إعداد: أحمد يوسف
خلصت دراسة أعدتها الباحثة والحاصلة على ماجستير إدارة الإعمال بالجامعة الهولندية ريم المطيري الى ان الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني إبراهيم شكري دبدوب اعتبر صاحب لقب أفضل رجل أعمال في الكويت خلال العام 2009. وقالت المطيري ان الدراسة التي قامت بها شملت استطلاع آراء 180 ممن يهتمون بمجال المال والأعمال في الكويت بحث يكون رأيا مؤثرا في اتخاذ القرار وهم أيضا على علم بكل المجالات الاقتصادية بما في ذلك إعلاميون يعملون في المجال الاقتصادي في مختلف وسائل الإعلام. وأضافت المطيري أنها اعتمدت في دراستها على المقابلات الشخصــية لتتــضمن 31 مقابلة مع رؤساء مجالس إدارات لكبريات الشركات العاملة في مجال الاستثـمار والتجارة وباقـي القـطاعات الاقتصادية. وقالت المطيري انه لمن المفاجئ ان 27 من القياديين الاقتصاديين الذين تم اللقاء معهم قد جاءت 6 شخصيات منها ضمن الـ 10 الأوائل بعد أن قام بترشيحهم باقي المشاركين. ولفتت إلى ان دراستها اعتمدت كذلك على 111 موظفا من موظفي الإدارات العليا في معظم البنوك والشركات والمؤسسات الاقتصادية الكبرى بالكويت، وذلك من اجل إحصاء دقيق للخروج بأفضل 10 شخصيات اقتصادية في عام مضطرب بتداعيات الأزمة الاقتصادية التي جابت العالم وضربت اقتصاد الكويت. وفيما يلي تفاصيل الدراسة:
بداية قالت الدراسة ان القيادة الناجحة مازالت تلعب دورا أساسيا في نجاح المنظمات وتحسين أدائها. ولاشك أن القائد الناجح هو أحد العناصر الرئيسية في تحريك المنظمات ودفعها نحو النجاح والازدهار. وبشكل عام فقد شهد العالم سلسلة من الأزمات الاقتصادية التي كان لها التأثير البالغ على جميع القطاعات المختلفة في الدول.
ولفتت الى ان الأزمة المالية العالمية الراهنة قد أثرت على كثير من منظمات الأعمال ليس في الكويت فحسب ولكن في دول العالم، وبشكل خاص قد شهدت الكويت أزمات متعددة خلال الأعوام الماضية ولعل أشدها تأثيرا أزمة سوق المناخ خلال عام 1982، ثم الغزو الغاشم على الكويت عام 1990 والأزمة الاقتصادية العالمية التي نعيش أحداثها وتداعياتها اليوم.
وقالت ان بعض المؤسسات والشركات قد فشلت في تخطي الأزمة وآخرين اجتازوها ولعل من اهم أسباب تخطي هذه الشركات والمؤسسات هذه الأزمة يرجع لوجود قياديين أكفاء قادريين على التكيف مع الظروف الخارجية المحيطة وتحويلها لصالحهم.
وأكدت على ان أهمية قياديي المؤسسات والشركات ترجع لعدة أسباب أهمها: مدى تأثيرهم على الاقتصاد العام ككل، فعندما تزدهر الشركات والمؤسسات توظف شريحة اكبر من العاملين فهي بذلك تخفض مستوى البطالة بالدولة غير انها توفر احتياجات المستهلكين من سلع وخدمات. وعلى الرغم من ان التركيز هنا على القادة في مجال المال والأعمال ولكن القياديين في مختلف المجالات المختلفة لهم دور مهم في بناء وتعزيز مكانة الدول.
وقالت ان الآراء تعددت حول مفهوم القيادي الناجح، لكن «القيادة تعني بعبارة مبسطة هي عملية التأثير فيمن حولك وتوجيههم لإنجاز الهدف»، وإذا أردنا معرفة من هم أفضل قياديين في الكويت فيجب في البداية تحديد ماذا نقصد بالـ «القيادي الناجح» وقد تعددت الآراء في تحديد هوية القائد الناجح فقد أشار الكثير من الباحثين الى ان الصفات الشخصية للقائد تلعب دورا أساسيا في نجاحه ولكن ما تلك الصفات الشخصية الواجب توافرها للقائد حتى يكون ناجحا في الكويت؟ أيضا ما الطرق التنظيمية الواجب استخدامها داخل المنظمات لتحسين فاعليتها وأدائها؟ وما تأثير البيئة الاجتماعية على مفهوم القيادة الفاعلة في الكويت؟
وبينت ان الكثير من الباحثين قد اختلف عن الصفات المطلوبة للقائد الناجح فلا توجد هناك صفات اتفق عليها الباحثون او الرائدون في هذا المجال على انها الصفات المطلوبة للقائد الناجح ولذلك قد تم اختيار اكثر الصفات التي تم التأكيد عليها من قبل غالبية الخبراء (من إطار نظري)، وهي كالتالي:
1 ـ الثقة بالنفس.
