- لاحظنا قلق القيادة الكويتية مما يجري في العراق وإبداء حرصها على استقراره
- المرجعيات الدينية نأت بنفسها عن التدخل في التفاصيل السياسية وتركتها للقوى الفائزة في الانتخابات
- من الطبيعي أن يكون لدول الجـوار اهتمام بمـا يجـــري فـي العـــراق لأن استقـراره مــن استقرار
- المنطقــــة
- بروز أربع قوائم انتخابية متقاربة في عدد المقاعد والفهم الدستوري للقائمة الأكبـر والتقديـرات الإقليميـة والدوليــة أهم أسبـاب تعطل تشكيـل الحكومة
بيان عاكوم
في ظل التركيز على المشهد العراقي واتجاه الاعين نحو تشكيل الحكومة العراقية والتي تحظى باهتمام اقليمي ودولي، ألمح رئيس مجلس الاسلامي الاعلى السيد عمار الحكيم خلال زيارته الى الكويت الى قرب الاتفاق على انتهاء هذه الازمة والمضي في تشكيل الحكومة وقال خلال لقاء مفتوح بجمعية الصحافيين اول من امس بمناسبة زيارته الرمضانية المعتادة للكويت: «بدأنا نصل الى نهاية النفق ونحن مقبلون في الايام الاتية على خيارات تحدد الاتجاه في تشكيل الحكومة»، ولكنه اكد في الوقت نفسه انه لم يتم تحديد اسم لرئيس الوزراء حتى الآن مؤكدا انه ليست لديه اي معلومات حول ما يشاع عن توافق الائتلاف الوطني ودولة القانون على تسمية نوري المالكي رئيسا للوزراء لولاية ثانية مشيرا الى انه في الايام المقبلة سيتم الاتفاق على هذا الامر، مؤكدا انه لم يجر اي اتفاق مع «دولة القانون» ولكنه اشار الى ان ايا كان رئيس الوزراء المقبل فمن المنطقي ان يتم وضع رؤية صحيحة وبرامج وضمانات لتحقيق شراكة وطنية.
وعما اذا كان المجلس الاعلى رفع «الفيتو» عن المالكي رد بالقول «لا شك هناك بعض الملاحظات من الائتلاف الوطني ولذلك مسألة تشكيل الحكومة اخذت وقتا لان هذه الاطراف تباحثت للوصول الى شخصية يمكن ان تكون محورا لتشكيل حكومة شراكة واسعة».
وبخصوص الزيارة بين انها تأتي في سياق الزيارات الرمضانية التي كان يقوم بها الشهيد السيد محمد باقر الحكيم والسيد عبدالعزيز الحكيم مشيرا الى ان وجوده فرصة ثمينة للقائه مع القيادات الكويتية الى جانب زيارته للجرحى العراقيين وللديوانيات مشيرا الى ان ما لفت نظره هو اهتمام ابناء الشعب الكويتي بتطور الاوضاع في العراق حتى اكثر من الوضع الداخلي الكويتي.
أسباب تعطل تشكيل الحكومة
وعن المشهد السياسي في العراق قال «لا شك ان تعطل تشكيل الحكومة سببب احراجا للعراقيين ونوعا من القلق لاصدقاء العراق لافتا الى ان عملية تشكيل الحكومة لها اثار وتداعيات مباشرة على الاستقرار في العراق والذي هو جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة مبينا ان المشاورات التي اجراها مع القيادة الكويتية بينت مستوى القلق على ما يجري في العراق، والحرص على ان يكون العراق موحدا وملتحما في حكومة تحقق الاستقرار فيه.
ورأى الحكيم ان بروز اربع قوائم انتخابية متقاربة في عدد مقاعدها هو السبب في التعقيدات التي تجري اليوم من اجل تشكيل الحكومة الى جانب التعدد في الفهم الدستوري على القائمة الاكبر والذي ادى الى ابداء الرأي من المحكمة الاتحادية كان ايضا سببا في تعطل التشكيل وايضا التقديرات الاقليمية والدولية في طبيعة الحكومة المقبلة او تصوراتهم ولهذه الاسباب واجهنا هذه الاشكالية. الا انه اكد على ان هذه القوائم تعبر عن توازن بين المكونات السياسية والاجتماعية العراقية مؤكدا انه لا يمكن لفئة او لحزب ان تأخد البلاد وتترك الآخرين وانما المطلوب حكومة شراكة وطنية.
