توفي أمس المغني الاوبرالي الايطالي العالمي لوتشيانو باڤاروتي الذي أحال مقاطع أوبرالية مثل «نيسون دورما» إلى أعمال تحظى بشعبية موسيقى البوب عن عمر يناهز 71 عاما بمنزله في مدينة مودينا الايطالية.
ويعتبر باڤاروتي، المعروف باسم «لوتشيانو الكبير»، واحدا من أفضل الاصوات الغنائية في كل العصور وأكثرها شهرة منذ أيام المغني إنريكو كاروسو.
وكان أداء باڤاروتي في حفل كأس العالم عام 1990 للحن جياكومو بوتشيني الشهير قد أكسبه معجبين بين الاشخاص الذين لم تسبق لهم زيارة دور الاوبرا من قبل.
وكان ألبوم «ذا إسينشال باڤاروتي» واحدا من بين أكثر من 100 أغنية سجلها باڤاروتي، أول ألبوم للموسيقى الكلاسيكية على الاطلاق يتصدر قوائم أغاني البوب في بريطانيا.
ويقول أندريا بوتشيلي وهو واحد من مغني الاوبرا الشباب الذين يمثل باڤاروتي بالنسبة لهم إلهاما لمحاولته الربط بين موسيقى البوب والاوبرا: إن باڤاروتي كان ببساطة «آخر الشخصيات التي تتمتع بالكاريزما في زماننا».
واضاف «ان من يحبون تجربة الغناء يبدون إعجابا لا حدود له به».
وتمتع باڤاروتي، وهو الاكبر سنا بين التينور الثلاثة المشهورين وهم باڤاروتي وبلاسيدو دومينغو وخوسيه كاريراس بمسيرة فنية عريقة جعلته يشارك الملوك في حفلاتهم ويرسم الابتسامة على شفاه المحرومين في البوسنة والعراق وغواتيمالا من خلال حفلاته الخيرية التي كان يقيمها بعنوان «باڤاروتي والاصدقاء».
وفي عام 2001 احتفل باڤاروتي بمرور أربعين عاما على وقوفه على مسارح الاوبرا وهي سابقة لم تحدث من قبل في عالم الاوبرا.
وانجب باڤاروتي أربع بنات من زيجتين كانت الثانية من سكرتيرته السابقة نيكوليتا مانتوفاني لكن لم ينجب باڤاروتي وريثا ذكرا لثروته الطائلة.
وفي عام 2003 علم باڤاروتي أن الشقيق التوأم لابنته أليس التي أنجبها من نيكوليتا قد توفي في رحم أمه، ونقل عن باڤاروتي قوله في هذه الفاجعة «أنا رجل غير محظوظ».
وفي صيف عام 2006 خضع التينور الايطالي لجراحة في يوليو في نيويورك لاستئصال ورم في البنكرياس وكان آخر ظهور علني له في فبراير الماضي أثناء دورة تورين للالعاب الاوليمبية الشتوية.
وكان باڤاروتي يشبه نفسه بزهرة تصر على الحياة على صخرة بجبال الالب، وأضاف «ان هذا يعكس النرجسية».
وولد باڤاروتي يوم 12 أكتوبر من عام 1935 لأب يعمل خبازا في مودينا وكان أول ظهور أوبرالي لباڤاروتي في عام 1961 بمدينة ريجيو إميليا وفي دور رودولفو في أوبرا لا بوهيميا الشهيرة التي ستجعله بعد ذلك يؤدي للمرة الاولى على مسرح لاسكالا بمدينة ميلانو الايطالية عام 1966، وكان باڤاروتي يقول «إن أوبرا متروبوليتان في نيويورك هي مسرحي المفضل، فهناك يمكنك أن تتنفس الموسيقى من لحظة دخولك المسرح».
وفاز باڤاروتي بجائزة غرامي الموسيقية خمس مرات كما يعتبر ألبوم حفل «التينور الثلاثة» الذي شاركه فيها بلاسيدو دومينغو وخوسيه كاريراس اكبر ألبومات الموسيقى الكلاسيكية بيعا على الاطلاق.
وفي عام 1996 وضعت مجلة فوربس باڤاروتي في المرتبة الثامنة والعشرين في قائمة من يحصلون على أعلى الاجور بين الفنانين حيث وصل اجمالي ارباحه الى 25 مليون دولار كما ان ثروته الشخصية تقدر بعشرة أضعاف هذا المبلغ.
وكانت حفلات باڤاروتي تشهد حضورا مكثفا للغاية فعلى سبيل المثال حضر الحفل الذي أحياه باڤاروتي في هايد بارك فى لندن عام 1993 حوالي 150 ألف شخص كما ان حفلات «باڤاروتي والاصدقاء» الخيرية السنوية التي كان يقيمها كانت أفضل الحفلات بيعا.
وانكر باڤاروتي الذي كان يعيش في مونت كارلو وتنتشر ثروته في إيطاليا ونيويورك اتهامات وجهت إليه في السابق بالتهرب الضريبي من قبل اجهزة الشرطة الالمانية والايطالية، واتفق التينور العالمي بعد ذلك مع السلطات الايطالية على تسوية ضريبية بقيمة 11 مليون دولار.
وكانت زوجة باڤاروتي الاولى أدوا فيروني قد وصفته بأنه بخيل بعد نزاع حول النفقة.
وقال باڤاروتي «أعلم الايام الحلوة والمرة في هذا العالم، ففي أحد الايام تكون في مركز مرموق ثم اليوم التالي تجد نفسك في الوحل، هناك الكثير من الناس في هذا العالم ولا يمكنك إرضاء الجميع».
الصفحة في ملف ( pdf )