2 ـ القدرة على تحمل الضغط.
ـ الإبداع والابتكار.
ـ المعرفة.
ـ المهارات الاجتماعية.
ـ الطموح والطاقة والعزم.
ـ التفاني والالتزام.
ـ القدرة على التكيف مع الظروف المحيطة.
وأكدت على ان الذكاء الفطري الذي يعتبر احد العناصر الواجب توافرها أيضا للقائد الناجح، ولكن الدراسة وجدت صعوبة قياس هذه الصفة، حيث تم استبعادها من القائمة، فالموظفون بشكل عام لا يبدون رغبتهم في العمل مع القائد الذي هو اقل ذكاء منهم. وفي النهاية يكون القائد أكثر كفاءة منهم لكي يكونوا مستعدين في العمل على طريقته.
ومن منظور عملي تناولت الدراسة القائمة السابقة بعناية وأخذت آراء المهتمين بادارة الموارد البشرية لمعرفة آرائهم بالقائمة وما اذا كانت الصفات التي تم ترجيحها هي بالفعل الصفات الواجب توافرها للقائد الناجح في الكويت تحديدا.
وعلى الرغم من ان البعض قد اختلف في تسلسل أهمية بعض الصفات على بعضها الا ان الكل قد اتفق ان الصفات التي تم ذكرها هي بالفعل الصفات الواجب توفرها في القائد الناجح في الكويت. وقد تم إضافة صفة «الحزم في اتخاذ القرار» و«الموضوعية» و«القدرة على تحفيز الموظفين» الى القائمة على انها أيضا صفات ضرورية ليكون القائد ناجحا في الكويت.
وقد تم استخدام القائمة السابقة كمعيار لمعرفة من هم أفضل قادة في الكويت، إضافة الى ان يكون الشخص الذي وقع عليه الاختيار وجهه معروف لدى وسائل الإعلام هذا بالإضافة الى ان يكون شخصا يعمل في القطاع الخاص.
كما اشارت الدراسة الى انه تم اختيار عدد كبير من الأشخاص كأفضل قادة في الكويت. ولكن سلط الضوء على العشر الأوائل فقط، وذلك وفقا للمعايير التي اتخذتها الدراسة سالفا.
وقد تمت محاولة الاتصال ببعض القادة الذين تم ترشيحهم سابقا لمعرفة ما اذا كانت الصفات الشخصية التي تمت دراستها سابقا هي بالفعل تنطبق عليهم والنتيجة تشير الى ان القادة يجدون تلك الصفات في أنفسهم وان الالتزام والتفاني ما أكثر صفة لديهم، يليها صفة الطموح والعزم ومن ثم باقي الصفات.
هذا بالاضافة الى انه تمت دراسة الطرق التنظيمية المستخدمة لدى الشركات الرائدة في مختلف المجالات في القطاع الخاص وقد لوحظ ان طرق جميس كوزس وباري بوسنر الخمس يتم استخدامها بالفعل كطريقة لتطوير اداء المنظمات وهي باختصار شديد كالتالي:
1 ـ وضع نموذج للأداء ـ عن طريق اظهار صوتك من خلال التعبير عن قيمك ومبادئك وربط الافعال بالقيم لتكون قدوة لمن حولك.
2 ـ الحث على الرؤية المشتركة ـ والتي تتم عن طريق خلق صورة مثالية ومميزة وما يمكن للمنظمة ان تكون في المستقبل هذا بالاضافة الى صياغة الطموحات المشتركة من خلال رؤية واحدة.
3 ـ التحدي ـ القيام بطرق مبتكرة لتغيير الوضع الراهن واقتناص الفرص المتاحة والتحلي بروح المخاطر والتعلم من الأخطاء السابقة.
