هناك في كنيسة إنجيلية صغيرة بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة لا يرتادها سوى 50 شخصا، أطلق القس الأميركي تيري جونز فتنة جديدة انتفض إزاءها العالم اجمع بكل طوائفه، فضلا عن العالم الإسلامي الذي صدم بهذه الفكرة الخبيثة التي مازال القس الموتور جونز ينوي تنفيذها وذلك بإحراق نسخ من المصحف الشريف في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر.
وبعد جريمة الإساءة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على يد الرسام الدنماركي الذي كرمته انجيلا ميركل مؤخرا تقديرا لشجاعته، فيما يشكل صدمة أخرى للعالم الإسلامي، يستمر التطاول على رموز الإسلام، وهذه المرة يطول أقدس مقدسات المسلمين وهو كتاب الله، القرآن الكريم، الذي انزله الله ليكون هداية للبشرية جمعاء.
ولأننا في الكويت ندرك جميعا فداحة هذه الجريمة وخطورتها ونرى فيها تعديا على كتاب الله وخروجا على تعاليم الديانات السماوية بما فيها المسيحية التي ينتمي القس الموتور الى إحدى طوائفها، فإننا نرى ان من الواجب على العقلاء في العالمين الإسلامي والمسيحي وعلى العالم اجمع الوقوف في وجه هذه الجريمة ومنعها بكل طريقة ممكنة والأخذ على يدي هذا السفيه.
اننا ونحن نستنكر مثل هذه الجريمة النكراء لنؤكد على ان مجرد الاستنكار والشجب لن يكون كافيا، وإذا كان زعماء العالم وعلى رأسهم الرئيس الأميركي أوباما أدانوا هذه الفكرة وحذروا من الإقدام على تنفيذها، فان من الواجب عليهم العمل على منعها ومحاسبة هذا القس الموتور ليكون عبرة لكل من يتطاول على الرموز الدينية ليس للإسلام فحسب، لكن لكل الديانات السماوية التي نكن لها كل احترام.
ان الله حافظ كتابه من التحريف والتبديل الى يوم القيامة، ولن تكون هذه الحملة الجديدة على القرآن الكريم إلا ضربا من الحرث في البحر أو محاربة طواحين الهواء، ولن ينال منفذوها – اذا أقدموا عليها – إلا الخسران المبين في الدنيا والآخرة، لكن الدفاع عن كتاب الله واجب وفرض عين على الشعوب والحكومات كل بقدر ما تيسر له، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.