- «الصحة العالمية» أطلقت جائزة «سمو الشيخ صباح الأحمد للبحوث المتعلقة بمجالي الرعاية الصحية للمسنين وتعزيز الصحة»
- الكويت تعتبر الصحة من الأولويات التنموية الرئيسية في برنامج عمل الحكومة
حنان عبدالمعبود
أكد وزير الصحة د.علي العبيدي ان الكويت تعتبر الصحة من الأولويات التنموية الرئيسية في برنامج عمل الحكومة، لافتا إلى تحقيق العديد من الإنجازات الملموسة في الأهداف والغايات الإنمائية للألفية الثالثة من خلال زيادة متوسط الأعمار المتوقعة عند الميلاد وخفض معدلات وفيات الرضع والأطفال دون 5 سنوات، وخفض معدلات وفيات الأمومة، كذلك تحقيق الإنجازات الملموسة للتغطية بالتطعيم والتصدي للعدوي بالإيدز والدرن والملاريا.
جاء هذا ضمن كلمة للعبيدي ألقاها مساء أمس الأول خلال افتتاح الاجتماع رقم 62 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية والذي تستضيفه الكويت خلال الفترة من 5 وحتى 8 أكتوبر، تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك مضيفا، «إن انعقاد هذا الاجتماع في الكويت يمثل علامة فارقة ومضيئة بمسيرة العلاقات الإيجابية والطيبة وعميق الجذور بين الكويت ومنظمة الصحة العالمية والتي بدأت منذ صدور القرار رقم 11 لاجتماع جمعية الصحة العالمية رقم 13 المنعقد في جنيف في مايو 1960، والذي انضمت الكويت بموجبه لعضوية منظمة الصحة العالمية، وتعتز بشرف العضوية كما نعتز بأن القاعة الرئيسية بمقر المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة تحمل اسم الكويت، ونعتز بمبادرات بلدنا لدعم جهود المنظمة وتحقيق رسالتها السامية، وأذكر في هذا الصدد على سبيل المثال وليس الحصر مساهمات الكويت في الصندوق العالمي للقضاء على الإيدز والسل والملاريا ومساهمة لدعم جهود المنظمة للتصدي لوباء «الأيبولا» فضلا عن تشجيع البحوث والدراسات والمساهمات للتصدي لمرض السكر ولأمراض القلب والسرطان من خلال جائزة الكويت تحت مظلة اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية.
دعم جهود المنظمة
وتابع: ان تلك المساهمات الإيجابية من الكويت لدعم جهود ورسالة منظمة الصحة العالمية توجت من خلال جائزة المنظمة التي تحمل اسم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وهي جائزة «سمو الشيخ صباح الأحمد للبحوث المتعلقة بمجالي الرعاية الصحية للمسنين وتعزيز الصحة»، والتي تخصص للبحوث والمساهمات البارزة في مجال الرعاية الصحية للمسنين ولتعزيز الصحة تحت مظلة منظمة الصحة العالمية وبما يستحقه كبار السن من رعاية واهتمام وفاء وعرفانا بما قدموه من عطاء ومساهمات لتحقيق التنمية الشاملة وتشجيعا للباحثين في مختلف دول العالم على الاهتمام بالبحوث والمساهمات والمبادرات الموجهة للعمل على تحقيق التشيخ الصحي والاستجابة لاحتياجات كبار السن.
