مريم بندق
هشام أبوشادي
يوم كابوسي آخر عاشته بورصة الكويت أمس عندما أقفل المؤشر العام على تراجع كبير وحاد بمقدار 488.3 نقطة، حيث استقر بنهاية التداولات عند 12360.2 نقطة، لتستمر أجواء البيع العشوائي وحالة الهلع ونزيف النقاط الذي استنزف أعصاب المتداولين واستنفر النواب الذين تساءلوا حول حقيقة ما يجري وشككوا في ان يكون «مجرد حركة تصحيحية» للسوق، رغم ان تراجع الأمس تزامن مع اعلان افلاس رابع أكبر بنك في الولايات المتحدة وبيع مجموعة «ميريل لينش» ما أحدث ترددات سلبية على أغلب بورصات العالم.
ودفعت هذه التطورات السلبية أمس بهيئة الاستثمار الى الإعلان رسميا عن زيادة مساهماتها في الصناديق الاستثمارية في السوق المحلي، ودراسة فرص استثمارية أخرى.
وتوقعت مصادر مطلعة في تصريحات لـ «الأنباء» ان تزيد الهيئة مساهماتها ما بين 500 مليون ومليار دينار لإنعاش السوق.
وفرض تدهور البورصة نفسه على جلسة مجلس الوزراء الذي استدعى مدير عام سوق الكويت للأوراق المالية صالح الفلاح واستمع الى رأيه ورأي وزير التجارة والصناعة أحمد باقر حول أسباب الانهيار الحاصل.
وانتهى الاجتماع الى الاتفاق على ضرورة تجنب الآثار السلبية المترتبة على استمرار تراجع الأسعار، وقد كلف المجلس لهذه الغاية فريقا برئاسة وزير التجارة وعضوية ممثلين عن كل من سوق الكويت للأوراق المالية وهيئة الاستثمار ووزارة المالية ووزارة التجارة وغرفة الصناعة لمتابعة الخطوات اللازمة لدعم الثقة بالسوق.
ورغم إقراره بخطورة الأزمة إلا أن مجلس الوزراء أكد في بيانه الى ان «التراجع سمة عامة شملت كل الأسواق في دول المنطقة مؤخرا والتي تتأثر بدورها بالأسواق والأوضاع الاقتصادية العالمية» منوها بكفاءة الشركات المدرجة وملاءتها المالية.
واشار المجلس في بيانه إلى أن الاقتصاد الكويتي يشهد نموا ملموسا في العام الحالي وسيستمر في العام المقبل.
وكان مجلس الوزراء قد أشار الأسبوع الماضي الى ان أوضاع السوق «لا تدعو للقلق» وقد جوبه هذا الموقف بانتقادات كبيرة.
من جانبه، علق رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي على دعوة مدير عام البورصة الى اجتماع مجلس الوزراء أمس فأجاب: «جيتك يا عبدالمعين تعيني لقيتك يا عبدالمعين عاوز تنعان».
واعرب الخرافي عن تأييده لاجراء لقاءات للجان البرلمانية المختصة مع الحكومة لبحث سبل معالجة الأزمة المتفاقمة متمنيا أن يكون للحكومة دور واضح للمعالجة.
إلى ذلك، رأى خبراء ومحللون تحدثوا لـ «الأنباء» أمس انه اضافة الى الأسباب الموضوعية لتراجع السوق ومنها الشح في السيولة وضخامة عقود البيوع المستقبلية والاكتتابات والآثار المترتبة على قرارات البنك المركزي الأخيرة والأخبار الصحافية المسربة وغير المستندة إلى أسس صحيحة، شهد يوم أمس احداثا خارجية كانت لها آثار سلبية كبيرة وابرز هذه الاحداث إعلان بنك «ليمان براذرز» رابع أكبر بنوك الولايات المتحدة إفلاسه والاعلان عن استحواذ «بنك اوف اميركا كورب» على مجموعة ميريل لينش المصرفية ما تسبب في ترددات هائلة على الأسواق العالمية التي استشعرت على الفور بداية اضطرابات جديدة في قطاع المال الأميركي في أعقاب أزمة الرهن العقاري وما أحدثته في الأشهر الماضية.
وكما في الأسواق الأوروبية والآسيوية أرخى إفلاس «ليمان براذرز» بظلاله على الأسواق الخليجية وبينها السوق الكويتي المترنح أصلا، وقد انخفضت مؤشرات الأسهم بدول الخليج خاصة دبي والسعودية لأدنى مستوياتها منذ 17 شهرا ولم ينج من النزول إلا عدد قليل من الشركات.
المبارك: أسرعوا في إعداد التقرير
طالب رئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ جابر المبارك بضرورة أن يكون تقرير معالجة اوضاع البورصة امام مجلس الوزراء في جلسته المقبلة، كما شدد على ضرورة حماية صغار المستثمرين الذين طالهم الضرر الأكبر.
حركة تدهور المؤشر بالأرقام
-
3307.1 نقاط خسائر المؤشر السعري حتى أمس قياسا بأعلى مستوى بلغه في 25/6/2008.
-
أعلى مستوى بلغه المؤشر السعري 15667.3 نقطة بتاريخ 25/6/2008.
-
أعلى مستوى بلغه المؤشر الوزني 786.05 نقطة بتاريخ 22/6/2008.
-
837.7 نقطة خسائر المؤشر السعري الأسبوع الماضي.
-
33.64 نقطة خسائر المؤشر الوزني الأسبوع الماضي.
-
767.7 نقطة خسائر المؤشر السعري في اليومين الماضيين.
-
45.63 نقطة خسائر المؤشر الوزني في اليومين الماضيين.
-
أعلى انخفاض للمؤشر السعري سجل أمس منذ بداية العام الحالي، حيث انخفض المؤشر 588 نقطة لتتقلص الخسائر الى 488 نقطة في الثواني الأخيرة.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )