«الأنباء» في روسيا الاتحادية (الحلقة الأولى)
من موسكو الى سان بطرسبورغ ثم من الشيشان الى تتارستان مرورا بأنغوشيا، جال وفد «الأنباء» فيما يمكن وصفه بـ «القارة الروسية» والتقينا عددا من أصحاب القرار في واحدة من أهم دول العالم. زار الوفد الكرملين والخارجية الروسية والدوما، طارحا الأسئلة عن أوضاع الشرق الأوسط على المسؤولين الروس الذين يلعبون دورا أساسيا فيها، كما كانت الزيارة مناسبة للاطلاع على أوضاع المسلمين من مواطني روسيا الاتحادية والبالغ عددهم 26 مليونا وهم يعيشون فترة نهضة وحرية بارزة في تاريخ الدولة. وتنقلنا بين جنبات التاريخ في مدن تعتبر عواصم للحضارة الإنسانية باحتضانها عددا من أشهر وأعظم المساجد والكنائس ودور العبادة والقصور والمباني التاريخية التي تختزن قصصا خالدة.. فكانت هذه الحلقات الخاصة.
غروزني (الشيشان): يوسف خالد المرزوق ـ محمد الحسيني ـ أسامة أبو السعود
في غضون 5 سنوات أعاد رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف وبشكل مثير للإعجاب بناء بلده الذي دمرته الحروب بالكامل، فمن يزر غروزني اليوم فلابد أن يعجب بمبانيها الفخمة والعصرية وشوارعها الفسيحة والنظام فيها، إضافة إلى المساجد والمدارس الدينية الخلابة والمبنية في الغالب وفق الطراز المعماري التركي. وفد «الأنباء» وخلال محطته في الشيشان ضمن جولته على عدد من جمهوريات ومدن روسيا التقى الرئيس قديروف الذي احتفى بالوفد، وأكد في حوار موسع معه أنه يسير على خطى والده كرجل سلام يلتزم بالعهد مع روسيا بعد أن صوت الشيشانيون عام 2003 في الاستفتاء على البقاء ضمن الاتحاد إلى جانب التزامه بنشر الإسلام واحترام القيم والعادات والتقاليد الشيشانية، كما دعا المسلمين والعرب إلى التواصل مع مسلمي روسيا البالغ عددهم 26 مليونا اليوم وإلى الاستثمار في جمهورياتهم لأن في ذلك مصلحة مشتركة ومضمونة وآمنة للجميع.
- يتمتع مسلمو روسيا اليوم بوفرة في المساجد والمعاهد الدينية
- مسلمو الشيشان لن ينسوا دور الكويت والأيادي البيضاء للدكتور عادل الفلاح
- ورثت العلاقة المميزة مع الرئيس بوتين عن والدي لأننا نحترم العهود والمواثيق كما يدعونا ديننا
- نأسف أن الدول العربية توجه أغلب استثماراتها إلى الغرب رغم وجود فرصة هائلة في بلدنا
- نتابع باهتمام تطورات قضية الشابين من أصل شيشاني والمتهمين بتفجيرات ماراثون بوسطن
- الربيع العربي يذكّرني بمقولة «أكلت يوم أكل الثور الأبيض»
- لا تلتفتوا إلى ما يقوله الإعلام الخارجي عن وجود مجاهدين ومتطرفين في الشوارع اليوم إذ لم يعد هناك وجود لـ «قطاع طرق» في بلدنا
- لا أؤيد بشار الأسد لأنه قتل شعبه وتجاوز الحدود مع قواته لكن قسماً كبيراً من معارضيه إرهابيون ومع ذلك فالغرب يدعمهم
- متأكدون أن روسيا تأخذ القرار المناسب وغير المؤذي للإسلام والمسلمين في سياستها الخارجية
وفيما يلي نص الحوار:
بداية نود أن تحدثنا عن علاقة الشيشان ومسلميها اليوم بدول الخليج العربي وتحديدا الكويت، ومتى ستزورها؟
٭ في الحقيقة تربطنا علاقة ودية وأخوية بأغلب حكام المنطقة، وقد زرناهم في بلدانهم.. ودول الخليج بالنسبة لنا تعتبر قوة لأنها جعلت الآخرين يرون كيف يمكن للمسلمين أن يديروا أمور معيشتهم برفعة وأن الإسلام يمكن أن يسود في بلدان تعيش على أعلى مستوى. طبعا الكمال لله عز وجل وحده، ويبقى هناك نقص وعلى الجميع العمل باستمرار لسد هذا النقص.
