اكد الرئيس المصري محمد حسنى مبارك ان القمة الاقتصادية الحالية تنعقد وسط ازمة عالمية حادة يجتازها اقتصاد العالم دخلت به مرحلة ركود تهدد ما حققناه من انجازات النمو والتنمية والاقتصادية والاجتماعية والبشرية، لا تفرق بين دول غنية او فقيرة.
واوضح في كلمة ألقاها في افتتاح القمة، انها تنعقد والعالم العربي يجتاز مرحلة عصيبة ويتعرض لمخاطر وتحديات عديدة ما بين العدوان الاسرائيلي على غزة وتداعياته والانقسام الحادث على الساحة الفلسطينية وعواقبه وما تشهده الساحة العربية من تشرذم ومزايدات والمحاولات التي تأتي من داخلها وخارجها للعب الأدوار وبسط النفوذ.
وشدد على ان منطق الامور كان «يملي علينا الوقوف الى جانب غزة بمواقف جادة تعي خطورة العدوان وشراسته وتسعى لايقافه واحتواء تداعياته الانسانية بعيدا عن المزايدة والشعارات الجوفاء».
واضاف «كنت متطلعا لان تتكامل جهودنا وان نلتف معا حول موقف عربي واحد يعلي مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته فوق مصالح الفصائل ويضع اولوية وقف العدوان وحقن الدماء فوق الخلافات العربية والمصالح الضيقة وينأى عن حملات التشهير والتخوين».
واشار الرئيس مبارك الى قيام البعض بتقسيم العرب بين دول الاعتدال ودول الممانعة «كأننا لا نتعلم من اخطاء الماضي ودروس التاريخ القريب وكأننا نعود بالعالم العربي 30 عاما الى الوراء».
واعرب الرئيس مبارك عن اسفه للسماح باستغلال مأساة غزة لاختراق عالمنا العربي بقوى من خارجه تتطلع للهيمنة وبسط النفوذ وتتاجر بأرواح الفلسطينيين.
واضاف «احمد الله انني آت الى هذه القمة وقد تمكنت مصر من التواصل لاتفاق يحقن دماء الفلسطينيين يوقف اطلاق النار ويفتح الطريق لانسحاب القوات الاسرائيلية واستعادة التهدئة في غزة وفتح معابرها ورفع حصارها».
وقال ان العلاقات العربية ـ العربية ليست في احسن احوالها والعلاقات بين الاشقاء لابد ان تقوم على الوضوح والمصارحة وتطابق الاقوال والافعال.
وحذر الرئيس مبارك من اختزال القضية الفلسطينية في غزة واختزال غزة في المعابر واختزال المعابر في معبر رفح لان القضية الفلسطينية أكبر من ذلك بكثير، إنها قضية شعب يعاني منذ 1948 ويتطلع لإنهاء محنته والتخلص من الاحتلال وقيام دولته الفلسطينية وسيحكم التاريخ على قادته وعلينا جميعا، بقدر ما نقربه أو نبعده عن هذا التطلع المشروع.