- أول سيدة تحظى بعضوية غرفة التجارة والصناعة
- أول كويتية مارست التجارة والاستثمار بالكويت وعدة دول عربية وأوروبية
- وفقاً لـ «فوربس».. حلّت في مراتب متقدمة لسنوات ضمن أقوى السيدات العربيات
فقدت الكويت أمس سيدة الأعمال الرائدة سعاد الحميضي التي تعد من النساء العربيات البارزات في عالم المال والأعمال.
وللفقيدة نجاحات عديدة في العمل، حيث توسعت استثماراتها وتنوعت وانتشرت بدءا من الكويت الى العديد من الدول العربية وفي مقدمتها لبنان.
وتعتبر الحميضي أول كويتية مارست التجارة والاستثمار داخل الكويت وفي عدة دول عربية وأوروبية، كما تعد من أبرز المستثمرات في المجال العقاري، وقطاع المصارف والصناعة وغيرها.
الحميضي التي شغلت العديد من المناصب في القطاعين المصرفي والعقاري داخل الكويت وخارجها، عملت في بداية حياتها المهنية في البنك التجاري الذي أسسه والدها حمد الحميضي مدة 10 سنوات، وحلت في مراتب متقدمة لسنوات عدة ضمن أقوى السيدات في العالم العربي، وفق مجلة «فوربس الشرق الأوسط».
ترأست الحميضي إدارة مؤسسة والدها وتجارته واستثماراته بعد وفاته، ولم تكن مسيرتها في العمل الحر سهلة، خاصة في البدايات لكونها من أوائل الكويتيات اللاتي مارسن العمل التجاري، بحسب ما أكدت أنها «واجهت كثيرا من الصعوبات والتحديات، منها على سبيل المثال، نظرة المجتمع الكويتي في ذلك الوقت إلى عمل النساء» الأمر الذي تغلبت عليه «مستعينة بالثقة بالنفس واحترام الذات والتفاني في العمل».
وتعد الحميضى أول سيدة كويتية تدخل غرفة التجارة والصناعة كعضو بارز، عملت دائما على خدمة تجار الكويت وأولت اهتماما خاصا لسيدات الأعمال.
وعلى الجانب الإنساني كان الاحترام رفيقا لاسمها وشخصيتها كونها تلتزم الصدق في المعاملة وتحترم هذا الاسم على طريقة الرعيل الأول من الآباء والأجداد.
وعن الجانب الشخصي للفقيدة فإنه لا يقل عن الجانب العملي، حيث ساهمت في العديد من بناء المساجد ومساعدة المحتاجين سواء في الكويت وخارجها.
وتعلمت الحميضي «البيزنس» من والدها، لذلك كانت الفقيدة سيدة أعمال منذ نعومة أظفارها، فقد كانت ترافق والدها وهي طفلة، مما أعطاها القوة في التعامل مع الآخرين في مجال الاقتصاد الصعب، وحدد لها اسلوبها الخاص بها، وعلى مر السنين كان النجاح حليفها في كل الخطوات التجارية التي عملت بها على مدار حياتها.
وتعد سعاد الحميضي سفيرة المرأة الكويتية الى العالم، ومثالا يحتذى لسيدة الأعمال الناجحة حيث توسعت استثماراتها وتنوعت وانتشرت بدءا من الكويت الى العديد من الدول العربية وشغلت الحميضي عضوية اتحاد ملاك العقار بدولة الكويت بوصفها مالكة لمجموعة من المجمعات التجارية والسكنية داخل الكويت وخارجها.
والفقيدة درست على أيدي المطوعة سبيكة دخيل ناصر العنجري وسبيكة الزعابي والاستاذة سارة صالح راشد في مدرسة القبلة.
وتولت رئاسة مجالس إدارات العديد من الشركات منها على سبيل المثال: مجلس إدارة مؤسسة حمد الصالح الحميضي للتجارة والمقاولات ومجلس إدارة مؤسسة سعاد الحميضي للتجارة العامة والمقاولات.
ومن خلال تجربتها الطويلة في عالم «البيزنس» واطلاعها على خباياه ترى ان الدول يمكنها جذب الاستثمارات من خلال الصدق في المعاملة، وكانت تقول: أرجو ان يعود الناس في تعاملهم بعضهم مع بعض الى ما كان عليه آباؤنا واجدادنا من صدق، وان تصبح الكلمة التي اقولها وعدا بالتنفيذ حتى ولو لم أوقع على عقد.
ومن آراء الفقيدة: ان الكويت يمكنها ان تتطور نحو الأفضل كونها شهدت نهضة منذ القدم وهي تسعى لاستعادة دورها.
الشركات العائلية
وحول رؤيتها للشركات العائلية في الكويت قالت الحميضي ان الشركات العائلية لا تزال موجودة وتؤدي دورها بكل ثقة في تطور ملامح الاقتصاد الوطني وهي ترتبط بتطور المجتمع فكلما ازدهر الاقتصاد تحولت الشركات العائلية الى شركات مساهمة، فمعظـم الشــركات العالمية الكبرى بدأت في الأصل عائلية وهي تؤدي دورها في تقدم وازدهار النشاط التجاري.
الديوان الأميري ينعى المغفور لها سعاد الحميضي
نعى الديوان الأميري المغفور لها بإذن الله تعالى، سعاد حمد صالح الحميضي أرملة المغفور له الشيخ جابر العلي السالم الصباح عن عمر يناهز الـ 78 عاما وسيوارى جثمانها الثرى في الساعة التاسعة من صباح اليوم الجمعة.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
وسيكون عزاء الرجال/ ديوان حمد الحميضي - الشامية - قطعة 2 - شارع 24 - منزل 1 - هاتف: 22251122.