زيارة الكويت
أما بخصوص الكويت، فنحن نحب هذه الدولة الشقيقة، ونفتخر بها أيضا، وسبب حبنا للكويت هو د.عادل الفلاح صاحب الأيادي البيضاء الذي زارنا في بداية مسيرتنا ولعب دورا كبيرا في تعزيز العلاقات منذ البداية وفي أيامنا الصعبة. وأتطلع الى زيارة قريبة للكويت إن رزقني رب العالمين ذلك.
نجري معكم هذا اللقاء وأنتم قادمون مباشرة من موسكو، حيث شاركتم في اجتماع لرؤساء جمهوريات الاتحاد الروسي، هل تمت مناقشة القضية السورية وقضايا الشرق الأوسط؟
٭ إن لقاءاتنا مع رئيس روسيا السيد فلاديمير بوتين هي لقاءات دورية يجتمع فيها رؤساء الجمهوريات ذات الحكم الذاتي ضمن الاتحاد لمناقشة الأمور ذات العلاقة بالسياسة الداخلية.
أما فيما يخص الشؤون الخارجية، فهذه الأمور تتولاها وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، أما نحن كرؤساء حكم ذاتي فلا نناقش هذه الأمور. لكن استطيع أن أقول إننا مسلمي روسيا متأكدون من أن روسيا تتخذ القرار المناسب وغير المؤذي للاسلام والمسلمين في سياستها الخارجية.
وروسيا دولة متعددة القوميات والديانات ويتمتع فيها المسلمون اليوم بحرية دينية كاملة وبوفرة في المساجد والمعاهد الدينية أكثر من أي وقت مضى، وبالمقابل نلاحظ أن أميركا والأمم المتحدة هما اللتان تتخذان قرارات أحادية مضرة بمصالح المسلمين.
نعم، لكن ما رأيك الخاص فيما يشهده العالم العربي وما يسمى بـ «الربيع العربي» والاحداث الدائرة في سورية؟
٭ ما يخص الربيع العربي يذكرني بقصة تُدرّس في المناهج الدراسية وهي قصة الثيران الثلاثة الأبيض والأحمر والأسود. وتقول القصة إن الذئاب لم تكن قادرة على النيل من الثيران وهي مجتمعة فجاءت الى الثورين الأسود والأحمر ونصحتهما بأن يضحيا بالثور الابيض، وقالت الذئاب: دعونا نهاجمه فلونه أبيض وهو يساعد في كشف مكانكم اذا اختبأتم بالليل فسمح الثوران الأسود والأحمر بذلك، ثم جاءت الذئاب الى الثور الأسود ودعته للتضحية بصديقه الأحمر فضحى به الى ان وجد نفسه وحيدا وقال: «أكلت يوم أكل الثور الابيض»، وهذا هو حال الأمة الاسلامية اليوم.
لنسأل أنفسنا: ماذا حصل في العراق وليبيا، نعم ربما كان القذافي رجلا غير عاقل في الكثير من تصرفاته وغير حكيم، لكن ماذا يحصل اليوم في ليبيا، وماذا عن مصر وكذلك سورية؟، اغلب رجال الدين حولي هنا الذين درسوا في الخارج تخرجوا في سورية.
اسألوهم. انا لا أؤيد بشار الاسد لانه قتل شعبه وتجاوز الحدود مع قواته ولكن قسما كبيرا من الآخرين ايضا هم مجموعة ارهابيين اجتمعوا ويزودهم الغرب بالسلاح رغم ادراجهم على قوائم الارهاب الدولية.
كنت أتمنى لو شكلت الدول الاسلامية مجلسا او هيئة فاعلة ومؤثرة لحل مشاكل المسلمين فيما بينهم بدلا من ترك الآخرين يقررون عنهم.
من يزور الشيشان هذه الايام ويعرفها قبل سنوات قليلة بنهاية الحرب تعتريه الدهشة وهو يشاهد أن آثار الدمار اختفت تماما وارتفعت مكانها هذه الأبنية الخلابة وهذه النهضة العمرانية الشاملة.