الطاولة المستديرة الحل الأمثل
وتحدث الحكيم عن دعوته الى عقد طاولة مستديرة بين القوائم والتي من شأنها ان توفر المناخات الملائمة لتوحيد الرؤية والوصول الى تصور موحد بين القوى السياسية والقيادات العراقية في كيفية ادارة البلاد وتوحيد الرؤية في الملفات الساخنة والقضايا التي تهم العراق وهذا يتطلب تفاهمات بين الاطراف، مشيرا الى ان الطاولة المستديرة الحل الامثل لسحب المسألة من الصراع على الموقع والشخوص وبالتالي يتم البحث عن الخطط والبرامج المطلوبة والرؤية الموحدة بين القوى السياسية.
وردا على سؤال عما اذا كانت هذه الطاولة ستتحقق قريبا قال حالما تتوافر القناعة للقوى السياسية، مشيرا الى انه كان للبعض رأي في عقدها بعد ترشيح رئيس الوزراء، لافتا الى ان المجلس كان يريد عقدها قبل ترشيح اسم رئيس الوزراء حتى لا تبدو القيود والشروط هي لشخص محدد وانما للموقع، لافتا الى ان المجلس يتجنب شخصنة الأمور وليست لديه مشكلة مع الشخوص وانما وضع الأمور في سياقها الصحيح. وعما اذا كان من الممكن ان تعقد في الكويت مثلا قال «من المنطقي ان تعقد في الأراضي العراقية بما انها تعنى بهموم العراقيين».
العراق جزء من منظومة إقليمية
وردا على سؤال عن تدخل ايران لعرقلة تشكيل الحكومة وما اذا كان لدول الجوار دور في تسمية رئيس الوزراء المقبل، قال نحن نقوم بمشاورات مهمة مع دول الجوار المهتمة بوجهة النظر العراقية، لافتا الى ان العراق ليس جزيرة في محيط وانما جزء من منظومة إقليمية، مبينا ان الكويت كانت على درجة عالية من المتابعة والمواكبة والتفهم لتعقيدات المشهد العراقي في السنوات الماضية، لافتا الى ان الاستقرار في العراق يترك اثاره على المنطقة، مؤكدا ان دول الجوار معنية بطبيعة التحولات ومن المنطقي ان يكون لدول الجوار اهتمام بما يجري في العراق الا انه في الوقت نفسه العراقيون حريصون كل الحرص على ان ينطلقوا من منطلقات وطنية ويأخذوا في عين الاعتبار الهواجس التي يحملها الأشقاء في المحيط الإقليمي ولكن في النهاية نعود الى العراق لنتخذ القرار بموازاة المصلحة الوطنية العراقية.
وعن مستوى الجريمة في العراق قال لا شك ان هناك انخفاضا كبيرا في مستوى الجريمة قياسا الى السنوات الماضية ولكن لم نصل الى المستوى المثالي، مؤكدا تطور الاجهزة الأمنية وخططها في ملاحقة وتفكيك الشبكات الإرهابية، لافتا الى انه ليس من السهل السيطرة على الإرهاب كليا ولابد من المزيد من الجهد في هذا الإطار.
زيارة نائب الرئيس العراقي
وعن زيارة نائب الرئيس العراقي وما اذا كانت ستؤثر هذه الزيارة على تشكيل الحكومة وان تكون مثمرة قال الحكيم لا شك ان هناك العديد من المسؤولين في المنطقة يزورون العراق ويطرحون وجهة نظرهم كما يسمعون وجهة نظر العراقيين، لافتا الى انها قضية صحية ولكن الأساس ان يكون القرار في النهاية عراقيا ينطلق من المصلحة الوطنية وظروف البلاد وليس من خلال وجهات نظر تأتي من خارج الحدود لا تكون احيانا منسجمة مع مصالح البلاد.
