- 250 أوكرانياً داخل الكويت ونتوقع أن يصل عددهم إلى 500 شخص قريباً
هالة عمران
ثمن سفير أوكرانيا لدى الكويت فلاديمير تولكاش العلاقات الأوكرانية ـ الكويتية والتي وصفها بالمتميزة، مشيدا بدور الكويت في مجال العمل الإنساني خصوصا بعد تسمية الأمم المتحدة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائدا إنسانيا، وتسمية الكويت مركزا للعمل الإنساني، كاشفا عن دخول اتفاقية إعفاء الكويتيين من التأشيرات حيز التنفيذ، وكشف السفير الأوكراني ـ في لقاء خاص لـ «الأنباء» على هامش عرض الفيلم الأوكراني «خايتارما» «العودة» مساء أمس الأول على مسرح السينما الكويتية بمجمع ليلى جاليري ـ عن تقديم بلاده لتسهيلات ودعم استشاري للراغبين في الاستثمار في أوكرانيا من رجال الأعمال الكويتيين في القطاعين العام والخاص.
فإلى التفاصيل:
في البداية حدثنا عن فيلم اليوم «العودة» خايتارما؟
٭ هو أول فيلم في تاريخ شعب تتار القرم وتدور قصته حول احداث مايو ١٩٤٤، عندما قام النظام الستاليني بالتهجير الجماعي القسري لأكثر من ٢٣٠ ألفا من السكان المسلمين الأصليين في شبه جزيرة القرم إلى جمهوريات آسيا الوسطي.
الفيلم تم إنتاجه وعرضه في أوكرانيا عام ٢٠١٣، وهو من اخراج اختيم سييتابلاييف الذي لعب دور الشخصية الرئيسية فيه ـ الطيار البارز الحاصل على لقب بطل الاتحاد السوفييتي اميتخان سلطان ـ أما عن اسم الفيلم العودة أو «خايتارما» فهو مأخوذ من الرقصة الشعبية التي يستقبل بها تتار القرم أبناءهم العائدين من الخدمة العسكرية في الجيش السوفييتي بعد طول غياب، وجدير بالذكر أن رقصة «العودة» قد غابت طويلا عن احتفالات تتار القرم بسبب مأساة التهجير القسري من قبل نظام الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين، بسبب التهمة غير المعقولة التي وجهت لهم وهي تعاون شعبهم كله مع الجيش الألماني النازي، وبعد طرد تتار القرم من شبه جزيرة القرم انتهجت القيادة السوفييتية سياسة استهدفت إزالة جميع الآثار الدالة على وجودهم، وهنا تجدر الإشارة إلى انه قبل الحرب العالمية الثانية عاش في شبه جزيرة القرم أكثر من ٢١٨ ألف تتاري، وفي عام ١٩٧٠ بلغ عددهم نحو ٤ آلاف شخص فقط، وتزامنت عودة تتار القرم إلى بيوتهم ومساقط رؤوسهم مع إعلان استقلال أوكرانيا في عام ١٩٩١.
حدثنا عن مجالات التعاون بين الكويت وأوكرانيا؟
٭ لدينا العديد من الطموحات لتطوير مجالات التعاون بين البلدين ودفعها لأرقى المستويات خاصة في مجال الطب الذي تتميز فيه اوكرانيا، وهناك اهتمام من قبل النخبة الكويتية بهذا المجال، ولذلك نسعى إلى دعم التعاون في هذا المجال على المستوى الرسمي.
ولدينا تعاون على الصعيد الزراعي حيث من معروف أن أوكرانيا تصدر المنتجات الزراعية للكويت ومنها الحبوب، فعلى سبيل المثال بلغ حجم الصادرات الأوكرانية من الحبوب إلى الكويت ٨٠%، ولكن بعد تعرض أوكرانيا للعدوان الخارجي انخفضت نسبة الصادات بين البلدين، ونأمل في المزيد من فرص التعاون في ظل الاستقرار الذي تشهده أوكرانيا، ومتفائلون بالمرحلة المقبلة من ناحية زيادة الطلب على المنتجات الأوكرانية.
هل دخلت اتفاقية إعفاء الكويتيين من التأشيرات وإلغاء بطاقات الدعوة حيز التنفيذ؟
٭ بالفعل دخلت اتفاقية إعفاء الكويتيين حيز التنفيذ، حيث تم إعفاء أصحاب الجوازات الديبلوماسية والخاصة من التأشيرات، إضافة الى إلغاء توجيه الدعوة من أوكرانيا كشرط للزيارة، هذه الخطوة تشمل جميع الكويتيين، والآن نسعى للتوصل إلى إمكانية حصول الكويتيين على التأشيرات عند وصولهم لمطارات أوكرانيا المختلفة الأمر الذي سيمكن الكويتيين المتواجدين في الدول الأوروبية من دخول أوكرانيا مباشرة دون الحاجة إلى العودة للكويت للحصول على تأشيرة لزيارة أوكرانيا، وعلى المستوى الشخصي أتمنى إعفاء المواطنين الكويتيين والأوكرانيين من التأشيرات.
