جنوب لبنان
عدنان الراشد
ناجي يونس
تصوير: محمود الطويل
الفكرة بنت بضعة أسابيع، راودتنا خلال لقاء مع العماد ميشال سليمان قائد الجيش اللبناني، في مقره بوزارة الدفاع.. تمضية يوم وليلة مع الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية الدائمة التوتر والاستماع الى الضباط، ومعايشة الرقباء والجنود، تناول طعامهم، ومشاركتهم المهاجع والدوريات، والمخاطرة بالاقتراب من حقول الالغام وبقايا القنابل العنقودية، وديعة اسرائيل القاتلة، المسقطة من لوائح الاسلحة المسموح بها في الحروب.
مهم تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه الجيش اللبناني، الى جانب القوات الدولية على الحدود وفي منطقة جنوب الليطاني، التي غاب عنها او غيب ما يزيد عن ثلاثة عقود، وليس اقل اهمية، اشعار هذا الجيش، الذي يقف بوجه المطامع الاسرائيلية المفتوحة والشرهة دفاعا عن النفس ووكالة عن معظم العرب، بأنه متابع ومحط اهتمام الاعلام العربي وبالتالي الرأي العام العربي والخليجي خصوصا، والذي بدا مبهورا بأداء الجيش اللبناني في المواجهات التي فرضت عليه، سواء كان في حرب يوليو 2006 الى جانب المقاومة بوجه الجنون الاسرائيلي العدواني المدمر، او في الحرب على الارهاب المتسلل الى مخيم «نهر البارد» الفلسطيني في شمال لبنان، حيث خاض معمودية نار حقيقية، وغير مسبوقة، مع تنظيم «فتح الاسلام» المشوه للاسلام، وقد خرج منها بانتصار مشهود، وان بدا مكلفا من حيث رصيد الشهداء من الضباط والرقباء والجنود فبعد حرب نهر البارد واندحار التنظيم الارهابي، باهدافه التخريبية، باتت النظرة الى الجيش اللبناني، غيرها قبل هذه الحرب، فالدولة التي لا تحارب لا تطاع، وقد حاربت الدولة اللبنانية من خلال جيشها المفعم بالروح الوطنية، والمتشوق لتحمل مسؤولياته العسكرية والامنية، بعد عقود من التحييد والتهميش وبرغم تواضع ترسانته وبدائية اسلحته، فقد سجل الجيش حضورا على مستوى المعادلتين الداخلية والاقليمية نقرأ ترجمته بالاجماع الدولي والعربي وبالتالي الداخلي، على اختيار قائد الجيش العماد ميشال سليمان، كمرشح توافقي وحيد لرئاسة الجمهورية.
معظم القوى اللبنانية الداعمة لترشيح العماد سليمان للرئاسة كانت تفضل ان يحترم البعض مشاعر الناس الذين أجمعوا على اعتباره هو الحل، لكن قاتل الله السياسة والمصالح السياسية، والارتباطات السياسية، التي تحظر المباح وتبيح المحظور وتتعامل مع الوطن كسوق، والشاطر من يربح.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )