- في «باب الحارة» لم أعد الرجل البسيط الفقير.. وانتظروا «عطر الشام» و«أيام لا تنسى»
- منذ أن كنت صغيراً عشت أجواء الفن وتأثرت بشكل كبير بوالدي
دمشق - هدى العبود
كما يقال «فرخ البط عوام»، وهذا ينطبق على أغلب المهن في سورية، وربما في الوطن العربي، فالطبيب يعمل جاهدا كي يكون ابنه طبيبا، والمحامي كذلك، ولا يقتصر ذلك على المهن ذات المنزلة الرفيعة، فالفنان نراه يرث أباه بالفطرة تأثرا به.
«الأنباء» التقت الفنان محمد قنوع ابن الفنان مروان قنوع بعد التصوير الخارجي بالمدينة الفنية بصبورة يعفور، ومحمد خريج معهد فندقة وسياحة، أحب الفن منذ الصغر، وعندما أراد أن يبدأ حياته العملية كان الفن هدفه، فتلقفه الفنان ياسر العظمة من خلال «سلسلة مراياه» الشهيرة، واثبت حضورا لافتا في الدراما السورية خلال السنوات الماضية، لاسيما من خلال مشاركته بأعمال البيئة الشامية، إضافة إلى حضوره المتميز في الأعمال المعاصرة والسينما والمسرح.
قنوع تحدث معنا عن العديد من الامور المهمة ومنها جديده هذا العام، فإلى التفاصيل:
الفنان محمد قنوع، سليل أسرة فنية، فوالدك الفنان الكبير مروان قنوع صاحب الخبرة في السينما والدراما والمسرح والإذاعة والإخراج، إضافة إلى أن ابن عمك المخرج زهير قنوع.. وأنت نجم سوري ترفع لك القبعة، وصاحب شركة إنتاجية «أي بي أس».. ترى ما السر؟
٭ عندما بدأت الحوار معي قلت «فرخ البط عوام»، أنا شخصيا أؤيد هذه المقولة في حال كان الطرف الآخر موهوبا، وأنا منذ أن كنت صغيرا عشت أجواء الفن، وتأثرت بشكل كبير بوالدي، الذي كان يرعى أي رغبة لنا في البيت من حيث تنمية مواهبنا، فشقيقي الأكبر محمد كان نقيب الخطاطين السوريين، وابن عمي المخرج زهير قنوع الذي قدم عددا جيدا من الأعمال المهمة، لذلك عندما أبديت رغبتي كان والدي المعلم الأول وقدوتي، لكنه قال لي: «إن الفن وحياة الفنانين متعبة»، وعندما وجدني موهوبا ومصمما أخذ بيدي، وكانت أولى خطواتي من خلال مرايا للفنان ياسر العظمة الذي كان له الدور الكبير والمهم في تنمية موهبتي.
انت والبيئة الشامية.. هل ما يجمعكما حب أم هواية.. لأنك أبدعت من خلال أدوار تسند إليك وتركت أثرا كبيرا لدى المشاهد خاصة في «باب الحارة»؟
٭ بطبعي أحب الاعمال التي تصور الواقع الذي كان يعيشه الأجداد من خلال بيئة عشقناها وعشنا بأحيائها العتيقة الضيقة، حيث النوافذ تتعانق، والأبواب تكاد تنطق بإرث تاريخي بعيد مئات السنين إلى الوراء، وهذا ليس تعبيرا فقط وصف كلام انه واقع، ومن هنا أحببت «باب الحارة» بأجزائه، وأحببت «طاحون الشر»، و«اسعد الوراق» و«ليالي الصالحية» و«الحصرم الشامي» و«بيت جدي»، وفي اغلب الأحيان تسند لي أدوار الشر، علما أنني في الحياة العادية لا أحب الشر ولا العنف.
حدثنا عن دورك في الجزء الثامن من «باب الحارة» مع شركة ميسلون؟
٭ بالطبع الدور المسند لي كما تذكرون بدأ في الأجزاء الأولى بحياة شاب فقير يعمل في تربية الحمام، وعندما لم أوفق غيرت مهنتي إلى العمل بالطيان، تبعه مهنة الفول والحمص، لكن دوري الجديد في الجزء الثامن يختلف، فقد طرأ تطور بالدور ولكنني أترك مضمونه للمشاهدة خلال الطبق الرمضاني الذي ينتظر «باب الحارة»، وكما تعلمون أكون زوج ابنة زعيم الحارة «أبوعصام».
وماذا عن «أيام لا تنسى»؟
٭ مسلسل رمضاني صور في مدينة طرطوس الساحلية وقرى بانياس بأجواء وبطبيعة ساحرة، أجسد فيه شخصية شاب يدعى «شجاع» يعيش حياة خاصة، «بمعنى شخص منفصل عن العالم» ويأخذ مواقف تجاه أهله، وينشغل بعالم القراءة والصيد، يعيش مع الطبيعة وليس مع الإنسان، وهذا ردة فعل على معاملة أهله والعالم، والطبيعة التي غيرت العالم بنظره، باختصار المسلسل عبارة عن حياة اجتماعية بحلوها ومرها، أكون عاشقا لفتاة تدعى دينا «الفنانة ديمة قندلفت» وتنشأ بيننا قصة حب أثناء العمل، ولن أزيد سأترك باقي القصة للمشاهدة ولن احرق المضمون.