وزاد: انطلق من الكويت خلال عام 2013، نداء الكويت بإقليم شرق المتوسط للوقاية وللتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الاختطار ذات العلاقة بها وبما يتفق مع أهداف الإعلان السياسي الصادر عن الأمم المتحدة في سبتمبر 2011 وخطة العمل العالمية لمنظمة الصحة العالمية للوقاية وللتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية، لافتا إلى ان هذا الاجتماع يتزامن مع الإعلان عن توافق إرادة قادة ورؤساء دول العالم على أجندة التنمية العالمية المستدامة ومن خلال قمة الأمم المتحدة التاريخية التي انعقدت في مدينة نيويورك منذ 25 سبتمبر الماضي وهي القمة العالمية للتنمية المستدامة والتي صدرت عنها وثيقة قمة الأمم المتحدة باعتماد خطة التنمية المستدامة لما بعد عام 2015 والتي تتضمن الأهداف العالمية السبعة عشر للتنمية المستدامة خلال الفترة من عام 2015 حتى عام 2030، وينص الهدف الثالث من تلك الأهداف على «ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار»، كذلك فإن الأهداف الـ 16 الأخرى ترتبط بالصحة سواء من حيث المضمون أو الغايات أو مؤشرات متابعة التقدم المحرز صوب تحقيقها وهو ما يعني أن الصحة ليست بعيدة أو غائبة عن الأهداف الـ 17 للتنمية العالمية المستدامة حتى عام 2030، لافتا إلى أن الصحة هي القاطرة الرئيسية والركيزة الأساسية للتنمية المستدامة وهي المؤشر الرئيسي لمتابعة مدى التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح العبيدي ان دول إقليم شرق المتوسط أمامها العديد من الفرص المتاحة لمجابهة التحديات للعمل على إصلاح وتطوير أداء النظم الصحية، وفقا للرؤية الجديدة للأهداف العالمية للتنمية المستدامة خلال الأعوام الـ 15 المقبلة وحتى عام 2030 وبما يكرس العناصر والركائز التي تستند عليها أهداف التنمية المستدامة ومن أبرزها الكرامة والمساواة والعدالة والرخاء وحماية البيئة والتصدي لتغير المناخ وأعبائه على الصحة وضمان التمتع بموفور الصحة والحق في التنمية والشراكة على جميع المستويات من أجل التنمية.
وأشار إلى ان أنظمتنا الصحية بدول الإقليم لديها رصيد هائل من الإمكانات والخبرات التراكمية والكفاءات وعوامل القوة المكتسبة من خلال التخطيط الاستراتيجي ووضع وتطبيق الاستراتيجيات وخطط العمل العالمية للأهداف الإنمائية للألفية الثالثة والتي انطلقت عام 2000 واستمر تطبيقها ومتابعتها بنجاح حتى عام 2015 وسيستمر العمل بها خلال السنوات القادمة ضمن إطار الأهداف العالمية للتنمية المستدامة للعمل على استكمال تحقيق ما لم يتم تحقيقه منها على النحو المطلوب خلال الإطار الزمني الذي كان محددا لها وهو عام 2015.
عام التغيير
بدورها، أكدت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية د.مارغريت تشان أن هذا العام هو عام التغيير، فقد تغير العالم كثيرا منذ بداية هذا القرن، عندما باتت الأهداف الإنمائية للألفية موضع تركيز الجهود الدولية الرامية إلى الحد من شقاء البشرية. وأعربت تشان عن بالغ لحزن إزاء الحادث الأليم الذي ترتب عليه فقدان الأرواح في موسم الحج هذا العام.
وأوضحت تشان ان هذا الاجتماع يعقد في خضم أزمات إنسانية وصراع مسلح عنيف بلغ من الاحتدام مبلغا غير مسبوق، لافتة إلى ان الطوارئ والأزمات المتصاعدة تهيمن على أعمال المنظمة وترسم الإحصاءات الواردة من إقليم شرق المتوسط صورة قاتمة للغاية لعواقب ذلك على الصحة.
وأشارت إلى انه على الرغم من معاناة إقليم شرق المتوسط من عجز ملحوظ في التمويل، إلا أنه تمكن من مواجهة صعوبات إنسانية شديدة بأساليب ابتكارية مبهرة.
