- لقد خلقنا الله عز وجل مختلفين ويجب علينا التعايش معاً في ظل هذا التنوع
ثامر السليم
أكد بطريرك الأرمن الأرثوذكس الكاثوليكوس آرام الأول أن موضوع الاستنارة وتثقيف الجيل الحالي بمواضيع التعايش السلمي وقبول الآخر مهم جدا، مشيرا إلى أنه أمر يسعون الى تحقيقه اليوم وهو مرتبط بالتعليم والجامعات التي لها دور رئيسي تقوم به تجاه هذا الأمر.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي أقامها مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت صباح أمس في نادي الجامعة، بحضور مدير الجامعة د.حسين الأنصاري وعدد من الأساتذة والمسؤولين.
وأعرب الكاثوليكوس آرام الأول عن سعادته لتواجده في مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية، مشيرا إلى أنه يقع على مثل هذا النوع من المراكز دور مهم حول العالم، مضيفا «نحتاج إلى دراسة وعمل أبحاث ومقارنة للقضايا والتحديات التي نواجهها اليوم في المجتمعات الحديثة، وأعتقد أن هذا الأمر هو من صميم عمل المركز، الأمر الذي شجعني للتواجد فيه وإلقاء محاضرة».
وقال إن الأمر الآخر الذي دفعه للتواجد اليوم، وهو أمر أتى في الوقت المناسب ومحض اهتمام الكثيرين، أن الله عز وجل خلقنا مختلفين ويجب علينا التعايش معا في ظل هذا التنوع، فضلا عن احترام وحب وقبول الآخر، مضيفا: أنا سعيد جدا لهذا البلد تحت قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حيث يعيش الجميع مترابطين رغم الاختلافات الموجودة بين الأديان والأعراق والطوائف، وهي طبيعة موجودة في أبناء هذا الوطن، وبالأمس عندما التقيت قائدكم سمو الأمير أدهشني فعلا بذكائه ومعرفته بالعالم وتأكيده على موضوع التعايش السلمي.
وقال: إن جيل الشباب متعلم وواع ولكننا يجب مواجهة الاختلاف الذي يأتون به من بيئات وطوائف مختلفة، وبالنهاية جميعا ننتمي للخالق ولإنسانيتنا كما يجب علينا معرفة وفهم الآخر وليس القبول فحسب، وأشار إلى أن جميع الديانات عليها إبراز المحبة والسلام وقيم التعايش المشترك بين الشعوب والأمم، كما أن العلمانية ليست الحل بل التوازن في المجتمع، ولا يمكن أن يكون الدين هو الدولة بل يجب أن يرفع الدين من القيم الأخلاقية وفصل الدين عن الدولة.
حوار التعايش
من جهته، قال مدير جامعة الكويت د.حسين الأنصاري: نرحب بكم مرة أخرى في زيارتكم الثانية للجامعة، وأشيد بالحوار الذي ذكرته خلال المحاضرة وهو بالفعل ما نحتاج اليه اليوم من تسامح وقبول الآخر وتعايش سلمي وهذا الأمر دائما ننادي فيه بجامعة الكويت».
وذكر الأنصاري بعض الأمور التي تم تطويرها خلال الفترة الماضية قائلا: هناك العديد من المراكز البحثية والدراسات قامت بفتح منصات وبوابات للتعايش والحوار ومنها مركز الدراسات الاستراتيجية ومركز دراسات المرأة ومركز الدراسات الأميركية والأوروبية، وهي منصات ننطلق منها للعالم الآخر خصوصا في كلية فكرية مثل كلية العلوم الاجتماعية، وهو أمر ضروري يجب العمل عليه دائما وهو العمل والتعاون بعمق».
وأكد الأنصاري ان للمؤسسات التربوية دورا في تعزيز الانفتاح وعدم الانغلاق الفكري لعقول الطلبة، فهناك مشكلات كثيرة مترتبة على الانغلاق، لكن الجامعة تعزز نشر التسامح والتقبل من خلال المناهج الدراسية، بحيث تنفتح ثقافة الطلبة على غيرها من الثقافات، فلا يمكن أن يعيش مجتمع منغلق في ظل التكنولوجيا، لذا فهذه الندوة عملت على ترسيخ مبادئ سامية.
من جانبه، أشار مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية د.محمد الرميحي إلى أهمية مضاعفة الجهود للوصول إلى الفكر الحديث الذي يتقبل التعايش مع الجميع بغض النظر عن المذهب والدين والاختلافات الأخرى، فنحن بشر والتنوع لدينا إيجابي وليس سلبيا، وأشاد بالجالية الأرمنية في الكويت وهو دليل على التعددية في الكويت، مؤكدا انها ساهمت على مدى سنوات في صنع التنمية ببلادنا.
صلاة من أجل السلام في الكويت والعالم
رحب مطران الروم الأرثوذوكس لدى الكويت غطاس هزيم بزيارة قداسة بطريرك الأرمن الأرثوذوكس الكاثوليكوس آرام الأول إلى الكويت.
وقال غطاس إن الروم الأرثوذوكس يصلون من أجل السلام في العالم بشكل عام وفي الكويت خاصة، لافتا إلى أن الكويت تستحق الصلاة باعتبارها بلد السلام والمحبة.
وأضاف أن الكويت كانت وستظل واحة أمن وأمان وبلدا طيبا ومضيافا تحت رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، متوجها بالشكر والامتنان إلى صاحب السمو على الاستضافة والترحيب بكل الوافدين من دول العالم وأن سموه يحمل قلبا محبا فيه الإنسانية وان سموه هو أب للجميع ولكل من وطئ أرض الكويت، كما توجه بالشكر إلى سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وكل من ساهم في الزيارة، والذين لم يألوا أي جهد في توفير الأمن والاطمئنان والكرامة لكل مقيم على أرض الكويت، فنحن لهم شاكرون، وداعون من أجلهم.
بطريرك الأرمن الأرثوذكس الكاثوليكوس آرام الأول: الكويت بلد التسامح والإنسانية.. وصاحب السمو «رجل السلام»