وعما اذا كانت لديه معلومات عن رسالة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى السيد السيستاني وعن دخول المرجعيات الدينية في تشكيل الحكومة قال ليست لدي معلومة عن محتوى الرسالة ولكن المرجعية الدينية نأت بنفسها عن التدخل في تفاصيل من هذا النوع وتترك الأمر للقوى السياسية، مشيرا الى ان المرجعية أبدت رأيها في قضايا ذات مصلحة عامة كدعوتها للانتخابات وحرمت إراقة الدم البريء وحافظت على السلم الاجتماعي.
وردا على سؤال عن اسناد مهمة حل الملفات العراقية ـ الكويتية اليه، قال لم أتحمل اي مسؤولية تنفيذية في السابق وليست لدي رغبة في تحملها بالمستقبل لان الدور الذي أقوم به يمكنني من تقديم خدمة بعيدا عن التكبل بالمواقع التنفيذية، مشيرا الى ان الزيارات تأتي ضمن التشاور بين البلدين.
تقييم التواجد الأميركي
وعن تقييمه للتواجد الاميركي في العراق خلال السنوات الست الماضية بإيجابياته وسلبياته قال الحكيم انه من الصعوبة ان يتم تحديد الايجابيات والسلبيات وانما هو مشهد مترابط ومتداخل وملف مترابط في حيثياته المختلفة، لافتا الى ان المقارنة بين عراق عام 2003 و2010 يبين ان هناك تطورا في اللحمة بين العراقيين وتطورا في المستوى الأمني بالرغم من بعض الإشكاليات وانخراط بعض الجماعات من حملة السلاح في العملية السياسية وهناك تفهم اقليمي وعربي أكثر للواقع العراقي فهناك مؤشرات ايجابية، لافتا الى انه في الوقت نفسه تسجل ملاحظات المطلوب التدقيق فيها ووضع خطة طريق لمعالجتها من اجل انشاء مشروع نموذجي يحقـــق طموحـــات العــراق.
من جهته رحب المدير المالي لجمعية الصحافيين ونائب رئيس تحرير جريدة «الأنباء» الزميل عدنان الراشد بسماحة السيد عمار الحكيم باسم أعضاء الجمعية وقال «انها سنة حميدة ان يقوم سماحته كل عام بزيارة الجمعية عند زيارته الى الكويت في العشر الاواخر من رمضان، مشيرا الى انها امتداد لزيارة الشهيد السيد محمد باقر الحكيم كما رحب بالوفد المشارك في الزيارة وبالسفارة العراقية في الكويت التي تمثلت بالسفير محمد حسين بحر العلوم مشيدا بالحفاوة العراقية التي لمسها الوفد الصحافي الكويتي الذي زار العراق.
السعي الآن لتشكيل حكومة تعزز علاقاتنا مع الجوار لا أن تكون مصدراً لإزعاجه
رد الحكيم على سؤال بخصوص الاصوات العراقية التي تسيء الى الكويت بان هناك اصواتا تسيء الى الكويت في العراق ولعلها تسيء الى بلدان اخرى وهناك اصوات في الكويت تسيء الى العراق مشيرا الى ان الحريات والآراء تجعلنا نستمع الى الآراء من هنا وهناك ولكن لا نعول على اي صوت تسيء الى هذه العلاقة متمنيا من الكويتيين الا يعولوا على هذه الاصوات وانما الاعتبار للقوى السياسية التي هي في مواقع المسؤولية والمعبرة عن وجهة نطر الحكومة العراقية، مشيرا الى ان السعي الآن جار لتشكيل حكومة عراقية قادرة على تعزيز العلاقات مع الجوار ولا تكون مصدرا لازعاج الآخرين مؤكدا حرص العراق على بناء امتن العلاقات مع الكويت التي تربطنا بها علاقات تاريخية متجذرة.
واقرأ ايضاً:
أوباما يعلن انتهاء الأعمال القتالية ويرفض الاحتفال بالنصر: مازال هناك الكثير من العمل للقيام به في العراق