مع بداية العام الدراسي الجديد 2012/2013 «ردوا أهل الديرة من السفر وزادت زحمة الشوارع ورجعنا إلى الجدال الأزلي المستمر عن التعليم في الكويت»!!!
محاور النقاش عديدة.. علمي أو أدبي.. أكاديمي أو حرفي.. تقليدي أو إلكتروني.. عام أو خاص.. ولا يسعنا نحن أن نحسم هذه الأمور... ففي «الجوهر» يبقى الخيار ملك الفرد صاحب المصلحة، فعليه أن يختار ما يراه مناسبا له.
ولكن في حين ان القرار ملك الفرد إلا أن توجيه وتوعية الفرد لما هو أفضل الخيارات المتاحة له هما مسؤولية ولي أمره...
وولاية الأمر تتعدد مستوياتها فهي مسؤولية الآباء والأمهات في المقام الأول ومن بعدهم تأتي الدولة!!!
فالدستور الكويتي أعطى الدولة مسؤولية تعليم الجميع إلى درجة ان الامتناع عن الالتحاق بالمدارس تترتب عليه جزاءات قانونية، فمنذ نشأة دولة الكويت الحديثة كان لا يزال التعليم مكفولا ومجانيا لكل كويتي من رياض الأطفال حتى الجامعة، وقد كانت الكويت أول دولة خليجية ترعى القطاع التعليمي والتربوي، كما لها بصمة كبيرة على تطور التعليم ليس فقط في الكويت بل في الخليج كذلك.
ولكن كفالة التعليم وتحمل تكاليفه المادية ليست كافية لخدمة هذه المسؤولية الدستورية للدولة في اتجاه المواطن والوطن... فيجب علينا توجيه التعليم ومخرجاته بحسب ما تقتضيه حاجة الوطن وبما يخدم القطاعات الاقتصادية الرئيسية التي يعتمد عليها الاقتصاد الوطني.
«لا تفهمونا غلط!!!» نحن لا نريد من أجهزة الدولة «سواء التنفيذية أو الرقابية» ان «تغصب الناس» على تخصصات معينة دون الأخرى.. بل ما نطالب به هو التالي:
1- تحديد واضح لأولويات النظام التعليمي وتكثيف الجهود المبذولة في اتجاه تحقيق هذه الأولويات.
2- الاستثمار المستمر في تنمية الطاقم التدريسي ونبذ سياسية «أقل الأسعار».
3- تأسيس وإنشاء مراكز «تعليم عالي» تخصصية في الكويت لخدمة القطاعات الاقتصادية الحيوية في الدولة «مثال بسيط يجب أن يكون في الكويت مركز متخصص لدراسات الطاقة على مستوى عالمي».
أما أنت عزيزي الطالب فاعلم أن مصلحتك مرتبطة بشكل مباشر وصريح بمصلحة هذا البلد.. وبالتالي فإن لم تستطع تحديد ما هو التخصص الدراسي المناسب لك، فاسأل نفسك: ماذا ستكون حاجة الكويت عند تخرجي؟ بتوفيق من الله ستستطيع معرفة الخيار الأفضل لك، حتى لو كان هذا الاختيار هو دراسة العلوم الموسيقية!
حضارة الدول تقاس بثقافة شعبها.. والثقافة ليست «كتابا يقرأ».. ولكن شعب متعلم.. منتج.. يسعى لرفع اسم وطنه عاليا ليكون بمصاف الدول المتقدمة!
وفي النهاية...
دعوة من «آيديليتي» لاختيار تعليم «مدروس».
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
follow us on twitter:@idealiti
* زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان: «لجنة» ولو جبر خاطر
مقالة سابقة بعنوان «الديموقراطية والقرار»
مقالة سابقة بعنوان ثقافة «الاستقالة»
مقالة سابقة بعنوان «شكراً..»
مقالة سابقة بعنوان «إفساد الفرد»
مقالة سابقة بعنوان «الإدارة الذكية... »
مقالة سابقة بعنوان مفاهيم «معكوسة...»
مقالة سابقة بعنوان «طَموح محمد البسيط»
مقالة سابقة بعنوان «معقولة..؟! »
مقالة سابقة بعنوان «لا تطق طاسة وبالبيت أقرع!»