أسامة دياب
قال سفير جمهورية طاجيكستان لدى الكويت د. زبيدالله زبيدوف ان النوروز يعتبر من أهم الأعياد والاحتفالات الرسمية في جمهورية طاجيكستان، ويحظى بعناية واهتمام الحكومة والشعب على حد سواء، وهو من الأعياد التي كان أسلافنا يحتفلون بها ما قبل الإسلام كعيد رأس السنة الشمسية في غرة شهر حمل.
وإن «النوروز» كلمة فارسية وطاجيكية متكونة من كلمتين: «نو» بمعنى جديد، و«روز» تعني يوم، والنوروز مجتمعة تعنى «اليوم الجديد» ويصادف عيد نوروز يوم الاعتدال الربيعي أي 21 مارس ويعتبر عيد النوروز رأس السنة الطاجيكية ويعني نوروز (اليوم الجديد)،.
وإن الجمعية العامة في الأمم المتحدة أعلنت وبموجب قرارها (64/253) يوم 21 مارس من كل عام يوما دوليا للاحتفال بعيد النوروز، بناء على مبادرة قدمتها في عام (2010)م عدة بلدان هي: طاجيكستان وأوزبكستان وأفغانستان، ألبانيا، إيران، وتركيا، ومقدونيا (اليوغوسلافية السابقة)، والهند وقيرغيزستان وكازاخستان وأذربيجان وتركمانستان.
وأن يوم (21) مارس هو يوم النوروز العالمي والذي يتساوى فيه الليل والنهار، يعتبره أكثر من (300) مليون شخص حول العالم بداية للسنة الجديدة لهم، وهم شعوب عديدة وفي دول متعددة في أكثر من قارة.
ويتم الاحتفال بهذا العيد عند الطاجيك في طاجيكستان وفي جميع أنحاء العالم وكذلك تحتفل به الشعوب في دول البلقان ومنطقة حوض البحر الأسود والقوقاز وآسيا الوسطى والشرق الأدنى والمناطق الأخرى منذ (3000) سنة.
وكذلك رحبت الأمم المتحدة بإدخال عيد نوروز في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو.
ان طقوس نوروز تختلف من بلد الى آخر فيزين الطاجيكيون مائدتهم بسبع مواد تبدأ بالميم في آخر ليلة اربعاء من السنة الفارسية او يوم الثالث عشر من العيد (يوم الطبيعة) ضمن طقوسهم.
والمواد التي تبدأ بحرف الميم في اللغة الفارسية عبارة عن السمك الأحمر، الربيان، المسك، المرطبات، نبات جبلي باسم ميسة، الموز والفواكه خاصة الكمثري وهي من تقاليد القوم الآري.
وكأهم وأقدم احتفالات الشعوب القاطنة في خراسان وما وراء النهر اشتهر النوروز بأسماء وأوصاف عدة، مثل عيد النوروز واحتفال فروردين 2 وعروس السنة وعيد الربيع والنوروز الجمشيدي ورأس السنة وعيد السنة الجديدة والى غير ذلك من المسميات.
وقد مرت آلاف السنين وما زال النوروز يحظى بعناية واهتمام شعوب بلادنا وسائر البلاد التي تربطها بنا مشتركات كثيرة في الثقافة والحضارة، وهذه الشعوب تترقب النوروز كل سنة بكل لهفة وشوق.
وإذا تصفحنا ماضي أمتنا نجد ان أجدادنا كانوا يحتفلون بالنوروز كعيد الربيع وجمال الطبيعة الخلابة وعودة موسم الزراعة وإعمار الأرض، وذلك بجانب تمسكهم بالاحتفال بعيدي الأضحى والفطر المباركين من منطلق العقيدة الإسلامية الراسخة في قلوبهم ووجدانهم.