كتب رئيس تحرير جريدة «الأهرام» اسامة سرايا في مقال له: «إن مصر أرادت الحفاظ على القمة العربية في الكويت من الفشل والانقسام العربي الذي كان من الممكن أن تقع فيه رغم أن القاهرة كانت في أتون معركة متكاملة دفاعا عن سيادتها وأراضيها وقضيتها الأولى وهي قضية فلسطين.
لقد انعش الرئيس حسني مبارك بإيجابيته وتحركاته المتلاحقة ذاكرة الوطن والأمة بقدرات مصر عبر كل الملمات والكوارث التي ارتكبت في حق العرب وشعوبهم في السنوات الماضية.
وقد وصلت الرسالة إلى إسرائيل وأميركا عبر القادة الذين حضروا إلى مصر على عجل في قمة «شرم الشيخ» لكي تعيد التوازن للمنطقة العربية والشرق الأوسط.
واعتقد أن النتيجة واضحة والحقيقة ساطعة فمصر كانت جاهزة ووقفت للمغامرة العسكرية وحدّت من آثارها وسلبياتها.
لقد واجه الرئيس مبارك الجميع على كل الجبهات وحقق أهدافه وانتصر، وحافظ على قضية العرب الأولى، بل وأعادها إلى واجهة الأحداث وواجه دخول إيران على الأحزمة العربية بكل جسارة.
لقد شهدت قمة الكويت حدثين مهمين في تاريخنا السياسي، أولهما خطاب الرئيس مبارك الذي كشف بالتحديد وقائع ما يحدث على الأرض وثانيهما وقائع المصالحة التي تمت بين العرب الذين وقعوا فريسة العدوان.
وقد تبدو المصالحة العربية إنجازا في ضوء الخلافات التي وقعت فزرعت الشكوك والانقسامات بين الحكومات والشعوب وحادت بالأمة كلها عن أن ترى الخطر في حجمه الحقيقي، لكنه تساءل متى ينتهي مسلسل الخلافات والمصالحات الذي سيطر على العالم العربي سنوات طويلة؟ وهنا لابد من ان اشير الى ان الرأي العام العربي لم يعد يقنع بالمصالحات التي تتم في لقاءات عاطفية.
ان ما يحدث يثير التساؤل: «إذا كانت تلك اللقاءات القصيرة كافية لإنهاء الشقاق والانقسام، فلماذا وجدت تلك الخلافات واستنزفت منا كل هذا الجهد وكل هذا العناء؟ وانا ليس لدي تفسير مرة أخرى إلا ما قاله الرئيس مبارك بأن العلاقات بين الإخوة الأشقاء لا يمكن أن تقوم إلا على الوضوح والمصارحة وتطابق الأقوال مع الأفعال».