Note: English translation is not 100% accurate
تجربة برلمانية ولّت وأخرى استهلت مليئة بالاستحقاقات والمفاجآت متغيرات غير مسبوقة ستمنحنا تجربة أخرى في صنع التاريخ
السبت
2006/10/28
المصدر : الانباء
وربما يرجع ذلك ـ ضمن ما يرجع اليه ـ الى غياب البرامج والخطط التي تتميز بها القوى السياسية المنظمة بسبب هيمنة الايديولوجيا على العمل السياسي، واستذكر هنا قول نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء د.اسماعيل الشطي حينما كان رئيسا للجنة الشؤون المالية والاقتصادية عام 1995 حيث اكد ان «الايديولوجيا لا يمكن ان تقدم تنمية».
وهو في قوله هذا يتطابق مع قول المفكر البحريني د. محمد الأنصاري: «ادى غياب السياسة الى جعل الايديولوجيا نفسها سياسة بدل ان تكون بطانة لمشروع عملي ولبرنامج اقتصادي واجتماعي».
وايضا لان العمل كان فرديا، على عكس طبيعة العمل البرلماني في جميع أنحاء العالم، نجد ان نائبا بمفرده كان يمكن له ان يكون رقما صعبا داخل قبة البرلمان ويحاول ان يشكل معارضة لمشاريع واقتراحات، بل ومساءلات سياسية أفضى كثير منها ليس إلى استقالة وزير أو حكومة بل إلى حل المجلس.
كل هذا اصبح اليوم نسيا منسيا، فلا العمل الفردي اصبح مجديا لبلوغ الاهدف والمشاريع التي يراد لها ان تقر ولا التنطع الاستعراضي أصبح مجديا لجلب الشعبوية التي تتطلبها صناديق الاقتراع.
العمل في البرلمان اصبح جماعيا، حتى المعارضة أو مهاجمة الحكومة لم تعد مقبولة او مجدية ما لم تكن مستندة الى عمل مؤسسي «مأسسة المعارضة» ولعل هذا تعكسه «الهجمة» السريعة للنواب للانضواء تحت عباءة بعض الكتل البرلمانية واستحداث اخرى (كالعمل الوطني) ومرجع ذلك ـ كما يرى كثيرون ـ هو الإحساس والاقتناع التام بعدم جدوى العمل الفردي سواء على الصعيد الانتخابي حيث اتساع الدائرة وزيادة اعداد الناخبين، او التعاطي مع القضايا داخل البرلمان.
ويرى نائب في تعليق مقتضب على حجم المتغيرات التي طرأت على العمل النيابي، ان ما حدث يوجب علينا الوقوف لنعرف كيف نتحرك في الفترة المقبلة، فلم يعد مقبولا ضياع الوقت في صناعة الازمات وتصديرها على حساب وقت المجلس.
ويضيف: وإذا كان ثمة من يستبطن في ذاكرته نموذج التأزيم او الهدر العبثي لوقت المجلس الذي كان يمارس في الفصول الاشتراعية السابقة، فعليه ان يعيد قراءة نفسه ليتمكن من ان يتعايش مع المرحلة الجديدة، وختم قائلا: وقد نتفهم ـ مرحليا ـ ان العادات السيئة لا تختفي بسرعة.
ويعلق مراقب سياسي على ذلك قائلا: ان المرحلة الجديدة تفرض على الحكومة والمجلس استيعاب استحقاقاتها وان كانت تلك الاستحقاقات قاسية على السلطتين غير ان ضروراتها تفرض عليهما البحث عن نقطة وسط يلتقي عندها الفرقاء، لافتا الى ان صناعة المستقبل تتطلب ان تكون النخب السياسية ـ باختلاف انتماءاتها ـ متواجدة على المسرح لتصوغ فكر ومستقبل الاجيال.
ويحذر المراقب من ان المرحلة المقبلة ستلفظ اي سياسي يبقى قابعا في مكانه لا يريد ان يتحرك حتى بأفكاره وهو بذلك يشبه سمكة ميتة وسط البحر لا تتحرك الا مع حركة المياه التي تتحكم بها الطبيعة، ويختم المراقب قائلا: ان من ينتهج ذلك كمبدأ لعمله فإنه سيصنف نفسه من حيث لا يعلم بأنه لم يستوعب المرحلة او كأنه فضل ان «يدخل الموت حيا».
اقرأ أيضاً