هشام أبوشادي - عمر راشد
أكد عدد من الاقتصاديين ان هبوط المؤشر السعري بمقدار 260 نقطة دفعة واحدة يعود الى حالة نفسية انتابت المتداولين على اثر الانخفاضات الحادة للبورصات العالمية والخليجية التي شهدتها أمس.
وقالوا في الاستطلاع الذي اجرته «الأنباء» حول أسباب هذا الانخفاض ان الحالة النفسية التي انتابت المتداولين مدفوعة بانخفاض الأسعار في الأسواق الخليجية والعالمية، وكذلك جني الأرباح كانت وراء الانخفاض.
وأوضحوا ان أداء البورصة جيد مقارنة بالأسواق الخليجية الأخرى ولاتزال جاذبة للاستثمارات الأجنبية والخليجية للعمل بها.
وتوقعوا ان السوق سيرتد مرة اخرى بقوة، موضحين ان هناك قدرات كامنة في الاقتصاد وستزيد من حرارة السوق مرة اخرى. وفيما يلي التفاصيل:
بداية، ارجع رئيس مجلس ادارة بنك الكويت الدولي عبدالوهاب الوزان الى ان ما تشهده البورصة الخليجية والكويتية من ارتفاعات حادة وصلت في بعضها الى 300 نقطة، وكذلك انخفاضات حادة تعود في الواقع الى الأموال الأجنبية التي دخلت وخرجت بسرعة البرق، ومن الطبيعي ان تتأثر البورصة بهذا الخروج المفاجئ وغير المنتظر.
وقال الوزان ان ما يحدث في السوق يعود بنسبة كبيرة الى الحالة النفسية المسيطرة على المتداولين بسبب تراجع الاقتصاد الأميركي. وكذلك استجواب وزيرة التربية، وبالاضافة الى عمليات جني الارباح العالية التي يشهدها السوق. واتفق الوزان على ان السوق الكويتي جيد ولا تزال عوائده جاذبة للاستثمارات الخليجية والاجنبية، ولكن دخول بعض الاستثمارات عليه كانت بمنزلة طفرة أدت الى ارتفاعات قياسية وغير تاريخية في السوق، ويجب العمل على وضع ضوابط محددة للعمل خلال المرحلة المقبلة.
وقال الوزان ان السوق سيعود مرتدا بقوة خلال فترة قصيرة مدفوعا بالسيولة العالية والاداء الاقتصادي الجيد. ونفى الوزان حدوث انخفاضات حادة اخرى في السوق مستقبلا.
من جانبه، قال رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في شركة مجمعات الاسواق التجارية توفيق الجراح ان ما يحدث في السوق شيء طبيعي وان الصعود القوي لابد ان تعقبه حركة تصحيح مدفوعة بجني الارباح، مشيرا الى ان البورصة بعيدة عن التأثيرات السلبية التي تجتاح دول الخليج وأميركا خلال المرحلة الراهنة.
وقال ان انخفاض الاسواق العالمية مرده الى ضعف الاقتصاد الاميركي وعدم قدرته على مداواة أزمة الائتمان العقاري بمفرده.
موضحا ان تأثر البورصة بما يدور لم يصل لحد الخطر، وذلك لقوة الاداء الاقتصادي المعززة بتشريعات اقتصادية قوية استطاعت جذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة اليها وكان على رأسها قوانين أملاك الدولة والمستودعات الحدودية وتخصيص الكويتية التي صدرت أخيرا.
وأشار الجراح الى ان هناك الكثير من الامور التي لا تزال بحاجة الى التأكيد عليها من قبل الافراد وخاصة اذا كان الامر يتعلق بالشراء أو البيع، داعيا المستثمرين الى التدقيق في اختياراتهم سواء في مرحلة الشراء أو البيع.
وشدد الجراح على متانة الاقتصاد في مواجهة مثل تلك الانخفاضات، معتبرا ان ما يحدث أمر طبيعي، وان الصعود التدريجي افضل بكثير من الصعود المفاجئ والذي يعكس حقيقة أداء الشركات العاملة في البورصة. أرجع مساعد المدير العام في شركة وربة للاستثمار جعفر القلاف تدهور السوق الكويتي الى التداعيات النفسية لتدهور الاسواق العالمية والخليجية.
وقال القلاف لـ «الأنباء»: ان هبوط السوق الكويتي جاء ايضا متزامنا مع رغبة في سعي اوساط المستثمرين لتحقيق جني ارباح اثر المكاسب التي حققها السوق الكويتي منذ بداية العام والتي بلغت 6%، وذكر انه من الضروري عدم الربط ما بين الهبوط الذي تشهده الاسواق الخليجية والسوق الكويتي، وذلك كون الاسواق الخليجية حققت مكاسب في عام 2007 افضل من السوق الكويتي، كما انها كانت تحقق ارتفاعات كبيرة، خاصة في الربع الاخير في الوقت الذي كان فيه السوق الكويتي يشهد تراجعا. وذكر ان السوق الكويتي تحديدا تعلم من درس انهيارات الاسواق الخليجية في عام 2006، وأصبحت هناك احترافية لدى المستثمرين في السوق الكويتي.
وطالب القلاف الاوساط الاستثمارية بعدم التهويل مما يحدث في الاسواق العالمية أو الخليجية، مشيرا الى ان السوق الكويتي بمعزل حقيقي عن الاسواق العالمية نظرا لعدم وجود تأثير مباشر على الشركات الكويتية، وان كان هناك بعض الشركات لها صناديق استثمارية في بعض الاسواق العالمية.
وأكد القلاف على ان المستثمر متوسط وطويل المدى سيكون اكثر الرابحين.
ومن جانبه، قال رئيس مجلس ادارة شركة اعيان العقارية سليمان الوقيان ان ما يحدث في البورصة حالة نفسية عززتها مجموعة من الاسباب تأتي في مقدمتها عمليات جني الأرباح التي تقوم بها الشركات حاليا وكذلك تخوف الافراد من الاستجواب وقيام بعض الصناديق والمحافظ ببيع الاسهم لجني الارباح وقد تفاعلت كل تلك الاحداث مجتمعة في عملية خفض الاسعار.
وقال الوقيان ان ما يحدث لن يؤثر على اداء السوق الكويتي مستقبلا وذلك بسبب اداء الاقتصاد القوي والمدفوع بقدرة مالية عالية، وكذلك هناك أموال كثيرة مستثمرة في الخارج ستعود مرة اخرى الى السوق بالاضافة الى نتائج ارباح الشركات المعلنة خلال الربع الاول، متوقعا ان يرتد السوق مرة اخرى بقوة خلال الاجل القصير.
وقال ان انخفاض اسعار النفط لن يؤثر بشكل او آخر عل اداء السوق حتى لو هبطت الاسعار الى 70 دولارا فما سيحدث هو انخفاض الفوائض، وهذا لن يكون ذات تأثير قوي على السوق خلال المرحلة المقبلة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )