- تحويل مطار غروزني إلى دولي منذ 5 أيام بتسيير أول رحلة حج إلى الأراضي المقدسة وتسيير رحلات مباشرة إلى دبي وإسطنبول
- الدول العربية لم تساهم في دعم البنية التحتية للشيشان والشركات التركية كانت لها الأسبقية في مشروعات التنمية
أسامة أبوالسعود
دعا وزير الإعلام والعلاقات الخارجية والسياسة القومية الشيشاني شمسائيل سرالييف المستثمرين الكويتيين والعرب الى توجيه استثماراتهم الى بلاده التي تحظى بوضع سياسي واقتصادي مستقر اليوم بعد سنوات عصيبة فرضت خلالها الحروب على الشعب الشيشاني.
جاء ذلك خلال زيارة الوزير الشيشاني لمقر صحيفة «الأنباء» بمعية وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د.عادل الفلاح وحضور وكيلي وزارة الإعلام الشيشانية زليم خان وثوثلان موتييف مساء أمس الأول حيث كان في استقبالهم نائب رئيس التحرير الزميل عدنان الراشد ومدير التحرير الزميل محمد الحسيني لتوجيه الشكر لرئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق وأسرة تحرير «الأنباء» على ما بذلته من جهد مخلص في نشر سلسلة حلقات عن وضع الشيشان الجديد تحت عنوان «الشيشان جوهرة القوقاز» والتي نشرتها الجريدة في 10 حلقات متواصلة.
ورحب الزميل عدنان الراشد بضيف الكويت مؤكدا على عمق الروابط الأخوية بين الشعبين الكويتي والشيشاني ومشيدا بدعم وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د.عادل الفلاح لتقوية اواصر الصلة بين الشعب الكويتي والعربي من ناحية وبين اخوانهم المسلمين في دول القوقاز من ناحية اخرى.
بعدها تحدث الوزير سرالييف عن الانجازات التي تحققت في بلاده خلال السنوات الاخيرة في عهد الرئيس الحالي رمضان قديروف حيث اعلن بداية تحويل مطار غروزني الى مطار دولي منذ 5 أيام فقط وذلك بعد اقلاع أول رحلة حج مباشرة الى الاراضي المقدسة مشيرا الى ان المطار بحلته الجديدة أصبح جاهزا لاستقبال جميع الرحلات الدولية لافتا الى تسيير خطوط مباشرة بين دبي واسطنبول الى غروزني.
واوضح ان الرئيس رمضان قديروف هو أول رئيس جمهورية من جمهوريات الاتحاد الروسي الفيدرالي الذي يتطلع بشكل كبير لاقامة علاقات قوية مع العالم العربي والإسلامي مشيرا الى ان الرئيس رمضان قديروف تشرف العام الماضي بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتشرف أيضا بغسل الكعبة المشرفة كما قام بزيارة الى الاردن والتقى الملك عبدالله بن الحسين ملك المملكة الاردنية الهاشمية وقام بعدة زيارات خارجية لتوطيد علاقات بلاده مع الرؤساء من الدول الإسلامية ومنها زيارة جمهوريتي كازاخستان واذربيجان وغيرهما والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولفت الوزير سرالييف الى ان هذا على المستوى السياسي مشيرا الى ان الأمر يختلف من الناحية الإعلامية حيث لا يوجد تواصل مع الإعلام العربي.
وانتقل الحديث بعد ذلك من الوزير الى نائب رئيس التحرير الزميل عدنان الراشد ومدير التحرير محمد الحسيني للاستفسار عن أوضاع الشيشان الجديد ومنها حول وجود قنصليات أو جاليات عربية في الشيشان؟ فرد الوزير سرالييف بان الشيشان كجمهورية تحظى بحكم ذاتي في روسيا ولكن السفارات والقنصليات العربية والغربية توجد في موسكو، لافتا في الوقت ذاته الى ان سفراء الدول العربية والاسلامية يقومون بزيارة الشيشان، موضحا ان سفير الكويت لدى روسيا الاتحادية ناصر المزين زار الشيشان مرتين والقى كلمة باسم صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد خلال افتتاح اكبر مسجد في اوروبا والذي يتسع لـ10000 مصل وهو مسجد حجي احمد قديروف في وسط العاصمة غروزني بحضور جمع من سفراء الدول العربية والاسلامية المعتمدين لدى موسكو.