4 ـ تمكين الآخرين من التصرف ـ عن طريق التحلي بروح التعاون بإيجاد أهداف جماعية وتحفيز الآخرين وإعطائهم الحرية في التصرف.
5 ـ التشجيع المعنوي ـ عن طريق تقدير الآخرين لجهودهم والاحتفال بالانتصارات المحققة.
تؤكد الدراسة على اهمية الصفات الشخصية للقائد كأساس لنجاحه. بالإضافة الى ان الطرق التنظيمية التي تمت الاشارة لها سابقا ممكن ان تستخدم كطريقة لتحسين اداء وفاعلية المنظمات من الداخل. كما ان البيئة الاجتماعية لكل دولة قد تحدد مفهوم القيادة الفاعلة التي قد تختلف اذا ما تمت مقارنتها بأخرى.
الجدير بالذكر ورغم ان بعض القادة كان لديهم بعض الميزات التي قد أعطتهم نقطة بداية جيدة ليبدأوا منها ولكن في نهاية المطاف فان صفاتهم الشخصية والطرق التي يتم استخدامها داخل منظماتهم كان لها التأثير الكبير.
وعلى الرغم من ان بعض القادة قد نشأوا في شركات مملوكة من قبل أسرهم والتي قد وفرت بيئة جيدة لهم لكي يكونوا قياديين في المستقبل الا ان صفاتهم الشخصية أتاحت لهم كي يحولوا تلك الشركات الى شيء اكبر مما كانت عليه.
هذا، بالإضافة الى ان التعليم قد لعب دورا مهما في تأسيس هؤلاء القادة، فالغالبية منهم قد حصلوا على درجات علمية رفيعة وهذا يرمز الى ان دور التعليم أساسي في بناء القائد ونجاحه بالمستقبل.
وفي النهاية المطاف توضح الدراسة ان نتائج أفضل قادة هي عبارة عن رأي عينة من الأشخاص الذين لهم خبرة بالبيئة الاقتصادية للكويت وقد كانت مقيدة بالزمن ومدى قبول الأشخاص للاستجابة على الأسئلة التي تم طرحها. وما تم نشره هو عبارة عن جزء بسيط من دراسة تمت لمعرفة مفهوم القيادة الإدارية في البيئة الكويتية استنادا الى أفضل القادة بالكويت وقد تمت اضافة نبذة عن كل قائد لاحقا تقديرا لجهود هؤلاء القادة في التنمية الاقتصادية في الكويت.
جاءت نتائج الدراسة في اختيار الشخصيات حسب ترتيبها والتي حصلت على أعلى الأصوات كالتالي:
أفضل رجال أعمال في الكويت:
أفضل 10 شخصيات اقتصادية للعام 2009 بحسب الترتيب
1- الرئيس التنفيذي للبنك الوطني إبراهيم شكري دبدوب
يعتبر دبدوب من أقوى الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي وهو يدير حاليا أحد أقوى البنوك في الوطن العربي وهو البنك الوطني، وقد عمل فيه منذ تخرجه الجامعي عام 1961 ثم تدرج ليصبح الرئيس التنفيذي للبنك في اوائل عام 1983 حتى الآن. وهو بلا شك يعتبر من أفضل النماذج التي يقتدى بها في أسلوبه الفريد في العمل وحسن إدارته للبنك الوطني والذي أصبح يتصدر الريادة العربية المصرفية بجدارة.
2- الرئيس التنفيذي لشركة زين للاتصالات د.سعد البراك
يعتبر د.سعد البراك قيادي محنك ومثابر بالدرجة الأولى وهو صاحب أفكار متجددة ورؤية واضحة. وقد عمل في عدة وظائف انطلاقا من شركة الكويت للمباني ووصولا الى زين للاتصالات. وقد حصل د.سعد على عدة جوائز على أدائه الرائع خلال مشواره العملي.
3- رئيس مجموعة الخرافي: ناصر الخرافي
ناصر محمد الخرافي: رجل اعمال معروف وصاحب استثمارات عديدة داخل وخارج الكويت، وهو انسان متميز ذو نظره ثاقبة في مجال الاستثمار.
دخل ناصـر الخـرافي في مجال الأعمال منذ انتهائه من دراسته الجامعية وقد تأثر كثيرا بوالده الراحل محمد الخرافي والذي توفي عام 1993.
وعند سؤال ناصر الخرافي عن رأيه في صفات رجل الأعمال الناجح في الكويت أشار لأهمية التعليم والمعرفة بسوق العمل والقدرة على مواجهة وتحمل عقبات العمل.