وبينت ان الإقليم نجح في إنشاء مركز مخصص للعمليات والمسائل اللوجستية وتعزيز المكاتب اللوجستية وتوسيع قائمة الأفراد المدربين على الاستجابة للطوارئ وتحسين القدرة على تلبية الاحتياجات المفاجئة وإنشاء صندوق إقليمي للتضامن في حالات الطوارئ والذي من المقرر تفعيله في شهر يناير المقبل، مؤكدة ان الإقليم أبدى تضامنا عظيما في استجابته لفاشيات شلل الأطفال في الجمهورية العربية السورية والعراق وفي القرن الأفريقي، حيث نجح الإقليم في السيطرة على تلك الفاشيات، مشيرة إلى إدخال تحسينات مدهشة على برنامج شلل الأطفال في باكستان وأفغانستان أفضت إلى تحقيق نتائج طيبة، لكن ثمة حاجة إلى المزيد من التضامن الإقليمي لإنجاز تلك المهمة.
صندوق الطوارئ
من جهته، كشف المدير الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية د.علاء الدين العلوان ان المنظمة بصدد إنشاء الصندوق الإقليمي لحالات الطوارئ، حيث سيتم تأمين الموارد المالية لهذا الصندوق من بداية العام المقبل، مشيرا إلى أن التمويل سيأتي من ميزانية المنظمة وستكون المساهمات مفتوحة لدول الإقليم والمنظمات والجهات الأخرى.
وأضاف العلوان، ان الاجتماع الحالي سيعرض التقدم الذي قامت به دول الإقليم في العام الماضي في مجال الأولويات الاستراتيجية الإقليمية لتعزيز الصحة، لافتا إلى إقرار 5 أولويات إستراتيجية إقليمية في عام 2012 وهي تعزيز النظم الصحية وصحة الأمهات والأطفال وتحقيق التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي ومكافحة الأمراض السارية وغير السارية والتأهب للطوارئ والاستجابة.
وذكر انه تم خلال السنوات الـ 3 الماضية التركيز على تلك الأولويات مما أثمر إحراز تقدم كبير وملحوظ في كل المجالات، موضحا ان العام الماضي شهد تدهورا في الوضع الإنساني في 3 بلدان في الإقليم هي العراق وسورية واليمن إذ تواجه حالات طوارئ صنفتها الأمم المتحدة بالمستوى الثالث وهو أعلى تصنيف لدرجة الطوارئ.
ولفت الى ان نصف الدول الأعضاء في هذا الإقليم يعاني من الأزمات الحادة والمزمنة، مبينا ان حالات الطوارئ تؤثر على أكثر من 60 مليون شخص في الإقليم منهم 6 ملايين لاجئ وما يزيد على 21 مليون نازح مسجلين، بالإضافة الى لاجئين ونازحين غير مسجلين.
وذكر ان عدد اللاجئين في الأردن تضاعف في عام 2014 في حين ارتفع عددهم في لبنان الى 3 أضعاف، مشيرا الى ان عدد اللاجئين في لبنان يمثل اليوم ثلث إجمالي عدد السكان، كما ان المنظمة استطاعت تيسير وتقديم الإمدادات الطبية الأساسية والعيادات المتنقلة والمستلزمات والوقود والمؤن بما يضمن عمل المنظمات الصحية، مبينا انهم استطاعوا الوصول للجهات السكانية التي يتعذر للجهات الأخرى الوصول إليها.
وأشار العلوان الى ان «شرق المتوسط» هو الإقليم الوحيد عالميا الذي لايزال يبلغ عن حالات إصابات بفيروس شلل الأطفال خاصة في باكستان وأفغانستان، مشيرا الى ان دول الإقليم تحرز بعض التقدم في هذا المجال، منوها ان تلك التحديات التي تواجهها دول الإقليم لن تقف حجر عثرة بل سيستمر العمل في الارتقاء ببلدان الإقليم صحيا ووضع الخطط والاستراتيجيات لمواجهة الأمراض والتصدي لها.