محمد هلال الخالدي
عبر القائم بأعمال السفير الأوكراني أندريه ميلنيشكو عن بالغ الحزن والأسف لسقوط ضحايا أبرياء كانوا على متن الطائرة الماليزية في الرحلة 17-mas فوق الأراضي الأوكرانية قادمة من هولندا، مؤكدا خلال مؤتمر صحافي عقد صباح أمس في سفارة أوكرانيا ان هذا الحادث وراءه عمل إرهابي نفذه الانفصاليون المدعومون من موسكو، وأضاف أن كل الأدلة المتوافرة تثبت تورط موسكو في هذا العمل الإرهابي الذي راح ضحيته 280 مسافرا من مختلف الجنسيات إضافة إلى 15 من طاقم الطائرة المنكوبة.
ونقل ميلنيشكو تعازي الرئيس والشعب الأوكراني لذوي الضحايا، وأشار إلى أن الرئيس الأوكراني بادر على الفور بإنشاء لجنة حكومية بمشاركة خبراء الطيران المدني الدوليين وممثلين عن وكالات دولية أخرى من أجل الوقوف على كل الحقائق المتعلقة بهذه الكارثة الرهيبة.
وأوضح ميلنيشكو ان الطائرة الماليزية سقطت الخميس الماضي في منطقة تابعة لمحافظة دونيتسك بالقرب من الحدود الروسية، وهي منطقة تسيطر عليها «العصابات الإرهابية التي تدعمها روسيا»، مشيرا إلى الجهود التي بذلتها حكومة بلاده لتأمين الوصول لمكان تحطم الطائرة بهدف انتشال الجثث وجمع الأدلة.
وأكد ميلنيشكو ان الانفصاليين استولوا على الصندوقين الأسودين للطائرة وأعلنوا نقلهما إلى موسكو. كما تطرق إلى أهم الإجراءات التي قامت بها حكومة أوكرانيا في التعامل مع هذا الحادث الأليم وأهمها قيام وزارة الخارجية بإنشاء مقر عمليات يعمل على مدار الساعة في خدمة ذوي الضحايا بالتنسيق مع هيئات ديبلوماسية للبلدان المعنية بالحادث وخاصة ماليزيا وهولندا، حيث تم إنشاء نفس المكتب لديهما، وكذلك قامت الخارجية الأوكرانية بإصدار تأشيرات مستعجلة لذوي الضحايا وتأمين سكن مجاني لـ 300 أسرة من أقارب الضحايا.
وأشار ميلنيشكو إلى أن هذا الحادث ليس الأول فقد سبقه إسقاط طائرتين أوكرانيتين بصواريخ من الأراضي الروسية، وشدد على أن كل الأدلة تؤكد تورط الانفصاليين المدعومين من روسيا بهذا العمل الإرهابي وأهمها أن القوات الأوكرانية لم تستخدم مطلقا أي صواريخ موجهة ضد الطائرات في عملياتها ضد الانفصاليين المتمردين.
وتطرق إلى تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية بين أحد قياديي الانفصاليين مع قياديين في الاستخبارات الروسية حول إسقاط الطائرة يظهر بوضوح حديث الانفصاليين عن قيامهم بإسقاط الطائرة وأنها مدنية تابعة للخطوط الماليزية، قائلا: ان هذا «إرهاب دولة يهدد تهديدا مباشرا السلام والأمن الدولي».
كما استعرض ميلنيشكو العديد من الممارسات التي وصفها بالإرهابية من قبل الانفصاليين المدعومين من موسكو، منها عمليات النهب المنظم للممتلكات الأوكرانية إلى روسيا وعمليات خطف رهائن آخرها خطف 200 طفل من دار الأيتام ونقلهم إلى موسكو، مشيرا إلى الخطاب الاستفزازي والعدائي من قبل روسيا تجاه أوكرانيا والذي يتعارض تماما مع تعهدات اتفاقية بودابست التي نصت على أن تضمن روسيا والمملكة المتحدة وحدة الأراضي الأوكرانية مقابل تخلي أوكرانيا عن ترسانتها النووية، قائلا ان لموسكو تاريخا طويلا مع محاربة تقارب هذه الجمهوريات مع أوروبا يرجع لأحداث ربيع براغ 1967.
وختم ميلنيشكو حديثه بالقول اننا نعتز بالروابط الاجتماعية والقرابة التي تربط الشعبين الأوكراني والروسي، ولا ننكر التاريخ المشترك بينهما ولكن هذا لا يعني القبول بابتلاع أرضنا وسرقة ممتلكاتنا، وأشار هنا إلى الاحتلال العراقي للكويت عام 1990 رغم روابط القربى والدين واللغة والجوار، ومع ذلك هذا لا يبرر احتلال دولة وتشريد شعبها.
وفي رده على سؤال صحافي حول الوضع الأمني في أوكرانيا ومدى تأثيره على السياحة، أكد ميلنيشكو ان أوكرانيا آمنة ومستقرة في أكثر المناطق، ولا يوجد توتر إلا في بعض المناطق الشرقية المحدودة المجاورة لروسيا. وأكد على عمق العلاقات المتميزة بين أوكرانيا والكويت، مستذكرا بالشكر موقف الكويت الداعم لبلاده في التصويت في الأمم المتحدة على سلامة موقف أوكرانيا ووحدة أراضيها، وأضاف أننا نتطلع لمزيد من الدعم لإعادة بناء أوكرانيا.