- العبدالهادي: تعاون بين «الصحة» وجامعة تورنتو الكندية لتطبيق المعايير الدولية العالمية في المستشفى
- المعتوق: نأمل أن يقدم المستشفى خدمات العلاج التلطيفي والرعاية النفسية والاجتماعية والدينية والاستشارية للمرضى
- الصالح: العلاج التلطيفي يعني إزالة أعراض الأمراض المزمنة ليعيش المريض حياة دون ألم
- العوضي: المستشفى سيستقبل مرضى السرطان والـ «ام.اس.» والقلب في الحالات المتأخرة التي تحتاج لرعاية تلطيفية
حنان عبدالمعبود
قال وزير الصحة د.هلال الساير ان إنجاز مستشفى الرعاية الصحية التلطيفية يعد أحد الأهداف الاستراتيجية العامة للوزارة، لتطوير وتحسين الخدمات الطبية في مجال الرعاية التلطيفية، مضيفا ان هذا المشروع يعد الأول من نوعه في منطقة الخليج والشرق الأوسط، مبينا أن تكلفة إنشائه بلغت حوالي 5 ملايين دينار، واصفا إياه بالخطوة التي تخطوها الكويت الى الأمام لإضافة هذه النوعية من الخدمات الصحية لتضاهي تلك المقدمة في المراكز الطبية العالمية.
وأوضح الساير في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح مستشفى الرعاية التلطيفية في منطقة الصباح الصحية، نيابة عن صاحب السمو الأمير، والذي حضره رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية السابق العم يوسف الحجي، والرئيس الحالي للهيئة د.عبدالله المعتوق، ووزير الأشغال العامة ووزير البلدية د.فاضل صفر وعدد كبير من قياديي وزارة الصحة والأطباء، وتضمن الحفل عرض فيلم وثائقي مولت إعداده أسرة العم الراحل خالد يوسف المرزوق، رحمه الله، دار حول فكرة المستشفى وبداية تأسيسه وإنشائه، والمتبرعين أصحاب الأيادي البيضاء، كما تم توزيع كتيب حول رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية السابق العم يوسف الحجي، وإنجازاته، تكفلت بطباعته أيضا أسرة العم الراحل خالد يوسف المرزوق، رحمه الله.
وقال الساير ان المستشفى يهدف الى توفير الأجواء الطبية العلاجية وتقديم خدمة العلاج التلطيفي والرعاية النفسية والاجتماعية والدينية والاستشارية للمرضى بما يضمن لهم حياة طيبة ورعاية تلطيفية شاملة بحيث تعينهم على المضي قدما في حياتهم بشكل طبيعي قدر المستطاع، مضيفا ان «المشروع التطوعي الإنساني الذي نقوم اليوم بافتتاحه حظي بموافقة مجلس الوزراء ووزارة الصحة لما يتضمنه من جوانب إنسانية عظيمة، مؤكدا تضافر الجهود لإنجاز وتجهيز المركز بصورة مشرفة، مشيرا الى ان مساحته تبلغ 6600 متر مربع، وتبلغ السعة السريرية له 91 سريرا.
من جانبه، وصف وكيل وزارة الصحة د.إبراهيم العبدالهادي، المستشفى بأنه صرح طبي عالمي، مشيرا الى تعاون بين الصحة وجامعة تورنتو الكندية لتطبيق المعايير الدولية العالمية في مجال الرعاية التلطيفية في هذا المركز.
وسام فخر
من جهته، قال رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية د.عبدالله المعتوق، في كلمة له خلال الحفل، «ان افتتاح هذا المستشفى وسام فخر واعتزاز على صدور جميع العاملين في الحقل الخيري»، مشيرا الى ان الهيئة تنشد الخير للكويت خاصة ان مبادئ الإسلام وقيمه تدعو الى النهوض به في جميع المجالات، لافتا الى وجود حاجة ماسة لتوفير خدمة تلطيفية تسهم في تحسين الظروف الجسدية والنفسية والروحية لذوي الامراض المزمنة.
وأضاف «من هذا المنطلق جاءت فكرة مشروع مستشفى الرعاية الصحية الذي أصبح حقيقة ماثلة في منطقة الصباح الطبية»، معربا عن أمله في ان يقوم المستشفى بتوفير خدمة العلاج التلطيفي والرعاية النفسية والاجتماعية والدينية والاستشارية للمرضى.
وأكد حرص الهيئة على تخفيف معاناة المجتمعات الفقيرة في 136 دولة حول العالم من خلال دعم المشاريع التعليمية والصحية والإغاثية والتنموية التي يستفيد منها الملايين، مشيرا الى إسهامات الهيئة في دعم المشاريع والبرامج الخاصة بالعديد من الشرائح المجتمعية في الكويت، موضحا ان نشاطها يمتد الى شريحة الشباب حيث توليها الهيئة اهتماما خاصة من خلال العديد من البرامج والمشاريع التي تثقل مهاراتهم وخبراتهم حتى يكونوا اعضاء فاعلين في المجتمع.
