- ملاك لجأوا إلى تقديم خدمات رفاهية تصب في صالح المؤجر
- 11981 عمارة بالكويت بإجمالي 323556 شقة سكنية
- ابتكار وسائل ترويجية وتسويقية لتعزيز عمليات التأجير
- مواقف سيارات وحمامات سباحة وساحات للعب الأطفال في العمارات الاستثمارية
انطلاقا من مبدأ «دلل عقارك» بدأ عدد لا بأس به من ملاك ومطوري العقارات الاستثمارية يعملون، إذ في الوقت الذي تحتدم فيه المنافسة للفوز بالمؤجرين في جميع مناطق الكويت، لاسيما في ظل الركود الذي يشهده الاقتصاد الكويتي وتراجع الحوافز الإيجابية، لجأ عدد كبير من الملاك إلى تقديم خدمات أكبر وأشمل واكثر رفاهية تصب كلها في صالح المؤجر.. وتجعل الوحدة العقارية تبرق في عينيه كبريق الذهب.
للمنافسة إيجابياتها التي انعكست على المؤجرين في العقارات الاستثمارية التي يبلغ عددها بحسب الاحصائيات الصادرة عن الهيئة العامة للمعلومات المدنية في جميع مناطق ومحافظات الكويت نحو 11981 عمارة (وذلك حتى تاريخ 31 ديسمبر 2016) بإجمالي 323556 شقة سكنية و11563 ملحقا، ناهيك عن العمارات الاستثمارية التي ما زالت تحت الإنشاء والتطوير والتي لم يتم احتسابها ضمن الاحصائيات الأخيرة للمعلومات المدنية.
المنافسة التي اشتدت وتيرتها مؤخرا في ظل الإجراءات التقشفية التي بدأت الحكومة الكويتية بتطبيقها مع نهاية العام 2015 بعد انخفاض أسعار النفط والتي صاحبتها إجراءات ضريبية ورسوم إضافية على الوافدين، هي التي دفعت ملاك العقارات الاستثمارية إلى ابتكار وسائل ترويجية وتسويقية تهدف إلى تعزيز عملية التأجير في عقاراتهم المختلفة، حيث لجأ بعض الملاك إلى تقديم عروض مغرية للمؤجرين الوافدين تمثلت في تخفيض للإيجارات تارة، وتقديم خدمات أكبر وأشمل لعبت دورا في جذب شريحة لا بأس بها من المؤجرين الباحثين عن الراحة والرفاهية تارة أخرى.
فكما هو معروف فإن مساحات الشقق الاستثمارية تتراوح بين 70 و120 مترا مربعا، وهي مساحات ليست كافية لتوفير أماكن داخلية للعب الأطفال أو استقبال الأعداد الكبيرة من الضيوف والزوار، الأمر الذي دفع بعض ملاك العقارات الاستثمارية لاستغلال الساحات الأرضية داخل حدود المبنى، بالإضافة إلى السرداب لتوفير خدمات أساسية يحتاجها كل مؤجر، حيث بدأ ملاك العقارات بتخصيص السرداب السفلي كمواقف للسيارات، إلى جانب تخصيص مساحات وأماكن آمنة ومجهزة للعب الأطفال، واستراحة لسكان العمارة واستقبال الضيوف، فضلا عن توفير أماكن ترفيهية للكبار والصغار، كصالة التدريب الرياضي، وحمام للسباحة، وألعاب البلياردو.. وغيرها من الخدمات التي يمكنها ان تعطي قيمة مضافة للعقار مقارنة بغيره من العقارات الأخرى.
لقد كان السرداب يمثل مصدرا إضافيا لدخل العقار الاستثماري، حيث كان يتم تأجير السرداب والاستفادة منه، على الرغم من أن ذلك الأمر كان يؤثر سلبا على جميع مؤجري العقار الاستثماري لما يسببه لهم من إزعاج عند استخدامه كمخزن أو مشغل أو ما إلى ذلك، ناهيك عن الأخطار التي تسببت فيها بعض السراديب التي وقعت فيها حرائق هددت أرواح شريحة كبيرة من المؤجرين، إلا ان النظرة الجديدة للسرداب عند بعض الملاك أصبحت مختلفة، حيث اصبح السرداب يعود بالنفع على جميع المؤجرين بعد ان تم استخدامه كمصدر للراحة والترفيه والمتعة.
خدمات أخرى لا تقل أهمية عما سبق قام بعض الملاك بإضافتها لعقاراتهم الاستثمارية من بينها توفير خدمة التأثيث الكامل للشقة من الداخل، وخدمات الأمن والحراسة على مدار الساعة، وخدمات الانترنت والقنوات الفضائية، بل إن هناك من ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث وفر خدمات الغسالات المركزية بالسرداب، خاصة أن هناك شريحة من المؤجرين (الأجانب) يفضلون التعامل مع هذا النوع الخدمات السريعة وغير المكلفة.
كل هذه الخدمات أصبحت هي السبيل الأمثل للحصول على مؤجرين في الوقت الراهن، ولضمان استمرار المؤجر في نفس العقار لأطول مدة ممكنة، خاصة في ظل توفير خدمات الرفاهية سالفة الذكر، والتي أصبحت تستقطب شريحة كبيرة من المؤجرين، وخاصة الأجانب الذين يفضلون التعامل مع هذا النوع من الخدمات المتكاملة.
وكما يقال دائما إن «الحاجة أم الاختراع»، فالأفكار المذكورة أعلاه ما هي إلا جزء يسير من الأفكار الجديدة التي بدأت تغزو سوق العقارات الاستثمارية في الكويت، والتي أصبحت الحاجة لها ماسة، خاصة بعد ان أصبح هذا السوق يعاني حاليا من وفرة المعروض وتراجع الطلب (في بعض المناطق)، بدليل انتشار ظاهرة الإعلان عن شقق للايجار بعد ان كانت هذه الاعلانات قد اختفت تماما من مناطق الكويت خلال السنوات القليلة الماضية.