مما يرتبط بالانتخابات محاولة قياس مدى المشاركة فيها، والذهاب لصندوق الاقتراع يوم الانتخاب، لذا تحرص بعض الجهات الاستطلاعية على معرفة نسبة المشاركة قبل الانتخابات، ثم تنشر الجهات الرسمية المشرفة على الانتخابات نسب المشاركة المئوية واختلافها حسب المناطق والدوائر وغيرها من الامور.
أستعرض هنا ابرز ملامح مشاركة الكويتيين في انتخاباتهم حسبما قالوه لنا في استطلاعات رأي سابقة، وما نقوم به حاليا لنعرف نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة في 26 الجاري.
تضمنت استمارة مسح القيم العالمية لمرحلته السادسة والتي اشرفت عليها في الكويت قبل سنتين من خلال استطلاع آراء عينة ممثلة بعدد اجمالي 1303 من خلال المقابلة الميدانية عام 2014، وهامش خطأ ± 2.8، تضمنت السؤال: عندما تحدث الانتخابات البلدية، هل ستصوت؟ وقدمت لهم خيارات الاجابة: دائما ـ احيانا ـ لا أصوت ـ لا إجابة، ثم عندما تحدث انتخابات عامة (مجلس الامة) هل ستصوت؟ وقدمت لهم الخيارات السابقة نفسها.
خلاصة نتائج السؤال السابق ان 58.8% من الكويتيين افادوا بأنهم سيشاركون بالتصويت في الانتخابات البلدية، 25.7% منهم يشاركون بصفة دائمة، و33.1% يشاركون احيانا، وكما بلغت نسبة مشاركة الكويتيين في الانتخابات العامة (مجلس الامة) 63.4%، منهم 33.2% يشاركون دائما، و30.2% احيانا، وكما تبين لنا ان الذكور وكبار السن اكثر مشاركة بالتصويت في الانتخابات بشقيها البلدية والعامة من الاناث وصغار العمر، وايضا وجدنا علاقة طردية قوية بين المشاركة في الانتخابات البلدية والمشاركة في انتخابات مجلس الامة، بمعنى ان الذين يحرصون على المشاركة في الانتخابات البلدية اكثر حرصا من غيرهم على المشاركة في الانتخابات العامة (مجلس الامة) والعكس صحيح، كما من الواضح ان نسبة المشاركة مرتفعة في الكويت لاعتبارات عديدة.
من خلال الممارسة العملية كمدير لمركز الآراء الخليجية لاستطلاعات الرأي في الكويت، طرحنا سؤال المشاركة على الناخبين الكويتيين في انتخابات مجلس الامة عام 2013، ونطرحه حاليا في انتخابات مجلس 2016، حيث لم نعد نتحفظ بطرحه والخوف من دقة الاجابة بعدما تجاوز الكويتيون كما يبدو صدمة قانون الصوت الواحد بتحصينه دستوريا، وخف جدل المقاطعة وعاد الكثير ممن قاطعوا للمشاركة ترشحا وقريبا تصويتا في الانتخابات المقبلة.
حاليا، نطرح السؤال في استطلاع رأي لصالح شركة «ايرا ميديا»: هل يا ترى ستشارك في التصويت في انتخابات مجلس الامة؟ وقدمنا لهم خيارات: نعم ـ حتما سأشارك ـ غالبا سأشارك ـ لن اشارك غالبا ـ حتما لن اشارك، بالاضافة الى وضع خيارات لا تتم قراءتها على المستجيب وهي: لا اعرف ـ رفض الاجابة ـ لم احدد بعد، حيث يتم انهاء المكالمة وشكر المستجيب.
وتشير النتائج الى ان ما يقرب من ثلثي الناخبين الكويتيين يقولون انهم سيشاركون، فعلى سبيل المثال وفي استطلاع خلال الفترة ما بين 10 و15 نوفمبر افاد 61% من ناخبي الدائرة الثالثة بأنهم سيشاركون في الانتخابات (49% حتما سيشاركون و12% غالبا سيشاركون) كما يبدو بالشكل اعلاه.
لا تختلف نتائج نسبة المشاركة كثيرا عما تعلنه الجهات الرسمية بعد الانتخابات، حيث تقل بنسبة ربما لا تتجاوز 10%، وهو ما يشكل مسارا غير مألوف في ممارسات قياس الرأي العام بالانتخابات، حيث لا يذهب كل من قال انه سيصوت فعلا يوم الاقتراع، وكما انها لا تختلف ايضا عما يعلنه مستطلعو الرأي القلة في الكويت، ومن ابرزهم صلاح الجاسم، حيث اشار لنسب متقاربة 60 ـ 65% مما ذكرت اعلاه قبل ايام في تغريدات تويتر، كما اكد ذلك خبير الانتخابات الكويتية د.عبدالرزاق الشايجي (63%)، ولكن يبدو ان حدة الرغبة في المشاركة في هذه الانتخابات اكثر من قبلها حيث جزم 49% بأنهم حتما سيشاركون، كما ان رفض الافصاح عن ذكر اسم المرشح الذي يفضله الناخبون قل عن استطلاعاتنا السابقة عام 2013 ما يجعلنا نتوقع نسبة مشاركة مرتفعة وانتخابات ساخنة لا تخلو من توقعات ومفاجآت من الناخبين المترددين في المشاركة اصلا والناخبين الذين لم يختاروا مرشحهم بعد.
مدير مركز الآراء الخليجية لاستطلاعات الرأي - الكويت أستاذ زائر - جامعة دالاوير الأميركية سابقا