وبالنسبة لمسلسل «عطر الشام»؟
٭ أعود من خلال هذا العمل الى البيئة الشامية التي تحفل بالقصص والحكايا التاريخية والاجتماعية التي تسحر المشاهد، وأجسد فيه دور «أبو الديب»، حقيقة المسلسل يستحق المشاهدة وانتظروا عرضه برمضان بإذن الله، وسيكون له أكثر من جزء، وهو تأليف الكاتب مروان قاووق وإخراج محمد زهير رجب وإنتاج شركة قبنض، ومن ابرز الفنانين المشاركين رشيد عساف، منى واصف، إمارات رزق، صباح جزائري، ليليا الأطرش، عبدالرحمن أبوالقاسم، وفاء موصلي وروعة ياسين، ومن المقرر أن يعرض جزؤه الأول هذا العام، باختصار المسلسل عبارة عن ملحمة شعبية في إطار بيئة شامية، تحكي قصة حب خلال حقبة الانتداب الفرنسي.
يقال ان الوسط الفني السوري يعاني من «الشللية»، إضافة إلى ما يعانيه من حرب أثرت على الدراما السورية والتي كانت وراء رحيل العديد من الفنانين؟
٭ أرى ان «الشللية» التي يتحدثون عنها بشكل دائم ليس لها من أثر كبير على الحياة الفنية، وأنا شخصيا لا أعاني منها لأن مبدأ «الشللية» ليس صحيحا بمهنتنا، وإذا افترضنا أن مخرجا ما له «شلة» محددة، ترى هل أعماله سوف تنجح في حال لم يعتمد إلا على فنانين محددين؟ بالتأكيد لا، لأن الفن علم قائم بحد ذاته، وهدف الشركة التسويق والربح، والمخرج هو دينامو العمل من حيث التوجيه والإرشادات ورؤيته لأداء الفنانين وحبك القصة، وليس من مصلحته أن يسند الدور إلى فنان لا يبدع بدور فارس مثلا أو رجل أو زعيم حارة أو طبيب، من هنا أتت التصنيفات «نجم شباك تذاكر، نجم صف أول وثان وثالث»، وصولا إلى الكومبارس، والمخرج الذي يقع في الخسارة، صدقيني فان شركات الإنتاج لن تسدي له أي عمل آخر.
في تصريح لك لإحدى وسائل الإعلام قلت «إن الدراما التركية أخذت مكان الدراما السورية على الفضائيات»، ألا تعتقد أن العمل الفني الناجح هو الذي يفرض نفسه؟
٭ باختصار، هذا الكلام مؤكد والتصريح بمكانه، أنا اقصد عندما استبدلت اللهجة السورية باللهجة الخليجية والمصرية واللبنانية، وكان مصيرها الفشل، واللهجة السورية هي التي سوقت للدراما التركية، من حيث الصوت لأنه قريب من القلب والأذن وسلاسة اللغة، وفعلا نشاهد ان اغلب الأعمال التي تعرض على الشاشات اللبنانية والخليجية تركية بلهجة سورية، وهذا على حساب الدراما العربية بأنواعها وخاصة السورية.
كيف يقيم قنوع الدراما السورية هذا العام؟
٭ أقولها صراحة، بالنسبة للظروف التي يعمل فيها الفنان السوري يعتبر مقاوما، كالجندي الذي يحمل السلاح لحماية الوطن، نصور بظروف غاية في الصعوبة، وكانت قذائف الهاون تستهدفنا، وفي أكثر من مرة أوقفنا التصوير، لأننا كنا بأماكن قريبة جدا من حيث تواجد الإرهابيين ولا يفصلنا عنهم إلا بضع مئات من الأمتار.
كان هناك شكوى من قبل اغلب الفنانين من حيث الأجور المتدنية على حساب الكم بالنسبة لبعض النجوم.. هل لازالت تعاني الساحة السورية الفنية من ذلك؟
٭ هذا واقع، وعلينا أن نعترف بذلك، لأن شركات الإنتاج تعطي فنانين محددين ومعينين أسعارا عالية، على حساب فتات لبقية الفنانين، وهذا ليس عدلا، وأقولها صراحة، الاعمال السورية أصبحت «بطولات جماعية»، ولم يعد هناك نجم في اغلب الأحيان، وهناك نص، خاصة أن أغلب الاعمال السورية تسوق للخارج بمبالغ خيالية، إذا لماذا لا يأخذ الفنان حقه الذي يستحقه؟
يقال إن الدراما السورية رغم الظروف التي تعيشها، إلا أنها أصبحت جاهزة للعرض على شاشات رمضان المبارك المقبل بأكثر من ثلاثين عملا فنيا والتصوير على قدم وساق سواء في سورية أو خارجها؟
٭ هذا الكلام صحيح، وللعلم فإن المؤسسة العامة للتلفزيون أصبحت جاهزة بإنتاج خمسة أعمال وانتهت من التصوير، من ابرز هذه الاعمال «بلا غمد، زوال، نبتدي منين الحكاية، أيام لا تنسى» إنتاج مشترك مع شركة «أي بي أس» و«سوريانا»، ونأمل ان تسوق هذه الاعمال للخارج وخاصة للخليج العربي، كما أن سورية الدولية انتهت من تصوير «بقعة ضوء» و«احمر» و«الندم»، وبالمقابل أنتجت شركة قبنض «عطر الشام» بجزأيه و«وجع الصمت» الذي استبدل اسمه من «صرخة روح» و«الخطايا» إنتاج شركة الأحمر، حقيقة القائمة تطول لأن الأعمال السورية كما يقال فاقت الثلاثين عملا لشهر رمضان المبارك رغم الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.
لماذا تغير اسم «صرخة روح» إلى «وجع الصمت»؟
٭ لم يعد العمل يتحدث عن الخيانة الزوجية فقط، بل أخذ منحى آخر وهي قصص الحب التي يعيشها المجتمع على حقيقته، ونوقشت تلك المواضيع بحرفية وكان هناك رأي لمختصين اجتماعيين ونفسانيين.