وعزاء النساء/ سلوى - قطعة 11 - شارع التعاون - منزل 363 - هاتف: 25627933.
مسيرة من الإنجازات
اختار منتدى «المرأة العربية والمستقبل» سيدة الأعمال سعاد الحميضي لتكريمها اعترافا وتقديرا من منظمي هذا المنتدى والمشاركات فيه بما لهذه المرأة الكويتية من حكايات مع النجاح في عالم التجارة والعقارات.. منذ اللحظة التي تعرف فيها والدها، صاحب التجربة العريقة والنظرة العميقة والتقييم السليم للأشخاص، وهي طفلة، على ما يمكن ان تكون عليه عندما تكبر.. فكان يصطحبها معه إلى دكانه ويحرص على أن تكون إلى جانبه عندما يزور الدواوين ويلتقي رجالات ذلك الزمن الجميل.
وبالفعل لم تخب الابنة امل والدها فيها.. فأصبحت مع توالي الأيام والسنوات رفيقة للنجاح.. تمتد امبراطوريتها المالية والعقارية التي تنطلق من الكويت الى ارجاء العالم، وتكون في الوقت ذاته سيدة المجتمع التي لا يطيب لها العيش إلا عندما تلتقي مع الصديقات في هذه المناسبة او تلك، لتضفي على اجوائها الكثير من جمال الروح والأناقة، وحكاياتها مع البحار والمحيطات، وهي تطوف في يختها بين الموانئ التي تقصدها لعقد صفقة ناجحة مرة، او لقضاء اجازة في العديد من المرات، تكافئ بها نفسها بعد كل نجاح.
وتكريم سعاد الحميضي من قبل هذا المنتدى النسائي وسط حضور ما يزيد عن 500 شخصية نسائية قيادية في مختلف المجالات، ومن اكثر من 30 دولة عربية وأجنبية يشير الى ان المرأة الكويتية والخليجية والعربية لا ينقصها حتى تسلك طريق النجاح، الا ان تحظى بأسرة تقدر قدراتها وإمكاناتها كما فعل والدها، وأن تمتلك هي بذاتها العزم والتصميم والإرادة لتصنع قدرها، بدلا من ان تترك الأيام والظروف ونظرات الناس وأقاويلهم تتقاذفها ذات اليمين وذات الشمال، كأنها ريشة في مهب الريح لا تملك حاضرها، ولا مستقبلها بالطبع.
تسلمت وسام الأرز من الرئيس الشهيد الحريري
تعد سعاد الحميضي شخصية عملية ولدت لتكون سيدة أعمال لها طابعها المميز، تستطيع ان تستشعر الاستثمار عن بعد، تهوى رياضة تسلق القمم الشاهقة، فوضعت لنفسها أولويات وعملت جاهدة على تحقيقها، فأثبتت ان المرأة الكويتية قادرة على الخروج من صومعتها المحدودة لتنطلق بكل حرية وثقة، ولكن ذلك لم يرض طموحها الكبير، والذي قادها الى محاولات للارتقاء بالمستوى الاقتصادي في العديد من الدول، فكانت محل احترام وتقدير ممن حولها، نظرا لمجهوداتها وإسهاماتها في تلك الدول، فقد تسلمت وسام الأرز من الرئيس الراحل رفيق الحريري من اجل ما قامت به لإعمار لبنان.
نوعت الحميضي استثماراتها من خلال اقتحام مجالات وقطاعات استثمارية ساهمت في تنميتها، فقامت بشراء وبيع الأراضي، والدخول في قطاع المقاولات والتشييد، وبذلك استطاعت إحداث طفرة نوعية لتلك القطاعات انعكست إيجابيا على عملائها وعلى الشركة، فسعاد الحميضي نموذج حي لسيدة الأعمال الذكية التي قلما نجدها بهذه الطريقة المرنة وذلك النهج الاستثماري المبتكر، وشغل الجانب الإنساني منها حيزا ليس بقليل، فقد قامت ببناء وترميم العديد من المساجد ومنها على سبيل المثال المسجد العمري الكبير في بيروت، وكذلك مساعدة المحتاجين واليتامى، فهي لا ترد سائلا وتتسابق الى فعل الخير، لأن سعادتها الحقيقية تكمن في إسعاد الآخرين.
الحميضي صنعت اسماً بارزاً في سماء الاقتصاد الكويتي والعربي
استطاعت سيدة الاعمال سعاد الحميضي في فترة زمنية سابقة ان تسبح عكس التيار الموجود آنذاك فدخلت عالم المال والاعمال حين كان مقصورا على عالم الرجال، واستطاعت بفضل صبرها وخوضها للتحدي بروح شجاعة ان تصنع من اسمها اسما بارزا في سماء الاقتصاد الكويتي والعربي كذلك.
وكانت ترى الفقيدة ان الـ23 عاما التي قضتها بالقرب من والدها، رحمه الله، جعلتها تصمم ان تكمل مسيرة النجاحات التي بدأها فكان لها ذلك.
كما لا تنسى الحميضي الايام التي قضتها مع زوجيها مرزوق الغانم والشيخ جابر العلي، رحمهما الله، واللذين كان لهما الفضل في تشجيعها على المثابرة في العمل.