وردا على سؤال عن التواجد العربي ودعم الدول العربية للشيشان في اقامة بنيتها التحتية والنهوض بواقعها، قال سرالييف انه مع الاسف فان الدول العربية لم تساهم بأي قدر في اعادة البنية التحتية للشيشان ولم تقدم أي دعم يذكر الى الآن، مشيرا في هذا الاطار الى وجود شركات تركية تعاونت مع الحكومة الشيشانية في مجال الاعمار ومنها احدى الشركات التي تعمل حاليا في مشروع ضخم لبناء فنادق من 45 طابقا كتلك الموجودة في موسكو وسان بطرسبرج وغيرها.
حرية دينية غير مسبوقة
وعن الحرية الدينية اكد ان روسيا لا تفرض شيئا على الشيشان في مجال الحرية الدينية، مشيرا الى ان الشيشان اليوم تتمتع بحرية دينية غير مسبوقة حيث بناء المساجد في كل مكان، مشيرا الى انه قد تم اعادة بناء وترميم اكثر من 1000 مسجد على مستوى الشيشان وافتتاح عدد من المساجد الضخمة التي تعد الاكبر سعة والاجمل من ناحية العمارة الاسلامية على مستوى اوروبا قاطبة.
200 ألف مهاجر
وانتقل الوزير للحديث عن عودة المهجرين الشيشان من الخارج، مؤكدا وجود اكثر من 100 الف شيشاني هاجر من بلاده الى اوروبا بسبب الحرب ومثلهم هاجر الى موسكو وسان بطرسبرج وغيرها ولكن هؤلاء موجودون داخل العمق الروسي وهو يقيمون ويعملون بالتجارة وغيرها.
ممثليات شيشانية
ولفت الى ان عدد الشيشانيين تقريبا مليون نسمة في الداخل ونصف مليون خارج الوطن وتعمل الحكومة على ارجاع الـ 100 الف الموجودين في اوروبا حيث تم فتح 8 ممثليات شيشانية داخل اوروبا لتسهيل عودة هؤلاء المهجرين خاصة ان معظمهم ليس لديه اوراق ثبوتية ونقوم باصدار جوازات سفر وغيرها لهم. وأكد سرالييف ان سياسة الحكومة الآن عودة المهجرين وكذلك محاولة التواصل مع الشيشانيين الذين فضلوا العيش داخل روسيا او خارجها في الدول العربية والاسلامية عبر بث قناة فضائية للمقيمين بالخارج للحفاظ على تراث ابناء الشيشان.
وعن التمثيل الشيشاني داخل البرلمان الروسي قال سرالييف «سابقا لم يكن لدينا اعضاء في البرلمان الروسي والآن لدينا 4 نواب في الدوما و2 في مجلس الشيوخ الروسي»، مشيرا الى ان الشعب الشيشاني يعتبر في المرتبة الثالثة من حيث العدد على مستوى روسيا الاتحادية ولذلك نطالب بان يكون لنا وزير شيشاني في الفيدرالية.
وقال سرالييف «نحن نحاول بذل كل الجهود لتنمية المجتمع الروسي باعتبارنا موطنين روسيين وتربطنا مع العالم الإسلامي الأخوة الإسلامية والدين ولذلك سنعمل - بإذن الله - على تقوية تلك الروابط بين المجتمعين الإسلامي في خارج روسيا وداخلها».
نرحب بالجمعيات الخيرية
وبالنسبة لعمل الجمعيات الخيرية الكويتية والإسلامية في الشيشان أعلن سرالييف ترحيب بلاده بالأعمال الخيرية الكويتية والعربية والإسلامية في بلاده مؤكدا ان روسيا قيدت العمل الخيري في فترة ما، مضيفا «الرئيس قديروف يحثنا اليوم كشيشانيين على التعاون مع الآخرين ومن شيمنا ألا نطلب شيئا ولكننا نقدر من يساعد الشيشان ويقوم بأعمال خيرية ورئيسنا يقول: نحن نقدر هذا الشخص الذي يساعدنا ونوفر كل ما يريد».