ما نسبة ما تحقق من تطلعاتكم وخططكم لهذا البلد؟
٭ ان كل ما تحقق في الشيشان من إعمار هو اولا بفضل ورحمة من الله علينا، من الواجب ان يسعى الانسان لخدمة شعبه وهذا ما عملناه في هذه الجمهورية بينما هرب بعض الناس، وأطمئنكم، لا تلتفتوا الى ما ينقله الاعلام الخارجي عن مجاهدين ومتطرفين في شوارع الشيشان، اذ لم يعد لهم وجود ونحن نسميهم «قطاع طرق» اختفوا تماما ولم يبق منهم الا نحو عشرة اشخاص، ونعد الشعب بأنهم لو ظهروا فسنقبض عليهم وسيلقون مصير من سبقهم في الارهاب.
اما بالنسبة الى المستقبل فلدينا بالتأكيد خطط برامج تنموية لتطوير البلد ونحتاج الى جلب الاستثمارات من الخارج والداخل.
ان الدول العربية الغنية توجه استثماراتها للاسف الى الغرب، ود.عادل الفلاح هو الوحيد في العالم الاسلامي الذي يسعى الى التعاون بين روسيا والخارج، ونحن نستغرب عدم اهتمام بعض الاخوة المسلمين العرب باخوانهم في روسيا رغم ان عدد مسلمي روسيا قد وصل الى 26 مليونا وهم فاعلون في المجتمع ضمن هذه الدولة المهمة والمؤثرة جدا في العالم، ونحن نقول لهم: اننا اخوانكم في الدين ونستطيع ان نلعب دورا مهما في تطوير العلاقات العربية - الروسية.
ثقوا بنا
وأنا هنا أود أن أقول عبر «الأنباء» للمستثمرين العرب: لدينا فرص كبيرة في مشاريع داخل روسيا والشيشان والمناطق التي يسكنها مسلمون روس، فثقوا بنا، ولدينا قوانين تحميكم وتضمن حقوقكم وأموالكم وليست معرضة للخطر والمصادرة بحجة الإرهاب وغيره كما حصل للكثيرين في الغرب.
ونحن على أتم استعداد لاستقبالكم ومساعدتكم وللعمل معا على ما يحقق المصالح المشتركة والخير لنا ولكم.
وردا على سؤالكم عن نسبة ما تحقق فلا أستطيع الإجابة لأن طموحاتنا كبيرة فعلا ولكن نتمنى أن تتكرر زياراتكم، ولو جئتم بعد 5 سنوات فسترون إن شاء الله ما هو أهم وأكبر بمشاركة المستثمرين الخارجيين الذين كما ذكرنا ندعوهم لزيارتنا والاستثمار في بلدنا.
العلاقة مع بوتين
يتحدث الجميع في روسيا وخارجها عن العلاقة المميزة التي تربطك شخصيا بالرئيس فلاديمير بوتين، فما سر هذه العلاقة؟
٭ كلكم تعرفون ما مرت به جمهورية الشيشان من مشاكل خاصة في الحرب الأولى (1994 - 1996) والتي انتهت باتفاقية هدنة لمدة 5 سنوات، حيث جلسنا على طاولة المفاوضات والتزمنا نحن ولكن للأسف تم تحويل الشيشان آنذاك إلى مكان لتجمع الإرهابيين من مختلف أنحاء العالم، وصار بلدنا نقطة التقاء لهم ولم يستطع المسؤولون آنذاك كباساييف ومسخادوف أن يفعلوا شيئا بل خربوا ما عملناه سابقا.
في ذلك الوقت كان والدي أحمد حاج قديروف رحمه الله مفتيا للجمهورية وبنفسه أعلن في السابق الحرب على الروس ووقف مع الشعب، وكذلك أجدادي الذين كانوا مضطهدين من الحكومات الشيوعية والقياصرة، لكن بعد الحرب الأولى وقف والدي ونبه الى ان الشيشان تستغل من الخارج بما يخالف مصلحة شعبنا. في هذا الوقت وبعد عام 1999 دخل خطاب وشامل وغيرهما إلى داغستان وهي أيضا جزء من روسيا وخالفوا اتفاقية الهدنة، كان موقف الرئيس مسخادوف آنذاك ضعيفا تجاههم فيما والدي لم يرض بإعلان الحرب الثانية والدعوة إلى الجهاد وحصل اجتماع في القوقاز جمع بوتين مع المعنيين وبينهم والدي الذي تحدث بصراحة ولاحظ بوتين أنه الشخص الوحيد الذي قال له الحقيقة دون خوف وبدأت صداقة بينها.
وهكذا رفض والدي الحرب الثانية وواجه الإرهاب الدولي وتعززت ثقة بوتين به وبعد استشهاده انتقلت هذه الثقة إليّ، وسواء والدي أو أنا هدفنا هو تعزيز قيم الدين الاسلامي في هذه المنطقة وتحقيق نهضة شعبنا، وروسيا وبوتين يؤيدان ذلك. ونحن نقول إن الدين الإسلامي ليس دين نشر الإرهاب بل هو دين الالتزام بالعهود والمواثيق حتى مع ابناء الديانات الأخرى، وبعد عام 1999 كان يجب الالتزام بالعهود مع روسيا وهذا ما عملناه.
كما ان والدي لم يقرر بنفسه بقاء الشيشان ضمن الاتحاد الروسي بل أصر على ان يقرر الشعب ذلك وعلى استفتاء أجري في عام 2003 وقالت فيه غالبية الشعب انها تود البقاء ضمن الاتحاد وانتم تشاهدون اليوم كيف ان هذا القرار كان في مصلحة الشعب الشيشاني وليس في مصلحة الإرهابيين.
هل صحيح انك عفوت عمن اغتالوا والدك وقربتهم منك؟
٭ طبعا هذا غير صحيح، فكل من تورط في عملية اغتيال والدي وبينهم أحد الأشخاص من داغستان ولقبه خيرالله انتقمت منهم لأنهم كانوا كلهم إرهابيين. ووالد الإنسان هو عادة أغلى من يملك، أما من سامحتهم فهم من حاولوا اغتيالي.
المساجد التركية.. ووصية الوالد
قمتم مؤخرا بزيارة مكة والمدينة وشاركتم في غسل الكعبة هذا الشهر، كيف كانت الرحلة؟ ولاحظت ان أغلب المساجد هنا مبنية على الطراز التركي، فلماذا أخذتم بشكل العمارة التركية عموما؟
٭ بداية فيما يخص الطراز التركي للعمارة، السبب هو ان والدي المرحوم حاج أحمد قديروف زار تركيا وأعجب بمساجدها، وقال: يا ليت عندنا نفس المساجد!
وكل كلمة أسمعها من والدي أعتبرها وصية وكلنا هنا نسعى لإكمال مسيرة والدي الذي بدأ في عهده بإسعاد الشعب الشيشاني وإخراجهم من الحرب، وتحقيقا لهذه الوصية قمنا ببناء الكثير من المساجد على نفس الطراز.
غسل الكعبة
أما بالنسبة الى زيارتي للسعودية ومشاركتي في غسل الكعبة، فهذا شرف لنا وهدية من الله ونعتبر ان رب العالمين منّ علينا بهذا الشرف.
الشكر لملك السعودية وأمير مكة
وأود أن أنقل بالمناسبة شكري الى ملك المملكة العربية السعودية وأمير مكة لإتاحة الفرصة لنا وإحساسي الداخلي كلما دخلت الكعبة هو انني مستعد لإعطاء كل ما أملكه مقابل ذلك، فالإنسان يشعر براحة نفسية لا توصف عندها.
هل هناك انزعاج من قبل الدولة الروسية بسبب تطبيق الشريعة الإسلامية مثل الحجاب ومنع الخمور ومنع الشيشة في الشيشان؟
٭ كما تعلمون ان كل الحروب السابقة في الشيشان والمطالبة بالاستقلال كان سببها الالتزام بالإسلام والعادات والتقاليد، فنحن قومية خاصة لنا قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، وكما يقول المثل: «على المرء أن يحافظ على ماء الوجه».
وكما ذكرت عندما سئل والدي إذا تم اختيارك رئيسا عام 2003 هل توقع على بقاء الشيشان جزءا من روسيا؟ فقال: لن أوقع الاتفاقية إلا بعد الاستفتاء.
ونحن قريبون من روسيا وعشنا فيها ولنا مصالح مشتركة معها، لذلك اخترنا البقاء ضمنها بإرادتنا، وهي لا تمانع كما رأيتم بأم العين انتشار الاسلام وتعامل الجميع بسواسية. وأنا محارب وغير محبوب لدى أميركا وأوروبا وتم منعي من دخول أميركا لأني ملتزم بالمحافظة على حقوق الناس وأهتم بنشر الدعوة الإسلامية في روسيا لاعتزازي بديني الإسلامي وهذه هي الحقيقة.
