بيروت - عمر حبنجر
فيما يبدو انفراجة للأزمة الدموية التي عصفت بلبنان على مدى الأيام الثلاثة الماضية، بدأت المعارضة بـ «الغاء جميع المظاهر المسلحة في بيروت لتكون العاصمة في عهدة الجيش»، لكنها تعهدت بمواصلة العصيان المدني «حتى تحقيق مطالبنا السياسية التي نراها لمصلحة كل لبنان».
وجاء تحرك المعارضة بعد بيان للجيش ألغى بموجبه قرار الحكومة بعزل رئيس جهاز أمن المطار وفيق شقير وإبقائه بمنصبه، وأعلن فيه أنه سيتعامل مع شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله بطريقة «لا تضر بالمصلحة العامة وأمن المقاومة».
وكان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة قال في بيان تلفزيوني انه يضع هذين القرارين في عهدة الجيش اللبناني وذلك ضمن صيغة مرحلية للحل، وقال ان لبنان «لن يسقط أمام الانقلابيين».
الرد على السنيورة جاء على لسان النائب علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب الذي اتهم السنيورة بأنه هو المنقلب من خلال سعيه للاستمرار أطول وقت ممكن على رأس حكومة غير شرعية خالفت الدستور باستئثارها بالسلطة.
وذكّر خليل السنيورة بأنه ليس ابن بيروت، بل ابن صيدا بعكس الكثير من المسلمين الذين هم من أبناء العاصمة لأن العاصمة ليست حكرا على طائفة دون غيرها.
وعرض خليل وثائق تؤكد ان الحكومة أقرت القرارين الخلافيين بعكس ما قال السنيورة!
كما كشف خليل أن السنيورة كان قد تلقى طلبا من قيادة الجيش بإلغاء القراراين الصادرين عن الحكومة وإعلان الأمر بوضوح.
الى ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية ان الولايات المتحدة التي بدت عاجزة عن فعل شيء لم تجد سبيلا لتهدئة الاوضاع بعدما اكتشفت عدم الفائدة من الاستمرار في تهديد حزب الله وحلفائه وسورية والتلويح بعقوبات ضدهم سوى الاتصال بدول عربية لديها قنوات اتصال مع المعارضة اللبنانية لتدخل على خط التهدئة، وهذا ما حصل بالفعل أمس وساهم في تأمين بداية انفراجة للأزمة.
وكان لافتا أمس اعتبار البحرين ما حدث في لبنان على غرار قطر وسورية «شأنا داخليا».
جاء ذلك خلال مباحثات اجراها في دمشق امس وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد مع الرئيس السوري بشار الأسد، وعبر الجانبان خلاله عن الأمل في ان يتمكن الفرقاء اللبنانيون من الحوار فيما بينهم من أجل إيجاد حل للوضع هناك ورفضا تدويل الأزمة.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )