاهدت من خلال تواجدي في الكواليس التفاعل الجماهيري مع العرض، ووصلني الكثير الرسائل الايجابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة ان العمل حمل الكثير من القضايا الجريئة التي طرحت في اطار من كوميديا الموقف.
اما المنافسة التي شعر بها في هذا الموسم المسرحية خاصة ان عددا من المخرجين الاكاديميين يقدمون اعمالا مسرحية، فقال: بسبب ضيق الوقت لم استطع ان احضر عروضا مسرحية، ولكنني احب واقدر النجاح الذي حققته واصدقائي في الوسط، فهدفنا في النهاية هو تقديم عمل ناجح يسعد الجمهور، والمنافسة هنا لا تكون بمعنى التوتر والقلق بل تكون الرغبة والحماس بتقديم عمل أفضل والحرص على كل التفاصيل الكبيرة والصغيرة.
وتابع صفر قائلا: وارى ان المنافسة التي باتت موجودة في مسرح الكبار تدفع بتقديم اعمال افضل، ويخلق حالة من التنوع، فإذا كان هناك عرض وحيد لمسرح الكبار على سبيل المثال سيكون القائمون عليه مرتاحين ان الجمهور سيحضر بكل الاحوال، بينما هذه المنافسة فستوجد حالة من البحث عن الأفضل لتقديمه وبصورة جديدة على مستوى النص او الاخراج والافكار.
وحول تكرار تجربته بالتعاون مع الفنان طارق العلي كممثل، قال صفر: اعتقد ان هذه المرة كانت من اكثر المرات التي كان بيني وبين الفنان طارق العلي تفاهم، وهذا الامر انعكس على تفاصيل المسرحية وروح العمل.
وتفسيره للإقبال الكبير على مسرح الطفل من حيث عدد العروض مقارنة مع مسرح الكبار، قال صفر: اولا جمهور مسرح الطفل اكبر من ناحية، كما ان الشباب القائمين عليه يميلون الى تقديم الاستعراضات والقصص الخيالية القريبة من مسارح العالمية التي يشاهدونها في الدول أوروبية والولايات المتحدة، وغالبا ما يبدأ التحضير لمسرحيات الطفل قبل ستة شهور من بداية عرضها، والبعض اجتهد ونجح واخرون لم يحالفهم الحظ وهذه طبائع الامور.
واذا كان يرى ان ما يقدم في مسرح الطفل يتناسب مع عقلية الاطفال، قال صفر: شخصيا لا ارى انه كذلك، وحتى القائمون على هذه المسرحيات يصرحون بانها اعمال تقدم للأسرة والمراهقين تحديدا، لأن ما يقدم على صعيد القصة، الازياء، الديكور، الموسيقى، والحوارات لا تتناسب في غالب الاحيان مع الطفل.
ونفى صفر ان يكون في العالم ما يمكن ان نسميه بمسرح المراهقين، وقال موضحا، علينا ان نمنح الشباب الذي يجتهد لتقديم هذه اللون المسرحي الوقت والفرصة ليقدموا ما لديهم وعندما تنضج التجربة فسيجدون لها المسمى الصحيح، ويجب الا نحاربهم بل نساعدهم على تطوير افكارهم وبلورتها بصورة تتماشى مع رؤيتهم، وفي بعض الاحيان تكون هناك ظروف اقوى من القائمين على العمل تحول دون تمكينهم من تقديم ما يريدونه كاعتذار احد من فريق العمل لارتباطهم بعمل اخر او تعرضهم لظرف صحي، او حتى عدم توافر المسرح للقيام بالبروفات، وفي احيان اخرى تكون كل الظروف ميسرة لتقديم العمل بأفضل حال.
واكمل صفر، قائلا: واذا رجعنا الى الوراء قليلا، وشخصيا كمراهق كنت ارى ان الاعمال التي قدمت سواء في الدراما التلفزيونية او المسرح لاقت هجوما ولم تحقق نجاحا، واليوم نفس النقاد الذين انتقدوها يشيدون بهذه الاعمال ويعتبرونها ايقونات وعلامات راسخة يجب الاقتداء بها.
ومن ناحية اخرى، نفى صفر انه يفكر في دخول لمهرجان الكويت المسرحي في دورته القادمة، وقال: فبعد النجاح الذي حققته مسرحية و«العائلة الحزينة» وكانت عودتي من خلالها مرتبطة برغبة اصدقائي الفنانين بالعمل مجددا خاصة بعد نجاح الذي سبق وحققناه في مسرحية «تاتانيا» ومن ناحية اخرى كنت انتهيت من «استوديو الممثل» وارت ان جعل المشاركين في تلك الدورة بصورة عملية النظريات التي شرحنها، ومن ناحية اخرى اصبحت ارى ان الفترة الطويلة التي نحضر فيها للعرض من غير العدل ان تكون مدة عرضه يوما واحدا وفقط وهو يوم العرض بالمهرجان، هذا بخلاف الاتهامات التي ينالها غالبا من يحصد الجوائز، والمسرح الاكاديمي للأسف بات يغلب عليه الاجواء الحزينة والكآبة في العروض التي تقدم فيه.
وصرح صفر بانه يواصل تصوير فيلم «قصة ملاكم» وهو من تأليف عبدالله اشكناني، واخراج حاتم حسام الدين، والذي يعتبر اولى تجاربه التمثيلية في فيلم روائي طويل، كونه سبق له تقديم عدد من الافلام القصيرة من قبل.
واكد صفر انه يفضل نفسه كممثل امام الكاميرا بينما يفضل الاخراج على خشبة المسرح، واضاف قائلا: ولا انفى ان حبي الاول للسينما هو ما دفعني الى دخول الى المعهد العالي للفنون المسرحية.
واوضح صفر ان ابتعاده عن الدراما التلفزيونية بعد نجاحه في مسلسل «ثريا» يرجع الى ان كل العروض التي قدمت له كانت في ذات الاطار لشخصية العاشق الرومانسي الهادئ، مؤكدا على انه يرغب بالتنويع وتقديم شخصيات مختلفة والا ينحصر في اطار واحد.