قفزت امرأة فوق حاجز واندفعت نحو البابا بنديكتوس وأسقطته أرضا في بداية قداس ليلة عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس، ولم يصب البابا بأذى فيما يبدو وواصل قيادة القداس الذي استمر ساعتين إلى نهايته لكن كردينالا فرنسيا مسنا كان في الموكب البابوي سقط على الارض ونقل إلى المستشفى مصابا بكسر في الساق.
وأظهرت لقطات تلفزيونية المرأة وهي تقفز فوق الحاجز وتلقي بنفسها على البابا مما آثار صرخات الحاضرين، وجذبت المرأة رداء البابا بينما كان حارس أمني يتصدى لها ثم سقطت هي والبابا على الارضية الرخامية للكاتدرائية. وقال الاب فيدريكو لومباردي المتحدث باسم الڤاتيكان ان المرأة التي وصفها بأنها «مضطربة» هي نفسها التي حاولت القفز فوق حاجز للاقتراب من البابا في قداس عيد الميلاد العام الماضي. وساعد رجال امن البابا على النهوض وبعد ثوان قليلة واصل الموكب مسيرته في الممشى الرئيسي بالكاتدرائية. وبدا البابا هادئا حتى نهاية القداس. لكن الكردينال الفرنسي روجيه ايتشجاري (87 عاما) الذي اعتلت صحته مؤخرا- سقط على ارضية الكاتدرائية ونقل في كرسي متحرك. وقال لومباردي إنه اصيب بكسر في عظمة الفخذ. واحتجزت شرطة الڤاتيكان المرأة لاستجوابها، حيث تبين انها تدعى سوزان مايولو (25) عاما وتحمل الجنسيتين الايطالية والسويسرية، وقد تم نقلها الى المستشفى، حيث تبين انها غير متزنة نفسيا ولم تكن مسلحة. وبدت الصدمة على وجوه حراس امن الڤاتيكان واصيب الاساقفة بالذهول مع وقوع الحادث في بداية القداس الذي يقود فيه البابا حوالي 1.1 مليار كاثوليكي في العالم إلى عيد الميلاد.
هذا وظهر البابا بنديكتوس السادس عشر أمس على شرفة كاتدرائية القديس بطرس وهو في صحة جيدة على ما يبدو بعد الاعتداء الذي تعرض له خلال قداس منتصف الليل، لإلقاء مباركته لعيد الميلاد «الى المدينة والعالم» كما هو مقرر. ولدى ظهوره على الشرفة علت الابتسامة وجه البابا ولوّح بيده إلى عشرات الآلاف الذين غصت بهم ساحة القديس بطرس وهتفوا وصفقوا له بحماسة طوال رسالته إلى المدينة والعالم. وقال البابا ان المجتمع يتأثر حاليا «بعمق بأخطر أزمة اقتصادية لكن أيضا أخلاقية بالدرجة الأولى، وبالجروح المؤلمة من جراء الحروب والنزاعات».
ودعا الحبر الأعظم إلى «استقبال» المهاجرين الذين يدفعهم «الجوع» و«التعصب» او «تدهور» البيئة للنزوح. وأضاف «أمام نزوح أولئك الذين يهجرون أرضهم ويدفعهم الجوع والتعصب او التدهور البيئي بعيدا، تشكل الكنيسة حضورا يدعو الى الاستقبال». كما عبر أيضا عن تضامنه مع «أولئك الذين عصفت بهم الكوارث الطبيعية والفقر في المجتمعات الغنية أيضا». ودعا مرة جديدة إلى «نبذ أي منطق للعنف والانتقام» و«الانخراط بقوة وسخاء في سبيل التعايش السلمي».