حياة بدون معاناة
ومن ناحيته أوضح أمين مجلس أمناء المستشفى د.خالد الصالح ان المقصود بالعلاج التلطيفي إزالة أعراض الامراض المزمنة التي لا يمكن علاج أسبابها، بحيث يعيش المريض حياة من دون ألم، مشيرا الى انه في حالة عدم استجابة بعض الحالات للعلاج فيكفي توفير حياة كريمة من دون معاناة حتى اذا توفي المريض يكون بكرامته، مشيرا الى ان العمل في المستشفى بدأ منذ سنوات طويلة،
لافت الى ان الفكرة بدأت منذ 7 سنوات وان تصميمه وبناءه جاء بأيد وطنية، حيث يعد أول مركز من نوعه في الشرق الأوسط.
وبين الصالح ان المركز يضم 4 طوابق والسرداب الذي تم تخصيصه للعلاج المائي والطبيعي بالاضافة الى المطبخ والغسيل، اما الدور الأرضي فيضم عددا من أجنحة المرضى والعيادات الخارجية، اما الدور الأول فيضم أجنحة المرضى ومختبرات والثاني والثالث يضمان عيادات علاج الألم والتغذية والطب البديل الذي يشمل العلاج بالعقاقير والأعشاب الطبيعية والمعترف بها من قبل وزارة الصحة، في حين يشمل الدور الرابع على مكاتب الإدارة ومراكز التدريب وسكن الزوار والأطباء.
وأشار الى ان هناك ما يقارب من 300 مريض يحتاجون الى رعاية تلطيفية في الكويت، لافتا الى ان المركز لديه 5 مستويات للعلاج، حيث المرضى داخل المستشفى ومرضى يتم استقبالهم في العيادات الخارجية بالاضافة الى استشارات اليوم الواحد والاستشارات الخارجية وتوفير الرعاية التلطيفية للمرضى بالمنزل مؤكدا ان هذه الخدمة سيبدأ العمل بها قريبا بالمركز.
توفير الكادر الطبي
بدوره أكد مدير مركز الرعاية الصحية ومركز حسين مكي جمعة د.احمد العوضي ان المستشفى تم إنشاؤه بعد اعتماد هيكله من الخدمة المدنية وتم توفير الكادر الطبي من منطقة الصباح والكادر التمريضي والإداري من مركز حسين مكي جمعة كدعم للمركز مع بداية افتتاحه، مبينا أن غالبية المرضى الذين سيعالجون بالمستشفى اغلبهم تابع لمركز حسين مكي جمعة للجراحات التخصصية.
ولفت الى افتتاح 16 سريرا كمرحلة أولى بالاضافة الى قاعة الاجتماعات وقاعات للمتطوعين لحملة «كان»، مشيرا الى افتتاح باقي الأجنحة قريبا بعد توفير الطاقم الطبي، موضحا ان التشغيل الفعلي للمركز بدأ فبراير الماضي، حيث تم استقبال كثير من المرضى من وافدين ومواطنين.
كما كشف العوضي عن تعاون مع جامعة تورينتو «مستشفى الأميرة مارجريت» لتقديم تصور كامل عن كيفية الإدارة الطبية للمستشفى، لافتا إلى زيارة فريق كامل من مستشفى الأميرة مارجريت خلال شهر فبراير الماضي الى المستشفى، حيث قام بعمل تقييم شامل له، مشيرا الى عودة الفريق الأسبوع المقبل لاستكمال تقديم الخطة العلاجية لإدارة المستشفى لمدة 5 سنوات مقبلة سواء عن طريق التعاقد الخارجي او عن طريق وزارة الصحة داخليا.
وقال العوضي ان الرعاية التلطيفية تخصص نادر ويحتاج إلى أشخاص ذوي خبرة وهم قليلون على مستوى العالم، لافتا الى ان هذا هو السبب الذي دفع الى التعاون مع جامعة تورينتو حيث الكفاءات في هذا التخصص خاصة ان مستشفى الأميرة مارجريت تعد التاسعة على مستوى العالم في علاج السرطان.
وأضاف العوضي ان المستشفى سيستقبل مرضى السرطان ومرضى الـ (إم.اس.) والقلب في الحالات المتأخرة التي تحتاج إلى رعاية تلطيفية، مؤكدا ان هناك فريقا طبيا متخصصا من قسم الباطنية وأقسام التخدير والعلاج التلطيفي والرعاية النفسية والخدمة الاجتماعية يقوم بالإشراف على علاج المرضى في المركز لتحديد العلاج الملائم لهم، لافتا الى تجهيز المستشفى بأحدث الاجهزة حيث تضم أجهزة تساعد على حمل المريض من سريره في حالة عدم قدرته على المشي بالاضافة الى وجود مسبح خاص بالمرضى.