هل استطاعت أوكرانيا الخروج من الستار الحديدي الروسي والتوجه للانفتاح الأوروبي؟
٭ علينا أولا العودة إلى الثورة الأوكرانية التي حدثت منذ عام ونصف، فلا يجوز التعليق دون النظر إلى هذه الأحداث، فالطموحات الشعبية للشعب الأوكراني هادفة وساعية إلى الحصول على الحرية للمواطن، وهذا هو السبيل لدخول أوكرانيا للأسرة الأوربية، ودائما أوكرانيا تسعى لتطوير علاقات الصداقة والتعاون مع جميع دول العالم ، بعيدا عن التحيز لدولة دون أخرى، وأوكرانيا ترفض تطوير النظرية الفاشية في أوكرانيا، فاليوم نقدم فيلما منتجه من أصول تتار القرم والذي تم عرضه في عام ٢٠١٣، واليوم يتم تقديمه بمشاركات من اللغات والقوميات المختلفة.
ما التسهيلات المقدمة من الجامعات الأوكرانية للطلبة الكويتيين الراغبين بالدراسة فيها؟
٭ الجامعات الأوكرانية مفتوحة للطلاب الكويتيين، وهناك عدة مشاريع مشتركة في مجال التعليم بين أوكرانيا والكويت، وخلال هذا الصيف تسلم القسم القنصلي بالسفارة أوراق ١٠٠ طالب متقدمين للدراسة في أوكرانيا.
ماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ وما الضمانات المقدمة من قبل الحكومة الأوكرانية للمستثمر الكويتي؟
٭ نحن على استعداد بالسفارة الأوكرانية لتقديم التسهيلات والدعم الاستشاري للراغبين بالاستثمار في أوكرانيا لرجال الأعمال الكويتيين في القطاعين الخاص والحكومي، أما فيما يخص حجم التبادل التجاري فالأرقام متفاوتة خلال الأعوام الماضية، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي 17مليون دولار، وفي عام 2013 كان 30 مليون دولار، ومما لا شك فيه أن العدوان الخارجي على أوكرانيا اثر بالسلب على حجم التبادل التجاري، ومتفائلون بزيادة في حجم التبادل التجاري، ومهمتنا كديبلوماسيين ليس فقط السعي إلى زيادة حجم التبادل التجاري ولكن تنويعه بكل ما هو جديد، وفي ظل الأحداث التي تمر بها أوكرانيا لا يوجد تواجد للمستثمرين الكويتيين، وما أود تأكيده أن الحكومة والبرلمان الأوكراني يعملان على تبسيط وتسهيل الإجراءات للمستثمرين الأجانب، ونرى اهتماما من المستثمرين الكويتيين بشراء العقارات والفنادق والمصانع الصغيرة في أوكرانيا.
هل من موعد قريب للجنة الأوكرانية الكويتية المشتركة؟
٭ لم يتم تحديد موعد للجنة المشتركة بين البلدين، حيث إننا بصدد تنفيذ بعض الاتفاقيات التي تم الاتفاق عليها خلال الدورة الثانية للجنة المشتركة بين البلدين والتي تم عقدها ديسمبر عام 2013، حيث تم الاتفاق على عدد من المواضيع منها مشروع اتفاقية تعاون في مجال الطب والزراعة والصحة، ونبذل جهودا من اجل توقيع هذه المشاريع خلال اجتماعات اللجنة القادمة.
حدثنا عن تفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي؟
٭ هذه الاتفاقية وقعت منذ فترة وتم تأجيلها لفترة، ولكنها ستدخل حيز التنفيذ في يناير 2016، وأوكرانيا لم توقع هذه الاتفاقية ضد البلدان الاخرى ولكن من اجل ازدهار الشعب الأوكراني، ونحن جاهزون لمناقشة أي ملاحظات حول مضمونها دون ضغوط وفي الظروف السلمية.
حدثنا عن السياحة في أوكرانيا وهل من تسهيلات تقدم للسياح؟
٭ هناك عدد لابأس به من السياح الكويتيين لأوكرانيا العام الماضي حتى في جمهورية القرم التي تم الاعتراف بها على المستوى العالمي كجزء من الأراضي الأوكرانية، والمواطن الكويتي الذي يرغب في زيارة جمهورية القرم لابد من حصوله على تصريح بالزيارة من السلطات الاوكرانية، وما أود التأكيد عليه أن الأراضي الأوكرانية آمنة ومطمئنة، ولدينا أماكن سياحية في المناطق الغربية في مدينة لفيف ذات الفن المعماري النمساوي في المنطقة الغربية الجبلية وهي مشهورة بالمصحات والمياه المعدنية، وهناك تطور في مدينة أوديسا وهي لؤلؤة البحر الأسود والتي تشتهر بالطبيعة الساحرة، وبصفة عامة الطبيعة في أوكرانيا متنوعة ومميزة، ونسعى إلى ارتفاع عدد السياح الكويتيين.
هل هناك خطوط طيران مباشرة من الكويت إلى أوكرانيا؟
٭ قبل عام 2008 كانت هناك خطوط طيران مباشرة، وبعد الأزمة المالية العالمية انقطعت، والآن نحن بصدد عودة هذه الخطوط مرة اخرى.
كم عدد الجالية الأوكرانية بالكويت؟
٭ هناك نحو 250 أوكرانيا داخل الكويت وفق الإحصاءات الرسمية، ولكن اعتقد أن عددهم حوالي 400 إلى 500 شخص تقريبا.