دشتي: من مصلحة العرب ودول الخليج التعامل مع إيران بحسن نوايا
أسامة دياب
اكد النائب السابق أحمد المليفي وحدة مصير كل من إيران ودول الخليج لكونهما على ضفتي خليج واحد ويمثلان أطماعا مهمة للعالم بما يملكانه من ثروات نفطية، مؤكدا أن التعاون المشترك القائم على الاحترام المتبادل والمتكافئ بينهما هو السبيل الوحيد لمواجهة الصراع الدولي وخاصة الأميركي للسيطرة على المنطقة، موضحا أنه لا خيار للطرفين سوى تقوية وتعزيز العلاقات بينهما وإزالة أي توتر سابق، مشددا على ضرورة التعامل مع المشكلات التي قد تطرأ مستقبلا بروح من المسؤولية الدولية القائمة على احترام الطرف الآخر والخضوع للقوانين الدولية.
جاء ذلك في مجمل كلمته التي ألقاها أثناء الندوة التي أقامتها حركة التوافق الوطني الإسلامي مساء أمس الأول بديوان سماحة السيد محمد باقر الموسوي المهري بمنطقة الجابرية بعنوان «العلاقات العربية ـ الإيرانية على ضوء الملفات الإقليمية» وبحضور لفيف من أعضاء الحركة ورواد الديوان وعدد من المهتمين بالشأن العام.
وأوضح المليفي أن العلاقات الخليجية ـ الإيرانية مرت بمرحلتين مهمتين منذ قيام الثورة الإسلامية الأولى امتدت من قيام الثورة الإسلامية عام 1979 حتى وفاة الإمام الخميني عام 1989 وتميزت العلاقات الإيرانية – الخليجية في هذه الفترة بالحذر والتوتر بسبب شعار الثورة القائم على تصدير الثورة وزاد من هذا التوتر اندلاع الحرب العراقية - الإيرانية ودعم دول الخليج للموقف العراقي.
وأشار الى أن المرحلة الثانية بدأت بوفاة الإمام الخميني وتولي علي خامنئي منصب مرشد الثورة وهاشمي رفسنجاني الرئاسة، وقد قاد بلاده نحو الاعتدال السياسي سواء على مستوى المنطقة أو العالم ككل وشكلت هذه المرحلة نوعا من الانفراجة في العلاقات بين إيران ودول الخليج وبالرغم من هذا التقارب إلا أن العلاقات الإيرانية ـ الخليجية كانت سريعة الاضطراب والتحول إلى المربع الأول خاصة إذا تطرق الأمر إلى القضايا الدينية المذهبية وهذا ما حدث أثناء فترة الرئيس الإيراني الحالي أحمدي نجاد الذي يمثل التيار المحافظ.
وعرض لأسس بناء علاقة مستقبلية بين الطرفين الإيراني والخليجي ومنها تحديد عناصر الاتفاق والاختلاف بين الطرفين ووضع آلية لحلها، تغليب الجانب الاقتصادي في التعامل بين الطرفين فالاقتصاد هو البوابة الحقيقية للعلاقات المستقبلية بين الطرفين، إبعاد الجانب الديني عن التعامل، على إيران اتخاذ خطوات إيجابية لطمأنة دول الخليج بنواياها السلمية ورسم السياسات الإيرانية الخارجية تجاه المنطقة بعيدا عن الوضع الداخلي الإيراني من خلال سياسة واضحة ومستقرة لا تتأثر سلبا او إيجابا بمن سيحكم إيران.
ومن جهته أكد رئيس تحرير جريدة الديوان الإلكترونية المحامي عبدالحميد دشتي أن الكويت وطن يرتبط ارتباطا أزليا بجيرانه والشأن الإيراني يهم العالم كله لأن إيران أصبحت رقما صعبا في المعادلة الدولية، موضحا أن السبيل الوحيد لفهم العلاقات الإيرانية ـ العربية هو مقارنتها بالعلاقات مع إيران الشاه قبل قيام الثورة الإسلامية، لافتا إلى استقرار العلاقات مع إيران في زمن الشاه بالرغم من أنها كانت دولة صديقة لأميركا ومتبرعة أمنيا واستخباريا وماليا لإسرائيل وعدوا للشعب الفلسطيني فلما تحولت إيران بعد قيام الثورة لصديقة للفلسطينيين وداعم لهم وعدو لإسرائيل سلطنا عليها وسائل الإعلام الموجه التي تخدم ثقافة العم سام.
وأضاف دشتي أن إيران دولة إقليمية كبيرة لها مصالح تحاول الحفاظ عليها وهي تتدخل في العراق، ولبنان وفلسطين وربما في اليمن ولكن أين مصلحتها في عدائها لإسرائيل ولأميركا؟ خصوصا أن هذا العداء جلب عليها وعلى شعبها الويلات ومنها العداء العربي وحرب إعلامية مذهبية نجحت في شيطنة إيران على كافة الأصعدة الشعبية، موضحا أن حليف العرب اليوم هو إيران وليس أميركا أو إسرائيل أو تركيا.
وأشار إلى أن العراق له وضع خاص في الوجدان الإيراني يتراوح بين الحب والبغضاء فهذا البلد شن حربا عليها راح ضحيتها الملايين ودمر اقتصادها، مشددا على أن حالة عدم الاستقرار التي تمر بالعراق هي السبب المباشر لتدخل إيران فيه لحفظ مصالحها.
واختتم دشتي كلامه مشددا على انه من مصلحة العرب بصفة عامة والدول الخليجية بصفة خاصة أن تتعامل مع إيران بكل ما تقتضيه النوايا الحسنة وحسن الجوار فالجمهورية الإسلامية خير عون وسند فهي بلد يرفع لواء الإسلام والإنسانية مع الشعوب المظلومة والمستضعفة، داعيا الجميع إلى نبذ الصور التشاؤمية التي يحاول الكيان الصهيوني والاستكبار العالمي تغليف إيران بها، معربا عن ثقته بأن إيران ستفرض نفسها كرقم صعب في المعادلة.
ومن جهته أوضح الناشط السياسي وعضو المكتب السياسي بحركة التوافق الوطني الإسلامي محمد حبيب المحميد أن الأمة ككل تواجه قضايا وملفات لا يمكن تجاوزها إلا من خلال علاقات ديبلوماسية وأحلاف سياسية قائمة على أسس سليمة من احترام متبادل ومصالح مشتركة وثقة على المستويين الشعبي والرسمي، داعيا لترشيد العلاقات العربية الإيرانية في إطار من التكامل لحماية الإقليم من استغلال العدو لخيراته وشعوبه.