- الحبشي: المزارع الكويتي يحقق المعجزات بإنتاجه الحقلي من البطيخ والورقيات المتنوعة..!
لا يتصور الكثيرون امكانية انتاج بعض الثمريات والخضراوات في الكويت نظرا لارتفاع درجات الحرارة في مثل هذه الأيام والتي قد تصل الى الستين درجة مئوية ظهرا وعصرا.. لكن العديد من مزارعي الوفرة والعبدلي يحققون المعجزات بإنتاجهم العديد من الثمريات والخضراوات ليس عبر بيوتهم الزراعية المبردة ولكن في حقولهم المكشوفة ايضا وفق حديث المزارع عبدالله جاسم المحيسن الحبشي من العبدلي.
وكلامه صحيح، فالمزارع محمد علي بادي المطيري كان لايزال ينتج الطماطم والفلفل والخيار المحمية عبر المجمعات الزراعية الحديثة التي أقامها وسط احدى مزارعه الحديثة بالوفرة قبل حوالي سنتين بتمويل من محفظة التمويل الزراعي التي يديرها نيابة عن وزارة المالية - بنك الكويت الصناعي منذ سنوات بكفاءة.. كما كانت مزرعته «المطيري» وسط صحراء الوفرة تجود بالبطيخ الأصفر (الشمام) وقت زيارتنا لها عصر الأربعاء الماضي من خلال زراعة نباتات هذه الفاكهة الصينية اللذيذة في الحقول المكشوفة المغطاة بالشاش الأبيض الخفيف، وقاية لها من سطوة الشمس اللاهبة طوال أشهر الصيف بالكويت.
ويفاخر المزارع محمد المطيري بذلك ويقول: الزراعة تجري في دمي وهي ارث من والدي، رحمه الله، وسأجعل حب زراعة الصحراء وتعميرها يجري في دماء أولادي كما يجري في دمي، لذا تجدني وإياهم نقضي جلّ وقتنا في ربوع الوفرة في الوقت الذي يقضي الآخرون جلّ وقتهم في السياحة خارج الكويت.
التين والمانجو والتفاح
وانتاج الثمريات لا يتوقف عند المزارع محمد المطيري، فقد حملنا بعضها مشكورين المزارعون نايف مرزوق الرشيدي والمزارع خالد سعد الدماك والمزارع فصيل عوض الدماك.. خصوصا ثمار الطماطم والفلفل الحار والفلفل البارد والباذنجان والبامية والكارللا والخيار.. ناهيك عن الخضراوات الورقية التي تجود بها العديد من مزارع الوفرة لاسيما مزرعة الشيخ خالد الحمد المالك الصباح، خصوصا الملوخية والبقدونس والجرجير الحقلية رغم ارتفاع درجات الحرارة الى مستويات لا يطيقها إنسان من دون حماية فما بالك بالنبات.. حتى أوراق النعناع الأخضر الرقيقة والزكية الرائحة تجدها تترعرع في مساحات كبيرة من مزارع الوفرة مثل مزرعة صاطي سعد العتيبي ومزرعة د.ابراهيم المهلهل الياسين.. فأي كلام يوفي المزارعين المنتجين وسط هذا التنور الكبير.. حقهم من الثناء والتقدير؟!
يسأل بإعجاب المزارع عبدالله الحبشي.. كما نسأل نحن معه.. داعين لمزارعي الوفرة والعبدلي المنتجين وعمالهم الصابرين الصامدين بوافر الصحة وكسب المال على ما يطرحونه من خيرات وفيرة وثمريات وخضراوات طازجة ونضرة وبأسعار متهاودة في أسواقنا المحلية كل يوم..!
ولا يتوقف إنجاز المزارع الكويتي على انتاج الثمريات والخضراوات في شهري يونيو ويوليو القائظين لكنه يمتد ليشمل انتاج الفواكه اللذيذة، فقد أطعمنا المزارع محمد البداح من محمية والده المرحوم ناصر البداح في الأسبوع الماضي التين والمانجا والتفاح وقصب السكر والرمان.
بعد ان أطعمنا قبل ذلك بعدة أسابيع ومن بستانه الرائع بالوفرة التوت والبرتقال والعنب والجوافة والخوخ والدراق والموز واللوز.. وعمار يا كويت!
مساحات شاسعة من الشعير في الواحات.. والنخلة سيدة الشجر
الرّي المحوري في زراعة الأعلاف.. والملش للحدّ من تبخّر المياه
- التوسع في إنتاج البصل الناشف.. يتوقف على زيادة دعمه الحكومي!