وتحدث البابا ايضا عن الوضع الصعب الذي تعيشه «الرعية الصغيرة للمسيحيين» في العراق والمنطقة. وفيما يتعلق بآسيا تحدث الحبر الأعظم باهتمام عن سريلانكا وكوريا والفلبين. وفي افريقيا «تضرع (الى الله) لإنهاء جميع التعديات في جمهورية الكونغو الديموقراطية» ودعا «الى «احترام حقوق الإنسان» والى «الحوار» في غينيا والنيجر. وفي أوروبا وأميركا الشمالية طلب البابا «تجاوز الذهنية الانانية» و«احترام الضعفاء ابتداء بأولئك الذين لم يولدوا بعد». وفي اميركا اللاتينية دعا البابا الى «احترام الحقوق الثابتة لكل فرد». ثم عبر البابا بنديكتوس السادس عشر عبر تلفزيونات العالم اجمع عن تمنياته بعيد ميلاد مجيد لجميع الشعب وجميع الأمم في 65 لغة، من اللغات الرائجة مثل الايطالية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والروسية والصينية واليابانية، واخرى اقل رواجا مثل المنغولية والارامية والسواحلية وغيرها.
الاعتداءات التي تعرض لها البابوات
الڤاتيكان ـ أ.ف.پ: يندرج الاعتداء الذي تعرض له البابا بنديكتوس السادس عشر مساء الخميس في اطار سلسلة من الاعتداءات كان ابرزها ذلك الذي استهدف سلفه البابا يوحنا بولس الثاني العام 1981 وكاد ان يودي به.
ففي 13 مايو 1981، وقبل ان يكمل عامه الـ 61 ببضعة ايام، كان يوحنا بولس الثاني يعبر بسيارته المكشوفة ساحة القديس بطرس التي تجمع فيها نحو عشرين الف مؤمن، حين اصيب بثلاث رصاصات اخترقت احداها صدره.
وبعد محاولة الاغتيال هذه، تم احباط اعتداءين كانا سيستهدفان البابا الپولندي خلال زيارتين قام بهما لوطنه الام العامين 1983 و1987.
وفي نوفمبر 2002، اكدت صحيفة «تايمز» البريطانية ان تنظيم القاعدة كان يخطط لاغتيال البابا في الفلبين العام 1999، خلال زيارة تم الغاؤها في اللحظة الاخيرة لدواع صحية.
وفي 25 يناير 1989، حاول شاب بريطاني هو جوزيف ماك غوفرن (23 عاما) الاقتراب من يوحنا بولس الثاني مدعيا انه «ابن الله».
والاعتداء الذي تعرض له بنديكتوس السادس عشر مساء الخميس ليس الحادث الاول منذ بداية ولايته البابوية في ابريل 2005.
فقد اعلن الڤاتيكان ان المرأة «المختلة» التي اندفعت نحو البابا سبق ان قامت بمحاولة مماثلة ليلة عيد الميلاد الفائت.
وفي 6 يونيو 2007، حاول شاب الماني (27 عاما) قيل ايضا انه «مختل» القفز داخل سيارة بنديكتوس السادس عشر في ساحة القديس بطرس، لكن العناصر الأمنية تمكنت من التصدي له وتوقيفه.
الڤاتيكان يدافع عن رجال أمن البابا عقب الاعتداء
مدينة الڤاتيكان ـ د.ب.أ: دافع الڤاتيكان أمس الجمعة عن الأمن الخاص بالبابا بنديكتوس السادس عشر عقب تعرضه للاعتداء.
وصرح المتحدث باسم بابا الڤاتيكان الاب فيديركو لومباردي بقوله من غير الممكن وضع «حراسة 100% حول البابا لأن مثل هذه الإجراءات من شأنها منع البابا من القيام بمهمته البابوية بين المصلين».
وقال ان تلك الحوادث من الصعب تفاديها في ضوء رغبة البابا في ان يكون على اتصال مع مريديه.
وسئل لومباردي عن سبب السماح لمايولو (25 عاما) بدخول كنيسة القديس بطرس مساء أمس الأول خاصة انها حاولت ايضا الاقتراب من البابا في قداس مسائي العام الماضي، ولكن الحرس منعها قبل ان تصل اليه.
ورد لومباردي قائلا ان المرأة التي تحمل الجنسيتين السويسرية والايطالية لم يبد عليها «انها تشكل خطورة».
وقال المتحدث ان مايولو التي تعاني من مشاكل نفسية تخضع حاليا للملاحظة في منشأة طبية في روما.