حنان عبدالمعبود
أعرب مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بالقاهرة، د.حسين الجزائري عن سعادته بزيارته الكويت مرة أخرى.
وقال لقد اطمأننت على الوضع بعد دراسته مع الإخوة بوزارة الصحة، وكذلك كان هناك مستشار من منظمة الصحة العالمية بالكويت لمدة ثلاثة أيام، زار فيها مختبرات الوزارة والمراكز الصحية، وكل الجهات ذات العلاقة وأكد الجزائري في كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر الذي عقد صباح أمس بمقر الوزارة أن الوضع جيد، موضحا أنه بطبيعة الحال الكويت معرضة لوباء انفلونزا h1n1 مثلها مثل أي دولة أخرى وليس لها وضع خاص، والبعض كان يعتقد أنه كان بالامكان منع دخول الڤيروس إلى بلد من البلدان، ولكن كل الدول المتقدمة وصلها الڤيروس حيث انتشر من الولايات المتحدة الأميركية وكندا، إلى أستراليا ونيوزيلندا، واليابان، مرورا بمختلف الدول، وليس هناك دولة حتى الآن لم يصلها هذا الڤيروس، الذي يعد وصوله أمرا متوقعا، والمهم الذي نحاول عمله في دول العالم المختلفة هو محاولة تقليل عدد الاصابات إلى أقل عدد ممكن، وتقليل المخالطات وبالتالي المضاعفات، وبالأخص الوفيات، وهذا هو المطلوب، والذي لابد من التعاون فيه مع المواطن العادي الذي ليس من الضروري أن يذهب إلى الأماكن التي بها ازدحام كبير الا اذا كان عمله يتطلب ذلك، فنحن لا نمنعه من الخروج ولكن اذا لم يكن هناك متطلب لعمل ذي قيمة فليس من الضروري أن يذهب الانسان إلى هذه الأماكن.
وأفاد الجزائري بأن أكثر العوامل المساعدة على انتقال الڤيروس هو اللمس، فالانسان بطبيعة الحال من وقت لآخر يقوم بحك أنفه، وعينيه، وكلما صافح شخصا ما واذا ما كان هو أو ذاك الشخص مصابا بالڤيروس فسرعان ما تنتقل العدوى، ونحمد الله على أن هذا الڤيروس عادة لا ينتقل عن طريق الهواء والا كان انتشاره أكثر بكثير من ذلك، فاذا ما أخذنا هذه الاحتياطات بعين الاعتبار طول الوقت فان هذا سيقلل من انتشاره كثيرا، ولا ننسى أن في دول الخليج عادة تقبيل الأنف وهذا ما يعد أفضل الطرق لنقل الڤيروس مباشرة، فأرجو أن نتنازل عن هذه الطريقة لفترة كافية حتى نتخطى الاصابة بالڤيروس.
وعن مسألة تأجيل الدراسة قال الجزائري ان المدرسة قد تكون مكانا يساعد على انتشار العدوى، ولكن مثلها في ذلك مثل المولات، والمحلات التجارية الكبيرة وأماكن مباريات الكرة، وأماكن التجمع حتى المساجد، فهل نوقف كل هذه الأمور وتتوقف الحياة العملية؟ أم تستمر ويذهب الأبناء إلى الدراسة كوضع عادي، واذا ما حدثت اصابة في أحد الفصول سيكون هناك إجراء وتصرف إزاء هذا الفصل، ولو كان هناك عدد كبير من الفصول بالمدرسة سنوقف المدرسة لخمسة أيام أو أسبوع، ولكن ايقاف الدراسة أو تأجيلها لن يحل مشكلة إطلاقا، فالتأجيل إلى متى؟ هذا السؤال لن نجد إجابة عنه، وإذا ما أوقفنا الدراسة هل نستطيع أن نمنع كل التجمعات نهائيا؟ اذن ليس هناك فائدة خاصة من هذا الموضوع.
وأشار الجزائري إلى أن عدد الحالات بدأ في النزول، وقال ان هذا يعني أننا وصلنا إلى القمة وبدأ الانخفاض، وحتى بالمكسيك بدأ الانخفاض، بينما هناك الكثير من الدول في المنطقة مازالت في مرحلة الصعود، ولم تصل بعد إلى مرحلة الانخفاض.
وأشار إلى أن التخوف من الڤيروس كان يتمثل في وجوده خلال فترة الشتاء، ولكن نحمد الله على أنه جاء في الصيف، وكما رأينا بالدول التي لديها فصل الشتاء الآن بالنصف الجنوبي من الكرة الأرضية، فان نسبة الوفيات أعلى بكثير وكذلك المشاكل، وحتى اثنين من رؤساء الدول أصيبوا بالڤيروس، وهذا لا يدل على أنه لم تتخذ الاحتياطات اللازمة، وانما يدل على عدم إمكانية اتخاذ احتياطات تمنع نهائيا الإصابة.
وأكد أنه حتى الآن الأوضاع بالإقليم جيدة، وقال الڤيروس سيستمر معنا، وعندما يأتي الشتاء ستكون هناك كمية معقولة من اللقاحات، بحيث نقلل نسبة الإصابات، والمضاعفات، ونحن لا نهتم الآن بعدد الإصابات وانما نهتم بالحالات التي أدخلت المستشفى، والتي أدخلت كذلك العناية المركزة، والوفيات، أما عدد الإصابات فليس به مشكلة، وأضاف نرجو حينما يأتي الشتاء يكون لدينا التطعيم أو جزء كبير منه، ونعطيه للناس الأكثر حاجة للتطعيم، ثم تتوالى الدفعات من الطعوم بحيث نستطيع أن نحمي عددا أكبر من السكان، وبعد ذلك سوف يتحول هذا الڤيروس إلى ڤيروس عادي مثل الإنفلونزا العادية، لأن الناس سيصبح لديهم مناعة منه، لأن الڤيروس الآن جديد وليس هناك مناعة ضده لأنه لم يصب الجسم من قبل.
وفي سؤال حول توقع الموجة الجديدة للڤيروس خلال الشهور المقبلة قال نحن نتوقعها بالشهر الثاني من العام المقبل «فبراير» وهو موسم شتاء، والذي بطبيعته يجعل الانسان أكثر قابلية لالتهابات الجهاز التنفسي، والإنفلونزا العادية.
أما عن التوقع باضمحلال المرض قال بحلول العام المقبل سيصبح المرض مثله مثل الإنفلونزا الموسمية، وهذا ما نرجوه، ولكن ما نخشاه أن يحدث تحور أو تزاوج، وان كان الآن عنده نوع من أنواع انفلونزا الطيور، أنه يحدث تزاوج مع جزء آخر من انفلونزا الطيور بحيث أنه يصبح أكثر فتكا بالناس، فحتى الآن نسبة الوفيات به محدودة وعدد كبير من الناس يشفى من دون علاج، والعلاج متوافر بكل الدول واذا أعطى العلاج قبل 48 ساعة من بدء المرض، فان نسبة النجاح فيه عالية، فإذا ما كان هناك تنبه من المواطن ومن العاملين الصحيين، بأنه لابد وأن يعطى العلاج بشكل مبكر ولابد من الشك في أي حالة تحمل الأعراض وبخاصة أن الحرارة في هذا الڤيروس أعلى من الحرارة في الإنفلونزا العادية، وبالتالي الحصول المبكر على العلاج.