بعد مرور خمس سنوات على انطلاقتها باتت المبادرة الوطنية للتعليم الإلكتروني (طالب) تجربة رائدة متعددة الأبعاد لاسيما في التواصل بين الأضلاع الأربعة للمنظومة التربوية.
وحقق هذا المشروع التفاعلي الذي أطلقه شاب كويتي انتشارا واسعا في البلاد غطى أكثر من 500 مدرسة في مختلف المناطق التعليمية وشمل نحو 514 ألف مستخدم، ولم تتوقف هذه المبادرة عند نظامها الأول لدى إطلاقها بل وصلت إلى النسخة السادسة حيث يمكن الولوج إلى هذا النظام عبر تطبيقات الهواتف النقالة والأجهزة اللوحية الذكية ما أضفى عليها خصوصية أخرى هي الرعاية التي تحظى بها من كلية علوم وهندسة الحاسوب بجامعة الكويت وتوفر لمدارس وزارة التربية مجانا.
وعن هذا المشروع، قال عميد الكلية د. فواز العنزي لـ «كونا» أمس إن الكلية دعمت هذه المبادرة في العام الدراسي 2013/2014 وتبنتها بغية المساهمة في تطويرها وجعلها منتجا منافسا عالميا وليس إقليميا فحسب، مضيفا أن الكلية لاحظت أن البرنامج وصل الى مراحل متقدمة في التعليم الإلكتروني بل بات أحد أكثر البرامج الناجحة في الإقليم العربي وأصبحت الكلية الهيئة العلمية الراعية للمبادرة وتم تطوير نظامها إلى النسخة السادسة منه ليطبق في أكثر من 500 مدرسة.
ولفت إلى أن المبادرين أنشأوا تطبيقا للهواتف الذكية تحت مسمى «طالب» يقدم خدمات كثيرة تتعلق بالطالب وولي الأمر والمعلم والإدارات المدرسية بحيث يمكن متابعة السجل اليومي للطالب بكل سهولة ويسر.
وذكر أن الزيادة المطردة في تفاعل الجهات المستفيدة دليل واضح على أن النظام حقق الهدف المطلوب منه في وضع قاعدة ومنصة للتواصل بين مكونات المنظومة التعليمية بحيث تتم إدارة هذه البيانات والاستفادة منها بالشكل الأفضل لمصلحة وخدمة الطلبة باعتبارهم الهدف الأول والأخير للعملية التربوية.
وبين أن المشروع بلغ مراحل متقدمة وفق إحصائيات التفاعل وكان متوافقا مع المعايير العالمية، مشيرا إلى الطموح الكبير لدى الكلية في أن يصبح المشروع نموذجا عالميا في هذا المجال.
من جانبها قالت موجه أول حاسوب في منطقة الأحمدي التعليمية ورئيسة فريق المبادرة نجيبة دشتي لـ «كونا» إن المبادرة قامت على أساس المساهمة في تطوير قدرات المدارس وتعزيز التواصل البناء بين مكونات المنظومة التربوية من طالب ومعلم وإدارات مدرسية وأولياء أمور.
واضافت دشتي أن المربع الإلكتروني بهذه المبادرة خضع للتطوير أثناء تطبيقه في المدارس أكثر من مرة، موضحة أن القائمين على المشروع يتواصلون يوميا مع الإدارات المدرسية والموجهين والمسؤولين في المناطق التعليمية ويستقبلون ملاحظاتهم والتعديلات التي يرغبون في إدخالها ويتم التعاون معهم في تنفيذ هذه التعديلات وفق حاجة العمل.
وذكرت أنه يتم العمل وفق خطوات متدرجة لتحويل فكرة شاب كويتي أراد توفير وسيلة للتواصل بين مكونات المنظومة التعليمية وتطوير المستوى الإلكتروني والاستفادة من التكنولوجيا في مشروع وطني، كما أن البرنامج سهل التواصل باستخدام نظام من خلال شبكة الإنترنت يخدم الطالب والمعلم وولي الأمر والإدارة المدرسية والتوجيه الفني والمنطقة التعليمية لقيادات الوزارة، مشيرة إلى أن هذا المشروع يعتبر مثالا للتعاون بين المجتمع والحكومة.