وتعتبر مجموعة ناصر الخرافي من المجموعات العربية ذات مجالات الاستثمار المتعددة في الكثير من دول العالم.
4- رئيس مجلس الإدارة في شركة طيران الجزيرة مروان بودي
مروان بودي: أحد أفضل رجال الأعمال في الكويت فهو يترأس مجلس إدارات طيران الجزيرة والتي تميزت بإستراتيجيته متميزة تمنح لراكبيها أسعار تذاكر تنافسيه. وتعتبر طيران الجزيرة أول شركة خطوط جوية خاصة في الشرق الأوسط وقد بدأت اولى رحلاتها عام 2005.
5- الرئيس التنفيذي لشركة المباني محمد الشايع
يعتبر محمد الشايع من ابرز الشخصيات على الساحة الاقتصادية في الكويت، وهو حاليا يترأس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة محمد حمود الشايع التي تهتم بتجارة التجزئة وقد حصل مؤخرا على وسام الإمبراطورية البريطانية والذي يعتبر أعلى وسام في بريطانيا للأجانب تقديرا لجهوده في تنمية العلاقات التجارية العربية ـ البريطانية. ونقدم له أجمل التهاني لأدائه المتميز وتشريف الكويت في الخارج.
6- رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة أجيليتي طارق سلطان
طارق سلطان هو رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة اجيلتي للخدمات والحلول اللوجيستية والتي تأسست عام 1979فى الكويت. وقد استطاع بحكمته ان يجعل لاجليتي مكانا مرموقا بين الشركات وقد حصلت اجليتي في عهده على عدة جوائز لأدائها المتميز.
7- رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة بيت الاستثمار العالمي «جلوبل» مها الغنيم
تعتبر مها الغنيم أحد ابرز النساء في الوطن العربي.
وهى تترأس دار الاستثمار العالمي (جلوبل) وقد تضررت جلوبل كثيرا جراء الأزمة العالمية الاقتصادية ولكن استطاعت بقيادة مها الغنيم الوصول لبر الامان وجدولة مديونياتها. ومها بلا شك متميزة في ادئها وثباتها في مواجهة عقبات العمل بجداره كما انها احدى النساء القليلات اللاتي اثبتن قدرة المرأة الكويتية على تولي اعلى المناصب بكفاءة.
8- رجل الاعمال ورئيس مجلس ادارة بنك الخليج السابق: قتيبة الغانم
قتيبة الغانم أحد رجال الاعمال المخضرمين في الكويت وقد ترأس سابقا بنك الخليج خلال الأزمة التي مر بها البنك.
وقد استطاع بحكمته التصدي لموجة الهلع التي اصابت عملاء البنك والعاملين فيه بطئمنتهم وتهدئتهم بالرد على اسئلة وسائل الاعلام بكل جدارة.
وهو حاليا يعمل لدى صناعات الغانم التي تعتبر من اكبر وأقدم الشركات الكويتية المتعددة الانشطة والتي ترجع بدايتها الى الثلاثينيات من القرن الماضي.
9- رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة دار الاستثمار عدنان المسلم
يعد عدنان عبدالقادر المسلم ثالث رئيس مجلس ادارة في تاريخ دار للاستثمار وقد شغل هذا المنصب منذ عام 2003 وهو بلا شك أحد الشخصيات المرموقة في عالم المال والأعمال وقطاع الصيرفة الإسلامية في الوطن العربي.
وقد حصلت الدار على عدة جوائز في عهده كانت «أفضل شركة استثمارية في الشرق الأوسط» من world finance وجائزة «أفضل شركة مالية إسلامية» من مجلة banker الشرق الأوسط و«جائزة الخليج الاقتصادية».
10-الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال والعلاقات الحكومية لـ«زين» سابقا براك الصبيح
شغل براك الصبيح رئيسا لمجلس ادارة الخطوط الجوية الكويتية لمدة عشرين عاما ومن ثم انتقل لـ «زين» الرائدة في مجال الاتصالات. وهو بلا شك أحد الرموز اللامعة في زين للاتصالات. الجدير بالذكر ان ما يميز زين للاتصالات بالتحديد وجود قياديين اكفاء فيها ذوي رؤية متميزة مثل أسعد البنوان وسعد البراك وبراك الصبيح.