حسين الرمضان ـ عادل العتيبي ـ رشيد الفعم
شهد الاعتصام الشبابي الذي تداعت إليه بعض القوى السياسية أمس هتافات تطالب برحيل رئيس الوزراء ونواب الأغلبية الذين اتُهموا بالتغطية على ما وصفوه بـ «فشل الحكومة واعتدائها على الدستور». ونفذ المعتصمون مسيرة على الأقدام بدأت من الساحة المقابلة للمجلس البلدي بدلا من ساحة الصفاة بعد أن أغلقت وزارة الداخلية الساحة وضربت حولها طوقا أمنيا حوّلها الى ثكنة عسكرية لتنتهي المسيرة أمام البوابة الرئيسية لمجلس الأمة دون أن يتابعوا السير إلى ساحة الإرادة في رسالة واضحة تدلل على رفضهم التوجيه من قبل وزارة الداخلية. وحمل المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات عدة كان أبرزها «حكومة منتخبة ودائرة واحدة» و«حرية حرية حكومة شعبية» و«زنقة زنقة بيت بيت الله يعزچ يا الكويت». وبالمقابل حمل بعض المناهضين للمعتصمين لافتات كتب عليها «ناصر المحمد يبقى والنواب المؤزمون يرحلون». وفي إطار الاحتجاجات، قال النائب مسلم البراك في خطابه أمام المعتصمين: إذا تعرض النظام لأي شيء فسندافع عنه بكل ما نملك، والشعب الكويتي محب للأمير ونحن مع النظام وصاحب السمو ولكن رئيس الحكومة لوث الحياة السياسية. ومن جانبه قال النائب د.وليد الطبطبائي إن هذا التجمع للتعبير عن الرأي، مطالبا الجميع بالالتزام بالنظام، بينما توجه النائب خالد الطاحوس للشباب قائلا: سنبقى معكم ومستمرون إلى أن يرحل ناصر المحمد وهناك جهات تعمل على استفزاز هذه الجموع، وقال النائب د.ضيف الله أبورمية: إذا اغلقت الحكومة ساحة الصفاة فكل الكويت ساحة الصفاة.
من أجواء الاعتصام
٭ وزير الداخلية وأمن الدولة: ترددت أنباء عن تواجد وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود برفقة كبار قيادات الداخلية وجهاز أمن الدولة في موقع قريب من ساحة الصفاة.
٭«فريج فريج»: قالت النائبة د.معصومة المبارك معلقة على الحدث: لا حول ولا قوة إلا بالله مو بس استوردوا موضة التظاهرات وشعارات الجمع حتى لو كانت ما تناسبنا واستوردوا الهتافات «زنقة زنقة» يا ريت قالوا «فريج فريج» حتى لا نقول ماشيين ويقلدون لأن فعلا لا توجد قضية بس تقليد في تقليد.
٭ شرطيات: شاركت شرطيات برتب متفاوتة ضمن القوة الأمنية المتواجدة في موقع الاعتصام.
٭ طائرة هيليكوبتر: قامت وزارة الداخلية باستخدام طائرة عمودية «هيليكوبتر» لمراقبة ساحتي الصفاة والإرادة من الأجواء وتزويد غرفة العمليات بالمعلومات اللازمة أولا بأول.
٭ منع الصور القريبة: قام رجال الأمن بمنع الزملاء المصورين من التقاط الصور الفوتوغرافية القريبة والتي تظهر موقع ساحة الصفاة والتواجد الأمني بها.
تقديرات: تفاوتت التقديرات حول أعداد المشاركين في الاعتصام حيث تراوحت ما بين المئات إلى الألفي شخص.
٭ القوات الخاصة: رافقت القوات الخاصة المعتصمين أثناء مسيرتهم حتى أوصلتهم إلى ساحة الإرادة وأمام بوابة مجلس الأمة.
٭ استجابة لرجال الأمن: تحركت مجموعة صغيرة من المعتصمين نحو ساحة الصفاة أثناء الاعتصام في مواقف المجلس البلدي إلا أن قوات الأمن منعتهم من ذلك حيث استجابوا لأوامر رجال الأمن وعادوا إلى مكان اعتصامهم.
