قال رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية علي الكندري ان ما شهدته الكويت خلال تلك الأيام كان كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولكن الكويتيين استطاعوا بهمة الرجال وعزيمة الأبطال الشهداء أن يتغلبوا على الصعاب، وكان للمؤسسات والهيئات والجمعيات التعاونية دور بارز ومهم في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الكويت الحديث.
وأضاف ان مما يفخر به المرء أن الجمعيات التعاونية قامت خلال الشهور السبعة المظلمة بفتح أبواب مخازنها أمام جميع القاطنين في الكويت، وعمدت إلى تشكيل فرق عمل لتوزيع الغذاء والمؤونة على مناطق الكويت التي تقبع تحت الحصار الغاشم وكان أبناء الجمعيات فدائيين حقيقيين وضعوا أرواحهم على أكفهم لإطعام أهلهم وذويهم.
وقال الكندري ان الجمعيات استطاعت بفضل الروح العالية لأعضاء مجالس اداراتها والعاملين فيها أن تحقق الأمن الغذائي للكويت كلها وان تمنع شبح قلة المؤونة عن أبناء الكويت، بعد أن سدت جميع المنافذ الحدودية أمام الغذاء والدواء وبات الكويتيون وحيدين لا منفذ لهم إلا الدعاء وتكاتفهم وتلاحمهم، فقام أغلبية التجار بالأعمال البطولية فأمدوا الجمعيات التعاونية بما لديهم من مختلف السلع الغذائية والاستهلاكية.
ولفت الى ان ذكرى الغزو العراقي الغاشم تحمل الكثير من الذكريات المؤلمة، ولكنها في الوقت نفسه كشفت عن المعدن الحقيقي لرجالات الكويت ومؤسساتها الحيوية.
وأكد ان الحركة التعاونية أثبتت خلال تلك الفترة المفصلية من تاريخ الكويت أنها عنصر أمان حقيقي للبلاد، فالكثير من المناطق لم تشعر بنقص في المواد الغذائية، حيث قامت الجمعيات التعاونية بتشكيل فرق تطوعية لتوزيع الطعام والغذاء، إضافة إلى أنها تحولت إلى بنوك انتشرت في أصقاع الكويت فراحت تقرض المواطنين الأموال لتيسير أمور معيشتهم وعدم الشعور بأنهم وحدهم في هذه المحنة الظالمة.