المعارضون في الخارج واضطرابات القوقاز
لا يمكن أن تكون هناك دولة مستقرة بالكامل وحولها منطقة ملتهبة، وكما نرى لاتزال هناك في منطقة القوقاز بعض المشاكل خاصة في داغستان التي تشهد تفجيرات، وهناك حديث عن استمرار وجود مقاتلين في الجبال. ماذا تقولون عنهم؟ وماذا عن المعارضين الشيشانيين في الخارج والصورة التي يرسمونها لك أمام المجتمع الدولي؟
٭ يقود داغستان اليوم السيد عبد اللطيفوف وهو رجل حكيم وكان وزير شؤون خدمية في روسيا وبيننا تبادل للزيارات وهو يكمل مسيرة التواصل والتفاهم مع شعبه للعودة الكاملة الى الحياة السلمية، وبالنسبة للمعارضين رسالتنا انه من يرغب في رمي السلاح والاندماج بالمجتمع سلميا فأهلا به ومن يرفض فسيطبق عليه القانون ويلقى مصيره الذي يستحق.
وبالنسبة لصورتي أمام أميركا وأوروبا فأنا لست ممثلا او لاعبا رياضيا حتى اسعى لحب الآخرين أنا عبدٌ لله ويهمني نظرة شعبي.
الشيشانيون وتفجيرات بوسطن
ما تعليقكم على تطورات التحقيقات مع الشابين الشيشانيين المتهمين بتفجيرات ماراثون بوسطن الأخيرة؟ وهل قمتم بتحرك خاص بهما؟
٭ لم ينشأ الشابان في الشيشان أو يتربيا عندنا، بل عاشا في الغرب، وأدليت فور وقوع الحادث بتصريحات مستعجلة ثم تراجعت عنها، حيث قيل لاحقا إنهما متورطان مع مجموعات إرهابية في معسكرات بداغستان وفي جورجيا وممكن ان يكون ذلك صحيحا، ولكن الرأي السائد أننا نميل لتبرئتهما ونستغرب معاملتهما والإقدام على قتل احدهما وظلمهما في التحقيق وإساءة معاملتهما.
وبالمقابل شاهدنا كيف تعاملت النرويج مع الشاب اليميني الذي قام بمجزرة هناك فلم تقتله او تعذبه بل واجه محاكمة عادلة، وعموما نحن نتابع باهتمام هذه القضية إلى نهايتها.
رئيس التحرير يقص شريط افتتاح أهم جسور غروزني
احتفاء بحضور وفد «الأنباء» طلب الرئيس قديروف من رئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق ان يحضر افتتاح احد الجسور الكبيرة في قلب العاصمة وبالقرب من المسجد الكبير والقصر الرئاسي، وسلم الرئيس قديروف الزميل يوسف خالد المرزوق مقص الافتتاح وخاطبه قائلا: «أطلب منك ان تقص الشريط حتى تبارك لنا هذا الجسر يا ضيفنا العزيز»، ثم قدّم الرئيس قطعا من الشريط الى الزميل المرزوق والزميلين محمد الحسيني واسامة أبوالسعود كتذكار من الشيشان.
«ضيفنا هو من افتتح الجسر»
كتب المستشار الإعلامي للرئيس قديروف خبرا إعلاميا لتوزيعه على الصحف والمحطات الفضائية بأن الرئيس افتتح أهم جسر دائري في غروزني بحضور الزميل يوسف خالد المرزوق لكن الرئيس عدل الخبر ليكون: «افتتح ضيفنا السيد يوسف خالد المرزوق أهم جسر دائري في العاصمة بحضوري».
|
رئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق يقص شريط افتتاح الجسر الجديد في مدينة غروزني
|
التوجه إلى القصر الرئاسي بسيارة الرئيس
بعد افتتاح الجسر طلب رئيس الشيشان من رئيس التحرير مرافقته في سيارته الخاصة الى القصر الرئاسي الفخم والمؤلف من عدة مبانٍ، والذي يضم مسجدا مصمما على شكل المسجد الحرام والكعبة المشرفة في مكة ورافقهما في السيارة أيضا مفتي الشيشان.
