وجه النائب د.عبدالرحمن الجيران رسالة إلى وزير الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية د.محمد جواد ظريف بعد أن وجه رسالة سلام لكل «الجيران» وذلك على هامش انعقاد مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في الكويت، وجاء عنوان رسالة الجيران الموجهة الى ظريف: «ما هو واجبنا تجاه الظروف الراهنة التي تعيشها المنطقة؟».
السيد وزير الخارجية د.ظريف
اسمح لي في البداية أن أبادلك الشعور بأهمية القيام بدور فاعل في المنطقة يتخطى الأقوال إلى الأفعال وإلى النزول إلى الميدان لمعرفة من يريد ومن لا يريد السلام لكل الجيران حيث ثبت بأن واقع الحياة اليومية على الأقل في العراق وسورية واليمن يتناسب عكسيا مع ما جاء في ثنايا خطابكم المنشور اليوم.
السيد د.ظريف
يظهر بشكل واضح أن جمهورية إيران الإسلامية لها أكثر من خطاب عالمي ومحلي، فهناك خطاب سياسي كما هو واضح في رسالتكم هذه، وهناك خطاب عسكري لا يلتقي مع خطابكم إن لم يكن يتعارض، وهناك خطاب ديني يسير بمعزل تماما عن الخطابين.
فأنت تعلم جيدا أنه لا يمكنك البوح بهذا الخطاب وقت قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م لغلبة الغوغائية والديماغوجية وتسييس الدين واستثمار خطاب الثورة للقضاء على الفرقاء السياسيين والمعارضة ولتصدير الثورة وتحرير بلاد الحرمين.
أما الآن فنجد التحول في الخطاب السياسي فقط مع استمرار الخطاب الديني والعسكري رغم ان الزمن تخطاه بمراحل.
السيد وزير الخارجية الإيراني:
اسمح لي بهذه الأسئلة التي أرغب منكم سماع الإجابة عليها وهي موضوعية ومحددة وموجهة لمضامين خطابكم:
السؤال الأول:
قلتم «إن أكثر الحروب شراسة وأشد النزاعات الدموية يمكن معالجتها وحلها بالإيمان والاعتماد على المشيئة الإلهية والتدبير والتعقل...»
1- لماذا لم تسلك إيران الخميني هذا المسلك وهي دولة دينية من الطراز الأول القديم؟ وكيف استطعتم حلحلة مفاوضات النووي الإيراني بالإيمان والمشيئة الإلهية؟
السؤال الثاني:
قلتم «علينا أن نعيد النظر بانطباعاتنا تجاه بعضنا إن الانطباعات الخاطئة هي التي تحدد مسار العمليات والمبادرات الخاطئة»
2- وأنا شخصيا أشارككم بهذا الهمّ وادعوك دعوة صريحة لتقييم مناهج التربية الإسلامية في إيران «مرحلة الابتدائي والمتوسط والثانوي» لمعرفة حقيقة الصورة النمطية التي رسمتموها بعناية لأجيال أبنائكم بالجمهورية الإسلامية الإيرانية عن أهل السنّة والجماعة؟ وعن الصحابة رضي الله عنهم وعن تاريخ الفتح الإسلامي الكبير لبلاد إيران زمن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودوره في هدم هياكل المجوس، ونشر الإسلام والتوحيد والعلم والحضارة الإسلامية.
السؤال الثالث:
قلتم «إن الانطباع والفهم الخاطئ والخطير الذي يبثه من يضمر الشر لنا جميعا عبر أوهام مغلوطة ومن خلال رصد انتقائي لبعض التصريحات غير الواقعية التي يبثها الإعلام وتكون ركيزة لهذا القلق والوهم هو أن إيران تطمح لإحياء إمبراطوريتها التاريخية».
3- في تقديري أن المسألة ليست رصدا انتقائيا لبعض التصريحات إنما هي أكبر من ذلك بكثير وما هذه التصريحات إلا شيئ يسير مما يختلج في نفوس المسؤولين حيث، إن هناك كتبا ومؤلفات وإصدارات ومعارض وأفلاما ومحاضرات تمجد التاريخ الفارسي وتدعو إلى إعادته وتعتبر هذه إرهاصات المرحلة المقبلة لتكون إيران قبلة الشيعة في العالم الإسلامي ولتحتكر السيادة والريادة على العالم الإسلامي ولا أحتاج لأدلل أكثر فإن الواقع واضح تماما سواء في إيران أو في أوروبا أو في أميركا وروسيا وأنتم تعرفون من المستفيد من كل هذا؟
السؤال الرابع:
4- قلتم «ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تطمح سوى إلى السلام والمحبة والوئام لجوارها وللعالم كله» والسؤال الآن: لماذا جاءت هذه الرسالة الآن؟ ولماذا لم تكن مبدءا من المبادئ التي تنطلق منها سياسة إيران الخارجية والداخلية؟ وهل للتحولات الدولية أثر في هذا المسلك الجديد اليوم؟ أم هو شعار مرحلي لما بعده؟
السؤال الخامس:
5- قلتم «أساس الأصول العالمية المشتركة وبعض الأهداف المشتركة وأهمها احترام السيادة والسلطة والاستقلال السياسي لكافة الدول وعدم إمكانية تغيير الحدود الدولية وعدم التدخل في الشأن الداخلي لبقية الدول».
والسؤال الآن: ماذا فعلت إيران بالعراق؟ وأين احترام سيادته؟ وترك التدخل في شؤونه؟ لماذا هجرتم أهل السنة من مناطقهم؟ وهدمتم مساجدهم؟ وماذا فعلت إيران بسورية؟ وماذا فعلت في لبنان؟ وماذا فعلت في اليمن اليوم؟
ختاما:
السيد وزير الخارجية د.ظريف
هذه بعض التساؤلات العابرة التي جاشت في خاطري وأنا أقرأ رسالتك والتي صدرتها بعنوان: «سلام لكل الجيران» فأي سلام تريدون ولأي جار؟