توثق رحلة «البريد» في الكويت اهم الأحداث التاريخية التي شهدتها البلاد وتسجل الأختام والطوابع البريدية تاريخا طويلا لتكون بمنزلة الشاهد على حقب مهمة من حياة الكويتيين وانجازاتهم عبر مئات السنوات.
وقال عضو مجلس ادارة الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات عبدالله البخيت لـ «كونا» أمس ان تاريخ اولى الرسائل المعروفة المرسلة من الكويت يعود الى الرابع من مارس عام (1750) وارسلها ممثل شركة الهند الشرقية الانجليزية في البصرة اثر فراره من السلطات العثمانية الى الكويت آنذاك ووجهها الى احد القساوسة بمدينة حلب السورية يشرح فيها مشكلته مع شركته حيث لايزال الارشيف الهولندي يحتفظ بها الى يومنا هذا. واضاف البخيت ان ما يمكن تسميته بالنشاط البريدي في الكويت بدأ عمليا عام 1904 إبان عهد الشيخ مبارك بن صباح قبل ان يشهد مكتب البريد في الكويت ادارات اجنبية متعاقبة هندية وباكستانية وانجليزية لتؤول الى ادارة كويتية وطنية فيما بعد.
وذكر ان اتفاقية الحماية بين الشيخ مبارك وبريطانيا في 23 يناير عام 1899 أثمرت عن تعيين أول مقيم سياسي بريطاني في الكويت الذي وصلها في الخامس من اغسطس عام 1904 وكان يدعى الكولونيل (نوكس) واحضر معه مساعد طبيب جراح ومساعدا مسؤولا عن البريد.
واوضح ان الخدمات البريدية مارست اعمالها في الكويت مع بداية استقرار المقيم السياسي في الكويت الا ان مكتب البريد في الكويت افتتح رسميا في 21 يناير عام 1915 وكان ذلك أيضا في عهد الشيخ مبارك بن صباح.
وبين ان الخدمات البريدية في تلك الفترة كانت تتم انطلاقا من مبنى مقر المقيم السياسي ولم يتم استخدام الختم الخاص لمكتب بريد الكويت الذي كان يحمل كلمة «الكويت» باللغة الفرنسية بل كانت تختم الرسائل الصادرة والواردة الى البلاد من مكتب البريد الهندي في فرع «بوشهر».
وقال البخيت ان هذه الفترة لم تشهد صدور طوابع خاصة للكويت بل استخدمت مجموعة طوابع هندية تحمل صورة الملك ادوارد السابع واخرى تحمل صورة الملك جورج الخامس مبينا ان الشيخ مبارك وافق آنذاك للسلطات الانجليزية عام 1912 على انشاء خط التلغراف اللاسلكي في الكويت.
واشار الى مذكرات الدكتور ماليري الطبيب المقيم في الكويت بين (1911 و1947) التي ورد فيها ان «الكويت كانت عام 1914 معزولة عن العالم الخارجي تماما حيث تحولت كل السفن التي كانت تنقل المسافرين والبريد والبضائع عبر الخليج لنقل الجنود عن زيارة ميناء الكويت ولم تكن هناك أي طريق او مواصلات سلكية أو لاسلكية تربط الكويت بالخارج الا انه مع استمرار الحرب تم تركيب لاسلكي ميدان ثم خط تلغرافي».
وذكر انه في عهد الشيخ جابر بن مبارك الصباح وبعد توسطه لتجار الكويت لدى السلطات البريطانية سمحت هذه السلطات لتجار الكويت باستعمال خدمة تحويل الأموال الى الخارج بالقسم البرقي. وقال انه في عهد الشيخ سالم المبارك الصباح صدرت اختام للبرقيات عام 1919 بعد أن بدأ استخدام خط التلغراف الموصل بين مكتبي بريد الكويت وبريد البصرة من قبل العموم وبدأت حكومة بريطانيا تتولى الاشراف على المكتبين التابعين لإدارة مكتب البريد الهندي.
وبين انه تم تبديل الختم المستخدم في مكتب البريد من اللغة الفرنسية الى الانجليزية عام 1922 وفي العام الذي يليه صدرت أول مجموعة طوابع هندية موشحة باسم الكويت باللغة الانجليزية تحمل صورة الملك جورج الخامس ملك بريطانيا وامبراطور مستعمرة الهند. واضاف البخيت انه خلال فترة ادارة البريد الهندية صدرت عدة مجموعات من الطوابع موشحة باسم الكويت باللغة الانجليزية وعلى سنوات مختلفة (المجموعة الاولى صدرت عام 1929 والثانية عام 1933 وتحمل هاتان المجموعتان صورة الملك جورج الخامس بينما صدرت المجموعة الثالثة عام 1939 والرابعة عام 1945 وتحمل هاتان المجموعتان صورة الملك جورج السادس).
وذكر ان مكتب البريد في الكويت كان يعمل من مقر المعتمد السياسي منذ عام 1904 وحتى 1929 ومع تعيين المعتمد السياسي الكولونيل ديكسن في الكويت عام 1929 استأجر بيتا منفصلا لمكتب البريد وبقي المكتب الجديد يعمل حتى عام 1941 لينتقل الى منزل عائلة (جشنمال) الهندية لمدة اسبوعين وفي أواخر مايو من العام ذاته انتقل مكتب البريد الى مقر شركة البرق واللاسلكي المحدودة.
وقال انه في فبراير عام 1942 انتقل مكتب البريد الى الدور الأول من الكشك الشمالي الذي شيده الشيخ مبارك بن صباح (1915/1896) بداية عهده واستمر مكتب البريد يعمل من الكشك حتى السابع من فبراير1952. وذكر ان دائرة البريد البريطانية تسلمت ادارة مكتب الكويت منذ الاول من ابريل 1948 الى الاول من فبراير 1959 وفي هذه الفترة استخدمت الكويت عشر مجموعات طوابع انجليزية موشحة باسم الكويت باللغة الانجليزية وتحمل أول خمسة اصدارات صورة الملك جورج السادس بينما تحمل الخمسة الأخرى صورة الملكة اليزابيث الثانية وقيمتها بالعملة الهندية.