مؤمن المصري
علاء عبد الحميد
ما بين فرحة أهالي الاطفال المجني عليهم في الكويت وبين دموع أهل وحش حولي في صعيد مصر صدر الحكم من محكمة الجنايات بالكويت بإعدام حجاج السعدي.
وقد قضت محكمة الجنايات امس برئاسة المستشار عادل الصقر باعدام حجاج محمد عادل السعدي الملقب بـ «وحش حولي» في القضية رقم 958/2007 الجابرية وهي اول قضية تنظرها المحكمة من مجموع القضايا التي رفعت ضده بنفس الاتهامات، وقد امرت المحكمة باحالة اوراق القضية الى محكمة الاستئناف العليا في غضون ثلاثين يوما من صدور الحكم.
وعقب النطق بالحكم صرح دفاع السعدي المحامي بكر النعيمي بأنه سيستأنف الحكم امام محكمة الاستئناف وسيقدم دفوعا جديدة تنقذ موكله من حبل المشنقة.
وكان النعيمي خلال جلسة المرافعة قد دفع ببطلان تحريات ضابط المباحث وتناقض اقواله حيث قرر الضابط ان ملابس المجني عليه تم تحريزها بالمخفر بينما اكد والد المجني عليه انه تم تحريزها في النيابة العامة، ودفع المحامي ببطلان الاعتراف المنسوب لموكله لتصريح احد المسؤولين بالداخلية بوجود تحليل بصمة وراثية للمتهم ووجود شهود اثبات مما اضطر الوحش الى الاعتراف بجريمة لم يرتكبها.
وقال انه قد ثبت انه لم يكن هناك تحليل بصمة وراثية في ذلك الوقت كما انه لم يكن هناك شهود اثبات كما ادعى ذلك المسؤول مما يعد اكراها معنويا وقع على حجاج، وطالب النعيمي ببراءة موكله من التهمة المسندة اليه.
كانت النيابة العامة قد اسندت الى الوحش انه في يوم 15/7/2007 بدائرة مخفر شرطة الجابرية خطف المجني عليه عن طريق القوة والحيلة بأن استوقفه اثناء سيره بالطريق وامسكه من كتفه بزعم البحث له عن لعبة وحمله بذلك على الانتقال من المكان الذي يقيم فيه الى مكان آخر قاصدا هتك عرضه.
كما اسندت اليه النيابة العامة تهمة هتك عرض المجني عليه غير المدرك لطبيعة الفعل بأن قام بتخويفه لشل مقاومته وقام بنزع ملابسه وهتك عرضه بالاكراه، يذكر ان السعدي تم القبض عليه في 21/7/2007 اثناء ركوبه الطائرة المتوجهة الى موطنه.
وقد هاتفت «الأنباء» صديق «وحش حولي» في مصر احمد النجم وأبلغته بالحكم على ان يتولى هو ابلاغ اسرته غير انه لم يستطع ذلك وترك هذه المهمة الصعبة لنا.
وقد أصيب النجم بالذهول لفترة عند سماع الخبر، وتغلب على وقع المفاجأة والتي وصفها بأنها كانت متوقعة، ولكنه لم يتخيل أن يكون بالإعدام وأنه تمت إدانة «حجاج»، ويضيف النجم أن حجاج سبق أن اتصل به وأبلغه أنه بريء، وأن القضية على حد زعمه ملفقة، وأن حجاج اتصل بأسرته أول من أمس وأبلغهم أن الحكم سيصدر غدا (أي أمس) وأنه واثق من البراءة، وأنه سيبادر بالاتصال بأسرته فور صدور الحكم بالبراءة، وأنه طالبهم بتجهيز عروسه تمهيدا لعودته بعد صدور الحكم بالبراءة.
وبصعوبة بالغة اتصلت «الأنباء» بأمه وقد كانت بجوار الهاتف معتقدة ان المتصل هو ابنها وسيزف اليها البشرى ببراءته، فالمرأة العجوز والدة «حجاج» لم تنتظر لثانية وردت سريعا بلهجتها الصعيدية المميزة «آلو ايوه يا حجاج يا ولدي»، فالأم المسكينة كانت تعتقد أن المتحدث هو ولدها، وكانت تنتظر قيامه بإبلاغها ببراءته، وسألتها عن آخر مرة هاتفها «حجاج» فرفضت ونفت أن يكون قد اتصل بها خشية أن يتم التضييق عليه ومنعه من الاتصال بأسرته، وسألتها إذا ما كانت قد عرفت الحكم أم لا، أو أن حجاج هاتفها أو أي من أقاربه في الكويت، فأكدت أنها لاتزال في انتظار أن تعرف الخبر، وأن ولدها وعدها بأنه سيقوم بالاتصال بها فور صدور الحكم.
وقلت لها وأنا أتلعثم: إن الحكم صدر فهل ستقومون باستئنافه من عدمه، وعندما سألتني عن مضمون الحكم رددت أن الحكم العادل الذي صدر هو عنوان الحقيقة، وصدر بعد دراسة وتدقيق بعد ستة أشهر من القبض على نجلها، وردت متسائلة «يعني ولدي بريء؟ واتحكم له بالبراءة»، وكانت إجابتي بالنفي قائلا: الحكم صدر فهل ستقومون باستئنافه؟
وردت متسائلة يعني حاجة سيئة وحبست المرأة العجوز أنفاسها، قبل أن تنطلق من فمي «إعدام يا حاجة»، وفجأة أصيبت المرأة بحالة هيستيرية وظلت تردد كلمات مبهمة غير مفهومة وصراخا وعويلا، وقالت المرأة بلهجتها الصعيدية: «ولدي بريء، نصف الكويت يعرفون أنه بريء، والقضية ملفقة، ابني اتخانق مع ضابط في الصالة التي يعمل بها فقام بلتفيق القضية له، وقام أحد زملائه في الصالة بمنحه 40 دينارا وطالبه بالسفر والرحيل الفوري بعدما حذره من تلفيق القضية، ولكن تم القبض عليه في المطار»، وطالبت المرأة في النهاية وبعد مكالمة طويلة عصيبة بأن يتم السماح لها بالمجيء للكويت ورؤية ابنها قبل إعدامه، أو أن تفتديه بنفسها.
أما شقيقته ونظرا لغياب شقيقـــه علاء الذي يؤدي واجب الخدمة الوطنيــة، وانشغال والده في عمله فأكدت أنها لا تصدق، وأن شقيقها بريء، وأن خطيبته مستنياه ومش هتتجوز غيره وكانت تحلم بالبراءة، وأنها تتمنى رؤيته، وأن أسرتها لا تملك دفع المزيد من الأتعاب للمحامي بعدما قاموا ببيع الفدان الذي يمتلكونه ولم يتبق سوى منزلهم لبيعه، كما أن أسرته تتمنى أن تراه، وتضيف أن شقيقها أبلغها في اتصال هاتفي أنه بريء وأنه لم تجر مواجهة بينه وبين الضحايا.
أسرته في النهاية كانت تنتظر براءته، ولا تصدق حتى الآن أن ابنهم ارتكب هذه الجرائم، أو أن حكما بالإعدام قد صدر، هم لا يصدقون، ولا يريدون أن يصدقوا ولكنهم ينخدعون في الأكاذيب التي رددها لهم حجاج.