- الزراعة علم وفن وخبرة.. والإدارة الجيدة وراء المزرعة الجيدة
تعتبر مزرعة «الواحة» لصاحبها المزارع الكبير بدر السلطان «أبوأيمن» من المزارع النموذجية في الكويت، فهي متعددة الأنشطة الزراعية نبات وحيوان وتعتمد الآلة في معظم مراحل الانتاج المتنوع والمستمر طوال أشهر السنة حقليا ومحميا.
ومما يميز هذه المزرعة الشاسعة ايضا كثرة الشبرات والبيوت الزراعية الحديثة منها.. وكثرة الأغنام والسدر والنخيل معتبرا شجرة النخلة المثمرة سيدة الشجر بلا منازع.
عن تفصيل ذلك يحدثنا الزراعي احمد سلامة المشرف العام في شركة مزرعة الواحة الشاسعة في العبدلي فيقول: الزراعة هنا حقلية من شعير وثوم وبصل وزهرة وملفوف بنوعيه الأخضر والأحمر وبروكلي وما اليها وبعد حين سنزرع القرع ونلقح النخيل المثمر. وفي المزرعة 300 بيت زراعي مكيف مساحة كل بيت حوالي 320 مترا نزرع فيها الآن الباذنجان والفراولة والخيار، علاوة على الطماطم والفلفل وغيرها.
وفي المزرعة قسم خاص لانتاج العسل الشهي والصافي من عشرات المناحل ومنها بستان مزروع بالعديد من أنواع الفواكه الشتوية والصيفية أيما زراعة.
الإدارة الكفؤة
ويركز أحمد سلامة على أهمية الإدارة في نجاح المشاريع الزراعية وتواجد الزراعي المتعلم في الكليات الزراعية كمشرف عام فيها ويضيف ان لحسن اختيار البذور والمستلزمات الزراعية الجيدة والمجربة دورا كبيرا في تحقيق النجاح المنشود فالزراعة علم ودراية وخبرة خصوصا لمن يريد ان يزرع مبكرا أو متأخرا عن المواعيد التقليدية للزرع.
ولفت الى أهمية الأخذ بالأساليب الزراعية الحديثة في مزارع الكويت وقال: في مزرعة «الواحة» نعتمد كثيرا على الآلة سواء في الحرث أو الري أو جمع المحاصيل كالبطاطا والشعير والجت والبلوبنك ويدعو الى تكثيف الزراعات شبه الاستراتيجية في مزارع العبدلي الشاسعة وأهمها البطاطا والبصل والثوم والقرع.. اذ يمكن تخزينها بضعة أيام بل وأسابيع في مخازن بسيطة والتنزيل منها حسب حاجة السوق تباعا وفي فترات متفاوتة.. وليس كما هو الحال عند انتاج الطماطم والخيار والفلفل والباذنجان والكوسا والملفوف والزهرة والبروكلي وما اليها من ثمار تستوجب البيع بعد قطافها بساعات وإلّا تَلَفَتْ على المزارع صاحبها.. وركز على أهمية زيادة الدعم الحكومي لمحصول البصل الناشف اذا أرادت الدولة تعميم زراعته في الكويت.
الفراولة الرأسية
وأضاف: نزرع الباذنجان داخل الشبرات المحمية فنحصل على انتاج متميز منه ونزرع الفراولة زراعة رأسية بدلا من الأفقية أو الأرضية وفي زراعتها رأسيا أو عموديا توفير كبير لمياه الري والعذبة.
فالمساحة التي يمكن ان تزرع فيها ثلاثة آلاف شتلة فراولة مستوردة أفقيا ويمكن ان تزرع فيها عشرين الف شتلة فراولة رأسية ولزراعة الفراولة مزايا أخرى تتمثل في نظافتها وسهولة قطافها وقلة أمراضها.. وحتى إطالة عطائها من هذه الفاكهة المدللة البديعة والمرغوبة جدا من رواد مراكز سلطان لبيع الخضار والفواكه التي نورد اليها معظم انتاجنا الزراعي النضر.
الحدّ من تبخر المياه
ويلفت احمد سلامة الانتباه لمن يريد ان يزرع الفراولة أرضية الى أهمية استخدام الملش.. ويقول في «الواحة» صرنا نزرع شتلات الخيار وسط الملش البلاستيك ذي اللونين الأسود السفلي والأبيض العلوي.. الأسود ليمنع نمو الأعشاب المتطفلة والأبيض لعكس الأشعة مما يحفظ الماء من التبخر فنوفر في المياه العذبة الحيوية لري الخيار.. وينصح وفق تجربته الطويلة في الزراعة بالكويت بالتسميد الورقي شتاء واستخدام أسمدة حامضية مثل اليوريافوسفات.. والاهتمام بعمليات تعزيق الأرض وخربشة أو تقليب التربة، لتهوية الجذور لتقليل مخاطر الأمراض الفطرية التي تكثر شتاء في الحقول الزراعية..!