٭ تحذير: أعلنت اللجنة المنظمة للاعتصام عن عدم مسؤوليتها عمن توجهوا إلى ساحة الصفاة.
٭ البراك أثناء الاعتصام: رفع النائب مسلم البراك بطاقته المدنية أثناء الاعتصام في ساحة البلدية وقال «أنا كويتي ومواطن ومن حقي المطالبة برحيل رئيس الحكومة».
٭ «كان غيرك أشطر»: وجه النائب مسلم البراك حديثه لوزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود قائلا له: «كان غيرك أشطر وشوف جابر الخالد وين صار».
٭ 500 متر: قال النائب د.وليد الطبطبائي بيننا وبين رجال الأمن 500 متر ولن نحاول الاحتكاك بهم أبدا وهم إخواننا.
٭ مكبر صوت: استخدم النائب مسلم البراك مكبر الصوت أثناء خطابه أمام المعتصمين.
٭ الوافد يطوف والكويتي يرجع: وضعت وزارة الداخلية عددا من النقاط الأمنية للتفتيش والتحقق من هويات سالكي الطريق باتجاه موقع الاعتصام، حيث قام رجال الأمن بالسماح للوافدين بالعبور الى سوق «الديرة» وأجبروا المواطنين على العودة أدراجهم، وخاطب أحد الضباط المتواجدين قائلا: «الوافد يطوف والكويتي يرجع».
اعتصام.. ومسيرة
وفي تفاصيل الاعتصام وتطور أحداثه المتلاحقة فقد نجحت قوات وزارة الداخلية في تطويق ساحة الصفاة واغلاقها أمنيا وتحويل التجمع الشبابي الى ساحة مواقف المجلس البلدي التي شهدت تجمع اعداد غفيرة من المواطنين بحضور النواب د.وليد الطبطبائي ومسلم البراك وخالد الطاحوس ود.ضيف الله أبورمية والنائب السابق فهد الخنة.
وقال الطبطبائي خلال الاعتصام ان الكويت بلد ديموقراطي ولن يكون هناك اي احتكاك مع الشرطة، مؤكدا ان
هذا التجمع للتعبير عن الرأي، مطالبا الجميع بالالتزام بالنظام.
بدوره، طالب النائب مسلم البراك برحيل رئيس الوزراء منتقدا النواب الذين ساندوه وهتف في مكبر الصوت: «يسقط ناصر المحمد ولن يفلت من حساب الشعب وليسقط النواب الانبطاحيون».
وبعد انتهاء الخطب توجه المعتصمون في مسيرة شعبية من ساحة البلدية إلى مجلس الأمة بعدما فشلت محاولات بعضهم خرق الحصار الأمني المفروض على ساحة الصفاة.
وكان عشرات المواطنين الاخرين قد تجمعوا بالمقابل في ساحة الإرادة ملتزمين بطلب الداخلية عدم التجمهر في «الصفاة».
إلى ذلك، أكد وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن العام بالانابة اللواء طارق حمادة لوسائل الإعلام ان لديه تعليمات بعدم السماح للنواب والمواطنين بالدخول الى ساحة الصفاة، مشددا على تعامل «الداخلية» بكل حزم مع من يخترق القانون.
وقامت وزارة الداخلية منذ صباح امس بنصب الحواجز الحديدية في محيط ساحة الصفاة قبيل تجمع المتظاهرين في «جمعة الغضب»، ولم تكتف وزارة الداخلية بنصب الحواجز بمحيط الساحة كما حصل الجمعة الماضية بل في محيط السوق كله من جهة الساحة، وذلك للحيلولة دون وصول الشباب للساحة.
هذا وكانت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) قد اعلنت عدم مشاركتها في اعتصام قوى الشباب «جمعة الغضب» مطالبة الداخلية باحترام الحق الدستوري للاعتصام، وقال النائب جمعان الحربش انه لن يحضر في ساحة الصفاة، وانه يحترم رأي من قرر الذهاب هناك ودعا وزير الداخلية لإعطاء تعليمات واضحة بالتعامل السلمي مع المواطنين المتواجدين هناك، وعدم استخدام العنف معهم.
كما أكد النائب محمد هايف كذلك أنه لن يحضر الاعتصام.