|
الرئيس رمضان قديروف مصطحبا رئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق في سيارته إلى القصر الرئاسي
|
لهذا السبب أحمل القرآن دائماً
سألنا الرئيس قديروف عن سبب حمله القرآن دائما على صدره فقال: حمل القرآن ليس سياسة، بل لأنه نهج حياتي سواء كنت رئيسا او إنسانا عاديا، وانا أُسخّر حياتي لنشر القرآن وتعليمه.
|
قديروف يحمل القرآن على صدره دائما
|
الرئيس و«انستغرام»
لاحظنا خلال الوقت الطويل الذي رافقنا فيه الرئيس قديروف اهتمامه الكبير ببرنامج «انستغرام» للتواصل الاجتماعي، ولدى سؤالنا له عن البرنامج أجاب: انه برنامج مفيد ومريح ويوصل المعلومة مع الصورة إلى الناس بأقصى سرعة.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس قديروف يحظى بمتابعة 156 ألف متابع على انستاغرام، وخلال اللقاء معه قام ببث صور افتتاحه لأحد جسور العاصمة مع رئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق، إضافة إلى صور اللقاء مع وفد «الأنباء» والهدية التذكارية التي قدمها له رئيس التحرير، كما كتب كلمات شكر لوفد «الأنباء».
|
الرئيس قديروف متابعا الانستغرام بعد نشر صورة اللقاء مع وفد «الأنباء»
|
رئيس التحرير: فخورون بما حققتموه للمسلمين في الشيشان
بدأ رئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق اللقاء بكلمة شكر فيها الرئيس قديروف على الدعوة وعلى سعة صدره واستعداده للإجابة عن كل الأسئلة، منوها بالجهود التي يبذلها الرئيس قديروف للنهوض بالشيشان وتعزيز القيم الاسلامية فيها. وقال رئيس التحرير: نحن فخورون بما حققتموه لإخواننا المسلمين في الشيشان في هذه السنوات القليلة بعد الحرب، وقد رأينا صور مدينة غروزني قبل 5 سنوات وما هي عليه اليوم وما تحقق يستحق فعلا كل الإعجاب.
ترحيب الرئيس الشيشاني بـ«الأنباء»
بدأ الرئيس قديروف اللقاء بالترحيب بوفد «الأنباء» قائلا: نرحب بكم في بلدكم الثاني ونحن مسرورون جدا لرؤيتكم.
رسالة لمن يشوهون صورتي
ردا على سؤال حول ما يقوله لمن يشوهون صورته ويتهمونه بمنع الحجاب ومنع تعليم القرآن، قال الرئيس قديروف: أدعو أن يغفر الله لمثل هؤلاء سواء من يشوهون صورتي شخصيا او من يشوهون صورة الشيشان، كيف أمنع القرآن وهو أساس الدين؟! عندما اسمع مثل هذه الأمور يقشعر بدني لقد تجولتم في بلدنا، وشاهدتم بأم العين مدارس تعليم القرآن والمساجد والحرية التي يتمتع بها المسلمون.
واقرأ أيضا:
عضوا لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الروسي «الدوما» لـ «الأنباء»: الحرب الباردة ما زالت مستمرة ونحتاج إلى الاستقرار في الخليج وتصريحات روحاني مطمئنة
سان بطرسبورغ.. عاصمة الليالي البيضاء .. والإرميتاج أسطورة متاحف العالم
بيترغوف.. أجمل قصور العالم ولؤلؤة البلطيق
مفتي روسيا الشيخ عين الدين لـ «الأنباء»: مساجد المسلمين خلال الحكم الشيوعي كانت 130 مسجداً فقط واليوم لدينا 8000 مسجد
بلغار.. أول عاصمة للمسلمين في عمق روسيا
«الأنباء» في قازان.. المدينة الساحرة
رئيس تتارستان لـ «الأنباء»: لدينا فرص استثمارية هائلة ومستثمرون من أميركا وأوروبا وتركيا.. ووحدهم العرب غائبون
بعد قطيعة 70 عاماً وحربين دمويتين.. الشيشان تعيش نهضة إسلامية شاملة
ميخائيل بوغدانوف لـ «الأنباء»: فشل «جنيف 2» يعني دمار سورية بالكامل.. وهذا مرفوض كلياً
مشاهدات ومواقف في زيارة «الأنباء» إلى روسيا