مستشفى للأطراف الصناعية
وكشف سرالييف ان د.عادل الفلاح الذي زار الشيشان مرتين واطلع على أحوال المسلمين هناك وجه الى بناء عدد من المشروعات الخيرية منها مشروع ضخم لبناء مستشفى للأطراف الاصطناعية ستموله وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت مشكورة مشيرا الى وجود أكثر من 25 ألف طفل شيشاني يحتاج الى أطراف صناعية نتيجة الحروب، وكذلك هناك مشروعان لبناء سكن للطلاب احدهما مع لجنة مسلمي آسيا والآخر مع البنك الإسلامي للتنمية.
جهود مشكورة
وأشاد الزميل عدنان الراشد في هذا الاطار بالجهود الكبيرة التي تقوم بها لجنة مسلمي آسيا في دول القوقاز ومنها الشيشان وسائر الدول الآسيوية مؤكدا انها أنجزت العديد من المشروعات الخيرية وأوصلت الخير الكويتي الى كثير من المحتاجين والمشردين نتيجة الحروب والكوارث الطبيعية في جمهوريات آسيا.
انطلاقة صاروخية
ومن ناحيته ثمن وكيل وزارة الأوقاف د.عادل الفلاح جهود صحيفة «الأنباء» في نشر أخبار لجنة مسلمي آسيا ودعمها المستمر للجنة ولجهود وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ودعم الوسطية الكويتية ونشرها الى العالم اجمع.
واشاد د.الفلاح بسلسلة اللقاءات التي نشرتها «الأنباء» عن الوضع في الشيشان الجديد مؤكدا ان صداها كان طيبا حيث تعرف الناس على وضع الشيشان اليوم الذي وصفه بأنه «انطلاقة صاروخية» نحو البناء والازدهار ومشيرا الى انه شخصيا لم يكن يصدق ان هذه هي الشيشان التي زارها قبل 5 سنوات وكانت غروزني مدينة مدمرة عن آخرها وتفاجأ بما رآه من نهضة عمرنية شاملة واستقرار سياسي وأمني مؤكدا ان علينا مد يد العون لمساعدة أبنائه للخروج من الظروف التي فرضت على هذا الشعب داعيا الله ان يديم نعمة الأمن والأمان والاستقرار على جميع البلاد العربية الإسلامية.
ولفت في ختام حديثه الى تنظيم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مؤتمر فريق روسيا والعالم الإسلامي والذي ستستضيف الكويت نسخته الخامسة في ديسمبر المقبل.
3 دروع تكريمية لـ «الأنباء»
في ختام اللقاء اهدى الوزير الشيشاني 3 دروع تقديرية لـ«الأنباء» أولها باسم رئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق تسلمها نيابة عنه نائب رئيس التحرير الزميل عدنان الراشد والثاني باسم الزميل مدير التحرير محمد الحسيني والثالث للزميل أسامة أبوالسعود لجهد «الأنباء» في نشر سلسلة حلقات «الشيشان» جوهرة القوقاز.
فيلم وثائقي
قام الوزير سرالييف بإهداء الزميل عدنان الراشد نائب رئيس التحرير نسخة من دي ڤي دي تحمل فيلما وثائقيا عن
مأساة الشيشان والخراب الذي أحدثته الحرب والتدمير الشامل لجميع المباني والمستشفيات والطرق والجسور وكيف حول الرئيس رمضان قديروف ذلك الخراب خلال أقل من 5 سنوات فقط الى مدينة تباهي أجمل مدن أوروبا بعد ان محا جميع آثار الحرب من على وجه الأرض وقام بعملية بناء شامل من البيوت والمباني الحكومية والمساجد والمدارس والمستشفيات والطرق وغيرها، انها حقا معجزة.