الزراعيون الأوائل
رعد الصالح.. مهندس المعدات الزراعية
عمل رعد الصالح في إدارة الزراعة في وقت مبكر من عام 1977، وظل يعمل فيها مقررا للجنة القسائم الزراعية حتى عام 1986 سافر بعدها ببعثة دراسية على نفقة بلاده «الكويت» إلى ولاية تكساس بأمريكا، ليعود في عام 1992 تقريبا حاملا معه شهادة ماجستير في الهندسة الميكانيكية.
ويعمل حتى الآن مدرسا في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وتحديدا في مجال تكنولوجيا الهندسة الميكانيكية وقوى التبريد.
وقد كان رعد الصالح عضوا فعالا في مجلس إدارة جمعية المهندسين الزراعيين في منتصف التسعينيات قدّم خلاها برنامج «المجلة الزراعية» الأسبوعي عبر تلفزيون الكويت.
مجرّد سؤال.. لوزارة الشؤون
لماذا لا يُطبق قرار ضرورة حصول المرشح لمجلس إدارة الاتحاد الكويتي للمزارعين على شهادة جامعية أو دبلوم بعد الثانوية بسنتين من جهة علمية معترف بها وموثقة لدى وزارة التربية والتعليم العالي في الكويت أسوة باتحادات وجمعيات النفع العام المسؤولة عنها، والمعترف بها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في البلاد؟!
مع ضرورة منع تحدث أي رئيس لمجلس إدارة أي اتحاد زراعي أو حيواني أو سمكي.. للصحافة المحلية بهذه الصفة من دون الاعتراف بالاتحاد واشهاره من قبل وزارة في الجريدة الرسمية (الكويت اليوم)..!
دعوة.. للمعنيين بالشأن الزراعي..
دعوة لفصل منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية عن منصب مديرها العام؛ لإعطاء فرصة أطيب وأكبر لمجلس ادارتها المعين من تسعة مواطنين.. الاجتماع مرة واحدة كل اسبوعين على الأقل؛ واتخاذ قرارات زراعية سريعة وحاسمة وجادة؛ خصوصا فيما يتعلق بأداء ومناصب موظفي هيئة الزراعة وصرف الدعم الزراعي وتوزيع القسائم وإقرار التوسعات الزراعية.. وتوزيع المبيدات الحشرية والتسويق الزراعي وإنتاج ودعم الحليب الطازج ودعم الصيادين ودعم العلف للمربين ومشاريع الزراعات التجميلية والتزيينية وحديقة الحيوان.. وما إليها من شؤون زراعية وثروة سمكية حيوية للبلاد والعباد..!
رأي المزارع
المزارع للإنتاج المثمر والزراعة لدعم الاقتصاد
بقلم غازي الشريان أمين صندوق الاتحاد الكويتي للمزارعين الأسبق
أصبح المزارع اليوم يفكر بسلبية بسبب الإحباط والتكاليف الباهظة للمزرعة دون عائد مادي يذكر، وتراكم التجارب الفاشلة أفقدته الثقة بالنفس، حتى أصبح الوضع الزراعي بشكل عام في أسوأ حالاته.
فإذا تكلم شخص عما يدور في أذهان المحبطين من المزارعين يواجه بسلبية وانتقاد شديد.
هذه القناعة السلبية جعلت الكثير من المزارعين يتركون الزراعة الإنتاجية، دون التفكير في حلول للأوضاع الزراعية السيئة أو مناقشتها! خوفا من أن يفسر كلامه بأنه نقد أو تجريح لأحد المسؤولين عن الزراعة أو أعضاء ممثلي المزارعين في الاتحادات والجمعيات الزراعية، علما بأن انتقاد الأداء شيء وانتقاد الأشخاص شيء آخر!
الشاهد: الوضع الزراعي سيئ، كذلك الدعم الزراعي فيه تلاعب واضح للأعمى، فتحقق للأسف الشديد ما كان البعض ينشده، وهو تحويل المزارع لاستراحات للقادرين فقط!
على كل حال، ورغم كل شيء، فإننا نريد أن تُحل مشاكلنا كمزارعين وألا تُسلب حقوقنا وهنا يتوارد إلى ذهني سؤال: ما المطلوب من وجهة نظر المزارع الحقيقي؟
أنا أرى أن الوقت قد حان لفضح كل فئة لها اهداف خبيثة تحاول قتل الزراعة الكويتية وتساهم في تحويل المزارع المنتجة إلى متنزهات أسرية ليس لها عائد على الاقتصاد الوطني، ولا يستطيع امتلاكها إلا القادرون ماديا أو ماليا.